يُعد فيتامين د من الفيتامينات الحيوية التي تلعب دورًا أساسيًا في العديد من العمليات البيولوجية داخل الجسم. رغم أن الجسم يستطيع إنتاجه عند التعرض لأشعة الشمس، فإن نسبة كبيرة من الناس تعاني من نقصه، خاصة في المناطق التي تقل فيها أشعة الشمس أو بسبب أنماط الحياة العصرية التي تعتمد على الجلوس في أماكن مغلقة.
فيتامين د ليس مجرد عنصر غذائي بل هرمون طبيعي يؤثر على أكثر من 2000 جين في الجسم. ولهذا فإن نقصه قد يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية المعقدة والخطيرة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
التعرض لأشعة الشمس هو المصدر الرئيسي لإنتاج فيتامين د في الجلد. ومع ازدياد العمل داخل المكاتب، وقلة التمارين الخارجية، أصبح التعرض لأشعة الشمس أمرًا نادرًا، ما يُسبب نقصًا حادًا في فيتامين د.
قلة تناول الأغذية الغنية بفيتامين د مثل السمك الدهني، صفار البيض، الكبد، والأطعمة المدعمة، قد يؤدي إلى انخفاض نسبته في الدم، خاصة لدى النباتيين.
بعض الأشخاص يعانون من صعوبة في امتصاص الفيتامين بسبب مشاكل في الأمعاء مثل داء كرون، أو التهابات مزمنة، أو أمراض الكبد والكلى التي تعيق تحويله إلى صورته النشطة.
قد لا تظهر الأعراض بوضوح في المراحل الأولى، ولكن مع استمرار النقص تظهر علامات واضحة تشمل:
تعب دائم بدون سبب واضح
آلام في العظام وأسفل الظهر
ضعف في العضلات وتشنجات متكررة
تقلبات مزاجية أو اكتئاب
بطء التئام الجروح
تساقط الشعر
هذه الأعراض قد تكون خفيفة ولكن استمرارها دون علاج يعرض الجسم لأمراض مزمنة.
فيتامين د يعمل على امتصاص الكالسيوم في الجسم. وعند نقصه، تنخفض كفاءة امتصاص الكالسيوم، ما يؤدي إلى ضعف العظام وسرعة تعرضها للكسر، إضافة إلى آلام مزمنة في المفاصل والعضلات، خاصة عند كبار السن.
تشير دراسات إلى أن نقص فيتامين د قد يرتبط بزيادة فرص الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، تصلب الشرايين، والنوبات القلبية.
فيتامين د يلعب دورًا هامًا في تقوية الجهاز المناعي. لذلك فإن نقصه يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والبكتيريا مثل الإنفلونزا، نزلات البرد، وحتى عدوى الجهاز التنفسي المزمنة.
يرتبط انخفاض مستويات فيتامين د بزيادة معدل الإصابة بالاكتئاب والقلق. فهناك علاقة وثيقة بين هذا الفيتامين والمواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن تحسين المزاج.
أظهرت دراسات حديثة أن نقص فيتامين د قد يؤثر على قدرة الجسم في تنظيم مستوى الإنسولين، وبالتالي قد يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
رغم أن الأبحاث لا تزال مستمرة، فإن هناك دلائل على أن انخفاض فيتامين د قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والثدي والبروستاتا.
فيتامين د له تأثير على مستقبلات النوم في الدماغ. ونقصه يمكن أن يؤدي إلى الأرق أو قلة جودة النوم.
كبار السن: بسبب ضعف قدرة الجلد على تصنيع الفيتامين.
النساء المحجبات أو من يرتدين ملابس طويلة تغطي الجلد بالكامل.
الرضع والأطفال الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بانتظام.
الأشخاص ذوي البشرة الداكنة لأن الجلد الغامق يقلل من قدرة الجسم على إنتاج الفيتامين.
مرضى السمنة لأن الدهون الزائدة تعيق إطلاق فيتامين د المخزن في الأنسجة.
يتم التشخيص عن طريق تحليل دم بسيط يُسمى (25-hydroxy vitamin D)، وتُعد النسبة المثالية بين 30 إلى 60 نانوجرام/مل. إذا كانت النسبة أقل من 20، يُعد ذلك نقصًا واضحًا يستوجب التدخل العلاجي.
يكفي التعرض لأشعة الشمس المباشرة من 15 إلى 30 دقيقة يوميًا خلال الصباح الباكر أو قبل غروب الشمس، خاصة للوجه والذراعين.
السلمون والتونة والماكريل
صفار البيض
الكبدة
اللبن المدعم
حبوب الإفطار المدعمة
في حال وجود نقص شديد، يُنصح بتناول مكملات فيتامين د تحت إشراف الطبيب. وتتوفر هذه المكملات بجرعات مختلفة قد تصل إلى 1000 أو 5000 وحدة دولية.
اجعل التعرض اليومي للشمس عادة مستمرة
تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على مصادر طبيعية للفيتامين
مارس التمارين الرياضية في الهواء الطلق
راقب مستويات الفيتامين إذا كنت من الفئات المعرضة للنقص
نقص فيتامين د من المشكلات الصحية الصامتة التي قد تمر دون ملاحظة، ولكن تأثيرها على الجسم كبير ويشمل أنظمة متعددة. ومن خلال التوعية والوقاية، يمكن تقليل خطر التعرض لهذه الأعراض والمشكلات المرتبطة بها. تأكد دائمًا من استشارة طبيبك وإجراء الفحوصات الدورية للحفاظ على صحة متكاملة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt