أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن تعاطي الحشيش محرم شرعًا، وأنه لا فرق بينه وبين شرب الخمر من حيث الأثر والنتيجة، مشددًا على أن كل ما يذهب العقل فهو محرم شرعًا بإجماع العلماء.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها الوزير في أحد المساجد الكبرى، حيث ركز فيها على قضية الإدمان والمخدرات بوصفها من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع، وتؤدي إلى تدمير الأسر والعقول والشباب.
أوضح وزير الأوقاف أن الشريعة الإسلامية لم تفرق بين نوع وآخر من المسكرات أو المخدرات، بل جعلت العبرة في التحريم بالنتيجة، وهي تغييب العقل وإضعاف الإرادة، مؤكدًا أن الحشيش – رغم اختلاف صورته – هو من جملة ما يسكر أو يخدر، وبالتالي فهو حرام شرعًا كتحريم الخمر تمامًا.
شدد الدكتور جمعة على أن من يبرر تعاطي الحشيش بحجة الحرية الشخصية، يتجاهل الأثر الكارثي الذي تسببه هذه المادة المخدرة على الإنسان والمجتمع. وقال إن المتعاطي قد يبدأ بتجربة، ثم يسقط في هاوية الإدمان، ليخسر دينه وصحته وماله ومستقبله.
وأشار إلى أن الإسلام لا يمنع المتعة أو الراحة، لكنه يضع ضوابط تحمي الإنسان من التهلكة والضياع، مؤكدًا أن تعاطي المخدرات ليس من الحرية في شيء، بل هو ضرب من الهلاك الذاتي.
أوضح وزير الأوقاف أن هناك من يروج لبعض الشبهات والفتاوى غير المنضبطة التي تحاول تبرير تعاطي الحشيش، بحجة أنه ليس خمرًا بالمعنى التقليدي. وردًا على ذلك، أكد أن هذه الفتاوى خطأ فادح، لأن النصوص الشرعية واضحة وصريحة في تحريم كل ما يسكر أو يخدر.
كما استشهد الوزير بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام"، ليدلل على شمولية التحريم، وعدم اقتصاره على نوع معين من المواد المسكرة أو المخدرة.
تناول وزير الأوقاف في خطبته التأثيرات السلبية الواسعة لتعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أن الإدمان يؤدي إلى:
تدمير الجهاز العصبي.
تدهور العلاقات الأسرية.
ارتفاع معدلات الجرائم.
هدر المال والطاقات.
ضعف الإنتاجية في المجتمع.
وأشار إلى أن تعاطي الحشيش لم يعد مجرد مسألة فردية، بل أصبح ظاهرة تؤثر على الاقتصاد، والأمن، والصحة العامة، مما يجعل مواجهته ضرورة وطنية ودينية.
دعا وزير الأوقاف إلى تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية، والتعليمية، والإعلامية، والأسر، من أجل توعية الشباب بمخاطر الحشيش والمخدرات عامة، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من التربية الصحيحة والوعي المبكر.
كما حثّ الآباء على متابعة سلوكيات أبنائهم، وعدم التهاون مع المؤشرات الأولية التي قد تدل على تعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أن العلاج متاح ولكن الوقاية خير منه.
وجه الدكتور محمد مختار جمعة رسالة قوية إلى من يروجون لفكرة أن الحشيش غير محرم، أو أنه أقل خطرًا من الخمر، واصفًا هذه الادعاءات بأنها نوع من التضليل، مؤكداً أن كل من يدعو إلى تعاطيه إنما يروج للفساد والانحراف.
وأكد أن من يروج لذلك يتحمل وزر من يتبعونه، مشددًا على أن المسألة لا تحتمل التأويل أو التبرير، وأن الشرع واضح، والعقل يسانده.
الحشيش مادة مخدرة تستخرج من نبات القنب، وتؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي، وتؤدي إلى خلل في الإدراك، وضعف التركيز، وتباطؤ في ردود الفعل، وقد تؤدي مع الاستمرار إلى الإدمان.
من الناحية الطبية، تصنفه منظمة الصحة العالمية كمادة مؤثرة نفسيًا، يُمنع استخدامها إلا في حالات طبية محددة وتحت إشراف طبي صارم. أما الاستخدام الترفيهي أو غير المشروع فهو محرم في القانون والشرع.
أما الحكم الشرعي في الإسلام، فقد اتفقت المذاهب الأربعة الكبرى على تحريم الحشيش وغيره من المواد المخدرة، بناءً على قاعدة "كل ما غيب العقل فهو حرام"، سواء كان مشروبًا أو مطعومًا أو مستنشقًا.
وتشدد النصوص على أن المسلم مسؤول عن عقله وجسده، وأن استخدام المخدرات نوع من إهلاك النفس التي أمر الله بحفظها. لذلك فإن التعامل معها بأي صورة – زراعة، ترويج، تعاطي – يدخل في باب الحرام الواضح.
إذا كنت ترغب في مقالة أخرى حول موضوع ديني أو اجتماعي بنفس الأسلوب، يسعدني تنفيذها فورًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
