ما معنى الحديث القدسي: "إلا الصوم فإنه لي".. وبمَ اصطفى الله رمضان؟
يعتبر الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله على عباده، وهو عبادة ذات مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى.
ومن الأحاديث القدسية التي تبين فضل الصيام حديثٌ قدسيٌّ شهير يقول فيه الله تعالى:
"كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به" (رواه البخاري ومسلم)
هذا الحديث يبرز مكانة الصيام عند الله ويجعل منه عبادة استثنائية تختلف عن غيرها من العبادات، حيث اختصه الله بنفسه وجعل ثوابه غير محدد، بل موكول إليه سبحانه وتعالى.
ما معنى الحديث القدسي: "إلا الصوم فإنه لي"؟
1- الصيام عبادة خالصة لله
- جميع العبادات الأخرى مثل الصلاة، الزكاة، والحج يمكن أن يكون فيها رياء أو مظاهر خارجية، ولكن الصيام لا يراه أحد سوى الله، فهو سرٌّ بين العبد وربه.
- المسلم قد يتمكن من إظهار صلاته أو صدقته للناس، لكن لا أحد يعلم إن كان صائمًا حقًا أم لا، لأنه يمكنه الأكل في السر لكنه يمتنع إيمانًا واحتسابًا.
2- الصيام ليس له أجر محدود
- الأعمال الأخرى مثل الصلاة والحج والزكاة لها أجر محدد بعشر حسنات أو مضاعفاتها، لكن ثواب الصيام لا يُحدّ بعدد، بل هو مفتوح على قدر إخلاص العبد وتقواه.
- قال الله تعالى: "إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به" أي أن الثواب سيكون بغير حساب، وفقًا لما يراه الله مناسبًا لعظم هذه العبادة.
3- الصيام تكفير للذنوب وتهذيب للنفس
- الصيام يجعل العبد يتحكم في شهواته، ويبتعد عن المعاصي، ويتقرب إلى الله، وهذا يجعله أحد أفضل وسائل تزكية النفس وتطهيرها.
- جاء في الحديث الشريف: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري ومسلم).
4- الصيام يجلب القرب من الله
- الصيام يعلم الصبر والاحتساب، ولهذا يقول الله: "وأنا أجزي به" أي أن الله سبحانه وتعالى يجزي الصائم بنفسه، ويكافئه بكرم لا يعلمه أحد سوى الله.
بمَ اصطفى الله شهر رمضان عن باقي الشهور؟
شهر رمضان هو أفضل الشهور عند الله، وقد خصه الله بفضائل عظيمة منها:
نزول القرآن الكريم
قال الله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" (البقرة: 185).
- نزل القرآن على النبي ﷺ في ليلة القدر، والتي هي أعظم ليلة في السنة وأفضل من ألف شهر.
فيه ليلة القدر
- ليلة القدر تساوي 83 سنة و4 أشهر من العبادة، وهي ليلة مباركة تتنزل فيها الملائكة، ويغفر الله فيها الذنوب.
- قال الله تعالى: "ليلة القدر خير من ألف شهر" (القدر: 3).
تصفيد الشياطين
- في رمضان، تُغلق أبواب النار وتُفتح أبواب الجنة، وتُصفّد الشياطين، مما يجعل الأجواء الروحانية في رمضان أنقى وأقرب إلى الله.
- قال النبي ﷺ: "إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين" (رواه البخاري ومسلم).
مضاعفة الأجور والحسنات
- الأعمال الصالحة في رمضان تُضاعف أكثر من أي شهر آخر.
- الصيام نفسه له أجر غير محدود، كما أن القيام والصدقة والذكر في رمضان له مكانة عظيمة عند الله.
دعوة لا تُرد للصائم
- قال النبي ﷺ: "للصائم عند فطره دعوة لا ترد" (رواه الترمذي).
- هذا يعني أن رمضان فرصة عظيمة للدعاء، حيث يكون للصائم دعوة مستجابة يوميًا عند الإفطار.
العتق من النار
- في كل ليلة من رمضان، يعتق الله رقابًا من النار، وهذا من أعظم فضائل الشهر الكريم.
- قال النبي ﷺ: "ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة" (رواه الترمذي).
كيف يستفيد المسلم من هذه الفضائل العظيمة؟
الالتزام بالصيام إيمانًا واحتسابًا، وليس فقط عادة.
الإكثار من قراءة القرآن والتدبر في آياته.
الحرص على صلاة التراويح والتهجد في العشر الأواخر من رمضان.
الدعاء والإكثار من الاستغفار، خاصة عند الإفطار.
الصدقة والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.
تحري ليلة القدر والاجتهاد فيها بالدعاء والقيام.
الخلاصة: الصيام عبادة استثنائية، ورمضان شهر الاصطفاء
- الحديث القدسي "إلا الصوم فإنه لي" يوضح أن الصيام عبادة خالصة لله لا يراها إلا هو، وثوابها غير محدد، بل موكول إلى كرم الله وعطائه.
- أما رمضان فقد اصطفاه الله بعدد من الفضائل العظيمة، منها نزول القرآن، ليلة القدر، تصفيد الشياطين، ومضاعفة الأجور، مما يجعله أعظم فرصة للعبادة والتقرب من الله.
هل تشعر بفضل الصيام في حياتك؟ وكيف تستعد للعشر الأواخر من رمضان؟ شاركنا رأيك!
