التفاصيل الكاملة لحادث دهس سيدة لأسرة كاملة داخل حديقة في التجمع الخامس
شهدت منطقة التجمع الخامس بالقاهرة حادثًا مأساويًا أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أقدمت سيدة على دهس أسرة كاملة داخل إحدى الحدائق العامة بسيارتها الخاصة. تفاصيل الحادث المؤلمة، وردود الفعل المتباينة، والتحقيقات الجارية، تشكل محاور هذا التقرير الذي يرصد الوقائع الكاملة للحادث لحظة بلحظة، بالإضافة إلى التحليل القانوني المتوقع لمصير المتهمة.

بداية الواقعة: يوم هادئ ينقلب إلى كارثة
وقعت الحادثة في إحدى الحدائق الشهيرة بمنطقة التجمع الخامس، والتي غالبًا ما يقصدها المواطنون لقضاء وقت ترفيهي مع أسرهم، خاصة في العطلات الأسبوعية. في مساء يوم السبت، دخلت إحدى السيدات بسيارتها الملاكي إلى نطاق الحديقة بشكل غير قانوني، قبل أن تفقد السيطرة على المركبة وتدهس أفراد أسرة كاملة كانوا يجلسون على النجيلة بجوار ممشى داخلي مخصص للمشاة فقط.
الضحايا: أب وأم وطفلين تحت عجلات السيارة
أسفرت الحادثة عن إصابة الأب والأم بجروح متعددة وكدمات في أنحاء متفرقة من الجسم، فيما نُقل الطفلان إلى مستشفى قريب في حالة حرجة بعد إصابتهما بنزيف داخلي وكسور مضاعفة. شهود العيان وصفوا المشهد بأنه "مفجع"، وأكدوا أن السيارة اندفعت بسرعة غير طبيعية داخل المساحة الخضراء، دون أن يصدر سائقها أي محاولة للفرملة أو التنبيه قبل الاصطدام.
الشهود يروون تفاصيل اللحظات الأولى
بحسب روايات عدة ممن كانوا متواجدين بالحديقة، فإن السيدة التي كانت تقود السيارة بدت مرتبكة فور توقف المركبة، ولم تخرج منها على الفور. وذكر أحد شهود العيان: "سمعنا صوت ارتطام قوي وصرخات أطفال، ولما جينا نجري لقينا الناس مرمية على الأرض، والست كانت قاعدة في العربية مش قادرة تتحرك".
شهادات أخرى أكدت أن بعض الحاضرين حاصروا السيارة ومنعوا السيدة من مغادرة المكان حتى وصول الشرطة، فيما حاول البعض تقديم إسعافات أولية للمصابين لحين حضور سيارات الإسعاف.
تدخل الشرطة ونقل المصابين
فور تلقي البلاغ، تحركت قوات الشرطة وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، وتم نقل المصابين إلى مستشفى التجمع الخامس، حيث خضع الأطفال لجراحة عاجلة نتيجة الإصابات البالغة، بينما تم علاج الأبوين من جروح متفرقة وصدمة نفسية شديدة. في الوقت ذاته، تم التحفظ على السيدة المتسببة في الحادث، ونُقلت إلى قسم الشرطة للتحقيق معها.
المعلومات الأولية عن المتهمة
تبين من التحقيقات الأولية أن السيدة المتهمة في العقد الثالث من عمرها، وتقيم في أحد الكمبوندات القريبة من موقع الحادث. وتشير التحقيقات إلى أنها دخلت بسيارتها إلى الحديقة دون تصريح أو إذن، حيث إن الحديقة مخصصة للمشاة فقط ولا يُسمح فيها بدخول المركبات.
وأفادت المصادر أن السيدة ادعت في أقوالها الأولية أنها لم تكن تقصد إيذاء أي شخص، وأنها فقدت السيطرة على السيارة نتيجة عطل مفاجئ في المكابح، وهو ما ستُثبت صحته أو عدمه التقارير الفنية التي أمرت بها النيابة العامة.
تحرك النيابة العامة وبدء التحقيقات الرسمية
باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، حيث تم استدعاء عدد من شهود العيان لسماع أقوالهم، إلى جانب استجواب المتهمة رسميًا. وأمرت النيابة بتحليل الكحول والمخدرات للمتهمة للتأكد من سلامة حالتها أثناء القيادة، كما قررت التحفظ على السيارة وفحصها فنيًا لمعرفة ما إذا كانت تعاني من خلل ميكانيكي أم أن الحادث كان نتيجة إهمال بشري.
كما طلبت النيابة العامة تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالحديقة والطرق المحيطة بها، لمعرفة تفاصيل دخول السيارة والمسار الذي اتخذته قبل الحادث.
الحالة الصحية للمصابين حتى الآن
أكدت التقارير الطبية الأولية أن حالة الطفلين ما زالت حرجة، حيث يعاني أحدهما من كسر في الجمجمة، بينما يعاني الآخر من نزيف داخلي حاد تطلب تدخلاً جراحيًا سريعًا. أما الأم، فقد أصيبت بكسر في الذراع وكدمات في الوجه، بينما الأب تعرض لخلع في الكتف وإصابات بالظهر.
الأطباء بالمستشفى أكدوا أن حالة الأطفال تستدعي المتابعة الدقيقة، حيث إن فترة الـ 48 ساعة الأولى من الحادث ستكون حاسمة في تحديد مدى استقرارهم. أما الأب والأم فحالتهم مستقرة نسبيًا ولكنهم يعانون من صدمة نفسية كبيرة.
ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي
انتشر خبر الحادث بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف المتابعين عن غضبهم الشديد مما حدث، مطالبين بمحاسبة المتسببة في الحادث بأقصى درجات القانون. واعتبر كثيرون أن دخول سيارة إلى حديقة عامة يجب أن يُعامل كجريمة إهمال جسيم، خاصة وأنها أسفرت عن إصابة أطفال وأفراد عائلة كانوا يمارسون حقهم الطبيعي في التنزه.
كما أثير جدل واسع حول دور إدارة الحديقة ومسؤوليتها في تأمين المكان ومنع دخول السيارات إلى المناطق الخضراء، وهو ما دفع البعض للمطالبة بتركيب بوابات إلكترونية تمنع مرور المركبات، حتى لا يتكرر الحادث مرة أخرى.
موقف القانون من الواقعة
وفقًا لقانون المرور المصري وقانون العقوبات، فإن دهس المواطنين داخل منشأة عامة نتيجة القيادة المتهورة أو الإهمال يُصنّف ضمن الجرائم الجنائية التي قد تصل عقوبتها إلى السجن المشدد إذا نتج عنها إصابات خطيرة أو وفاة. كما ينص القانون على تغليظ العقوبة في حال ثبوت تعاطي السائق مواد مخدرة أو قيادته بدون رخصة سارية.
في حالة حادث التجمع الخامس، فإن النيابة ستعتمد بشكل كبير على نتائج تقرير الطب الشرعي وتحليل الدم، إلى جانب التقرير الفني للسيارة، لتحديد ما إذا كانت هناك نية إجرامية أو أن الحادث وقع نتيجة الإهمال فقط. وفي كلتا الحالتين، فإن السيدة المتهمة قد تواجه عقوبات مشددة خاصة في ظل حالة الغضب المجتمعي المصاحبة للحادث.
مطالبات الأهالي بفرض رقابة أكثر صرامة
في أعقاب الحادث، طالب عدد كبير من سكان المنطقة والمسؤولين المحليين بتشديد الرقابة على الحدائق والمناطق الترفيهية لمنع دخول السيارات أو أي وسائل نقل قد تشكل خطرًا على المواطنين. كما طالب الأهالي بتركيب حواجز خرسانية حول المناطق الخضراء، وتخصيص مداخل ومخارج منفصلة للزوار والمركبات.
وأكد سكان المنطقة أنهم يشعرون بقلق كبير من إمكانية تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة في ظل ضعف إجراءات الأمن داخل بعض الحدائق المفتوحة. وناشدوا وزارة التنمية المحلية بالتدخل السريع لإعادة تقييم معايير الأمان داخل الحدائق العامة.
حادث دهس الأسرة داخل حديقة التجمع الخامس يعيد إلى الأذهان أهمية تأمين الأماكن العامة بشكل أكثر دقة، ويؤكد ضرورة التزام السائقين بالقواعد المرورية وتجنب القيادة المتهورة. في انتظار نتائج التحقيقات الرسمية، تبقى العائلة المصابة في قلوب المصريين، وسط دعوات بالشفاء العاجل، ومطالبات واسعة بتطبيق القانون على من يستهتر بأرواح المواطنين، ولو بدعوى الخطأ أو العطل المفاجئ