يبدو أن نادي ريال مدريد الإسباني يواجه أزمة قانونية جديدة في ملف تعاقداته الصيفية، بعدما اصطدم بعقبة غير متوقعة تتعلق بمشاركة المدافع الإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد في بطولة كأس العالم للأندية المقبلة، وذلك رغم اقتراب انضمام اللاعب رسميًا إلى صفوف النادي الملكي في صفقة انتقال حر بعد نهاية عقده مع ليفربول.
الموقف القانوني المُعقد فتح باب المقارنات مع أزمة اللاعب المصري أحمد سيد "زيزو" مع الزمالك مؤخرًا، والتي أثارت جدلًا واسعًا بشأن حقوق الأندية في الحفاظ على لاعبيها حتى آخر لحظة من العقود الرسمية.
أشارت تقارير رياضية إلى أن ريال مدريد حسم اتفاقه مع ترينت ألكسندر أرنولد للانضمام إلى الفريق بداية من يوليو 2025، بعد نهاية عقده الحالي مع ليفربول، الذي ينتهي رسميًا في 30 يونيو من العام ذاته.
لكن توقيت انطلاق بطولة كأس العالم للأندية القادمة، والتي ستنطلق في منتصف يونيو، أي قبل انتهاء عقد أرنولد مع ليفربول، وضع النادي الإسباني في مأزق قانوني، حيث لن يتمكن من تسجيل اللاعب رسميًا قبل الأول من يوليو، ما يجعله غير مؤهل للمشاركة في البطولة بقميص ريال مدريد إلا بموافقة خاصة من ناديه الإنجليزي.
تنص لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على أن أي لاعب لا يجوز له المشاركة مع فريق جديد في بطولة رسمية، إذا كان لا يزال مُقيدًا على قوة نادٍ آخر، إلا في حال وجود موافقة كتابية من النادي الأصلي، أو إنهاء تعاقد رسمي مسجل في نظام الانتقالات الدولي (TMS).
وبالتالي، فإن مشاركة أرنولد في بطولة كأس العالم للأندية مع ريال مدريد تستلزم موافقة مباشرة من إدارة ليفربول، أو انتظار انتهاء عقده بنهاية يونيو، وهو ما يعني عمليًا غيابه عن البطولة أو تأجيل الإعلان الرسمي عن انضمامه.
حتى اللحظة، لم تُظهر إدارة نادي ليفربول أي نية للتعاون مع ريال مدريد بشأن ملف أرنولد، خاصة وأن اللاعب يُعد من الركائز الأساسية في خط دفاع الفريق، رغم الشكوك التي أحاطت بمستقبله خلال الأشهر الماضية.
ورغم أن ليفربول يعلم أن اللاعب قد لا يجدد تعاقده، إلا أنه من غير المتوقع أن يمنح النادي إذنًا استثنائيًا بمشاركته في بطولة دولية بقميص فريق آخر، في وقت لا يزال العقد ساريًا.
ويرى بعض المحللين أن تمسك ليفربول بموقفه يعود إلى الحفاظ على هيبة العقود المبرمة، بالإضافة إلى رفضه فتح باب سابقة قد تُستغل مستقبلاً من لاعبين آخرين يرغبون في الرحيل قبل الموعد الرسمي.
ويُشبه ما يحدث مع أرنولد موقف زيزو في عدة نقاط، منها توقيت الانتقال، تضارب المواعيد مع بطولات مهمة، ورفض النادي الأصلي التنازل المبكر عن حقوقه.
التفاوض مع ليفربول للحصول على موافقة مكتوبة لمشاركة اللاعب في البطولة.
تسجيل اللاعب فور انتهاء عقده والاكتفاء بالمشاركة من الدور التالي حال تأهل الفريق.
الاعتماد على البدائل في المركز نفسه لحين انضمام أرنولد رسميًا.
ورغم أن سيناريو التفاوض مع ليفربول هو الأكثر واقعية، إلا أن العلاقة بين الناديين لا تُعد مرنة، خاصة بعد خلافات سابقة بشأن صفقات لاعبين في المواسم الماضية.
بطولة كأس العالم للأندية 2025 تُعد محطة محورية في موسم ريال مدريد المقبل، إذ يطمح الفريق للتتويج بلقب جديد يضيفه إلى سجل إنجازاته الدولية، خاصة وأنه سيكون الممثل الأبرز عن أوروبا.
وتنطلق البطولة في منتصف يونيو، بمشاركة موسعة، وتُقام لأول مرة بالنظام الجديد الذي يشمل 32 ناديًا من مختلف القارات، ما يجعل غياب أي لاعب مهم خسارة كبيرة في ظل ضغط المباريات وتنوع الخصوم.
ولهذا، فإن غياب أرنولد عن أولى مواجهات البطولة قد يُجبر كارلو أنشيلوتي، أو أي مدرب قادم، على إعادة ترتيب أوراقه الدفاعية.
تُثير هذه القضية تساؤلات مهمة حول مستقبل التعاقدات الحرة التي تنتهي في يونيو، مع تزايد عدد البطولات التي تُقام في هذا التوقيت، مثل كأس العالم للأندية، تصفيات المنتخبات، وبطولات السوبر.
وقد يُطالب بعض الأندية بضرورة تعديل توقيتات العقود في المستقبل، لتبدأ وتنتهي بنهاية شهر مايو، بدلًا من يونيو، تجنبًا لمثل هذه الإشكاليات، خاصة في البطولات التي لا تتوافق مع روزنامة الموسم الأوروبي.
وقد يُضطر اللاعب لتقديم طلب خاص بإنهاء عقده بالتراضي قبل الموعد المحدد، وهو ما يعتمد على موافقة إدارة النادي الإنجليزي.
وهكذا، يدخل ريال مدريد فصلًا جديدًا من النزاعات القانونية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من سوق الانتقالات الحديثة، بينما يترقب الجميع القرار النهائي الذي قد يُعيد رسم ملامح التعاقدات الحرة عالميًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt