عندما نذكر "دهون البطن"، يتبادر إلى الذهن الشكل غير المحبب أو صعوبة ارتداء الملابس، لكن الحقيقة أن هذه الدهون – خاصة "الدهون الحشوية" – تمثل خطرًا صحيًا حقيقيًا يتجاوز المظهر. تتراكم هذه الدهون حول الأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس، وتفرز مواد كيميائية تؤثر على الجسم بالكامل، ما يجعلها من أخطر أنواع الدهون.
الدهون تحت الجلد: هي التي تراها وتلمسها، توجد تحت سطح الجلد مباشرة.
الدهون الحشوية: تتراكم داخل تجويف البطن، حول الأعضاء، ولا تُرى بالعين، لكنها الأخطر لأنها تدخل في عملية التمثيل الغذائي وتسبب اختلالًا في وظائف الجسم.
الدهون الحشوية تفرز مركبات التهابية ترفع من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الكوليسترول الضار. كل ذلك يؤدي إلى:
انسداد الشرايين التاجية
اضطراب نبضات القلب
احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية
دهون البطن تقاوم مفعول هرمون الإنسولين، ما يؤدي إلى:
ارتفاع مستويات السكر في الدم
ضعف قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل طبيعي
زيادة خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين، والتي تعد بوابة الإصابة بالسكري
وهي حالة تشمل مجموعة من المشاكل مثل:
ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع السكر
انخفاض الكوليسترول الجيد
تراكم الدهون حول البطن
تلك العوامل تزيد من خطر أمراض القلب والسكتة الدماغية.
دهون البطن ترتبط ارتباطًا مباشرًا بتراكم الدهون على الكبد، فيما يعرف بـ:
الكبد الدهني غير الكحولي
يمكن أن يتطور إلى التهاب، ثم تليف، ثم فشل كبدي إذا لم يُعالج
حتى الأشخاص النحفاء قد يُصابون بكبد دهني إذا كان لديهم تراكم دهون في البطن
تشير دراسات متعددة إلى أن الدهون الحشوية قد ترفع خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، من بينها:
سرطان القولون
سرطان الثدي
سرطان البنكرياس
سرطان الرحم
ويرجع ذلك إلى إفراز هذه الدهون لهرمونات ونواقل التهابية تعزز نمو الخلايا السرطانية.
الأشخاص الذين يعانون من دهون بطن زائدة يكونون أكثر عرضة لـ:
توقف التنفس أثناء النوم
الشخير المزمن
النوم المتقطع وغير المريح
كلها تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية وتزيد خطر أمراض القلب.
تشير بعض الأبحاث إلى أن دهون البطن قد تؤثر على الدماغ، حيث:
ترتبط بضعف الذاكرة والتركيز
تزيد من احتمالية الإصابة بالخرف في مراحل متقدمة
تؤثر على سرعة البديهة وسرعة المعالجة الذهنية
القياس التقليدي لوزن الجسم لا يكفي. يُفضّل استخدام:
محيط الخصر: أكثر من 102 سم للرجال، و88 سم للنساء يعني خطر محتمل
نسبة الخصر إلى الطول: يجب ألا تتجاوز 0.5
قياسات الدهون بتقنيات حديثة: مثل DEXA أو الأشعة فوق الصوتية إذا كانت متاحة
تقليل السكريات والنشويات المصنعة
تناول البروتينات الصحية مثل البيض، السمك، والبقول
الإكثار من الخضروات والفاكهة الغنية بالألياف
تجنب الدهون المتحولة والزيوت المهدرجة
المشي السريع 30 دقيقة يوميًا
تمارين المقاومة 3 مرات أسبوعيًا
تمارين HIIT (التدريب المتقطع عالي الكثافة) لتسريع الحرق
النوم أقل من 6 ساعات قد يرفع مستوى الكورتيزول
هذا الهرمون يعزز تخزين الدهون، خصوصًا حول البطن
حاول النوم بين 7 إلى 9 ساعات في الليل
خطأ شائع، لا يمكن استهداف الدهون في مكان معين فقط. التمارين تساعد في تقوية العضلات لكن لا تزيل الدهون إلا مع الحمية.
هذه حلول تجميلية مؤقتة، لكنها لا تؤثر في كمية الدهون الحقيقية داخل الجسم.
الزبادي اليوناني
الشوفان
زيت الزيتون
الأفوكادو
المكسرات النيئة
الشاي الأخضر
كلها أطعمة تساهم في تقليل الالتهابات وتحسين التمثيل الغذائي.
دهون البطن ليست مجرد مسألة مظهر خارجي، بل هي قنبلة موقوتة صحية يجب التعامل معها بجدية. الحل ليس في الحمية القاسية أو الحلول السريعة، بل في تغيير نمط الحياة بالكامل. من خلال تناول طعام صحي، والحركة اليومية، والحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكنك حماية قلبك وكبدك ودماغك، وربما تنقذ حياتك على المدى البعيد.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt