مع اقتراب احتفالات المصريين بشم النسيم، خرج الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، بتصريحات مهمة حول مخاطر الإفراط في تناول الأطعمة المالحة.
وعلى رأسها الفسيخ والرنجة، والتي تُعد من الأطباق الرئيسية في هذا اليوم.وحذر شعبان من أن الإكثار من تناول هذه الأطعمة قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تصل إلى الإصابة بأزمات قلبية وهبوط في عضلة القلب، خاصة لدى كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
أوضح الدكتور جمال شعبان أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين عادات المصريين الغذائية ومواسم الاحتفال، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأسر المصرية تعتبر الفسيخ والرنجة طقسًا أساسيًا في شم النسيم، رغم معرفتهم بمخاطرها الصحية.
وأضاف: "كل الأكلات مطلوبة للجسم ولكن بشرط أن يتم تناولها باعتدال، لأن الإفراط فيها يحوّل الفوائد إلى أضرار قد تصل إلى الوفاة المفاجئة، خاصةً مع الأطعمة شديدة الملوحة".
أكد الدكتور شعبان أن الملح الزائد هو العدو الأول للقلب والشرايين، موضحًا أن كثرة تناول الأملاح تتسبب في احتباس السوائل داخل الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو بدوره يزيد من العبء على القلب ويُمهّد للإصابة بنوبات قلبية أو ذبحة صدرية.
وأشار إلى أن الفسيخ والرنجة من الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة للغاية من الصوديوم، وقد تؤدي إلى تورم القدمين، وزيادة الوزن المائي، واضطرابات في ضربات القلب، خاصة إذا تم تناولها بكميات كبيرة في وقت قصير.
في تصريحاته، شدد جمال شعبان على أن بعض الفئات معرضة أكثر من غيرها للأذى نتيجة تناول هذه الأطعمة، وعلى رأسهم:
مرضى القلب
مرضى ارتفاع ضغط الدم
مرضى الفشل الكلوي
كبار السن
الحوامل
مرضى السكري
وأكد أن هذه الفئات يجب أن تمتنع تمامًا عن تناول الفسيخ والرنجة، أو على الأقل أن تكتفي بكمية صغيرة جدًا، مع الإكثار من شرب المياه وتناول الخضروات الورقية التي تقلل من امتصاص الصوديوم.
أوضح الدكتور شعبان أن الجسم عندما يتلقى كمية ضخمة من الصوديوم دفعة واحدة، كما يحدث مع وجبة فسيخ دسمة، يبدأ في محاولة التخلص من هذا الصوديوم، مما يؤدي إلى اضطراب التوازن بين السوائل والضغط داخل الجسم.
وهذا التغير المفاجئ يُجهد القلب بشكل كبير، خاصة إذا كان هناك قصور مسبق في عضلة القلب أو ضيق في الشرايين، مما يُسبب أزمة قلبية مفاجئة قد تبدأ بألم في الصدر، ثم ضيق في التنفس، وقد تنتهي بتوقف عضلة القلب إذا لم يتم التدخل فورًا.
قدّم الدكتور جمال شعبان عددًا من النصائح العملية للمواطنين الراغبين في تناول الفسيخ والرنجة دون الإضرار بصحتهم، أهمها:
تناول كميات صغيرة جدًا: قطعة واحدة صغيرة تكفي.
الإكثار من شرب الماء: لترين على الأقل بعد الوجبة.
تناول الخس والجرجير والليمون: لتقليل امتصاص الأملاح.
الابتعاد عن المخللات في نفس اليوم: لأنها تضاعف كمية الصوديوم.
تجنب المشروبات الغازية: واستبدالها بعصائر طبيعية أو مياه.
عدم تناول هذه الأطعمة ليلًا: لتقليل العبء على الكلى والقلب.
الحذر من الفسيخ مجهول المصدر: تجنبًا للتسمم الغذائي.
أطلق الدكتور شعبان مناشدة للمواطنين بعدم تحويل يوم شم النسيم من مناسبة مبهجة إلى سبب للألم والحزن، مؤكدًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن الصحة تبدأ من طبق الطعام.
وقال: "أنا لا أطلب من الناس أن يتوقفوا عن تناول الفسيخ، ولكن أطلب منهم أن يعقلنوا الكمية، وأن يفكروا أولًا في القلب قبل اللسان، لأن الوجبة المملحة قد تكون قاتلة أكثر من السيجارة".
ويأمل الأطباء أن تستمر حملات التوعية، وأن يكون لكل مواطن دور في حماية نفسه وأسرته من المضاعفات الصحية، عبر اتباع أسلوب حياة غذائي متوازن، خاصة في المناسبات التي ترتبط بعادات غذائية خاطئة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt