تجنبها فورًا.. عادة ليلية تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

تُعد أمراض القلب واحدة من أخطر المشكلات الصحية التي تهدد حياة ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة في ظل انتشار أنماط الحياة غير الصحية التي تشمل قلة الحركة، التغذية العشوائية، والتعرض المستمر للتوتر والضغط النفسي. لكن وسط كل هذه العوامل، تبرز عادات يومية قد تبدو بسيطة في نظر الكثيرين، بينما تحمل في حقيقتها تأثيرًا مباشرًا وقويًا على صحة القلب والشرايين.
من بين هذه العادات، تظهر عادة ليلية يمارسها عدد كبير من الناس دون إدراك ما قد تسببه على المدى البعيد، وهي تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، خاصة الوجبات الثقيلة والدسمة. ورغم أن البعض يعتبر هذه العادة أمرًا عاديًا نتيجة جدول عمل مزدحم أو رغبة في الاسترخاء قبل النوم، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أنها تمثل خطرًا حقيقيًا، وتضع القلب تحت ضغط مستمر قد يؤدي مع الوقت إلى الإصابة بأمراض مزمنة مثل تصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات نبض القلب.

الأطباء وخبراء التغذية يشيرون اليوم بوضوح إلى أن توقيت تناول الطعام لا يقل أهمية عن نوعيته وكميته، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مثل السمنة، السكري، أو تاريخ عائلي مع أمراض القلب. ولذلك أصبح من الضروري أن يتعرف كل شخص على خطورة هذه العادة الشائعة، وأن يبدأ في تعديلها ضمن نمط حياته اليومي.

ما هي العادة التي نتحدث عنها تحديدًا؟

العادة المقصودة هي تناول وجبة كبيرة أو دسمة بعد الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً، خاصة تلك التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات. وتشمل أمثلة شائعة على هذه العادة:

• تناول الوجبات السريعة ليلًا.

• الإكثار من الحلويات أو الأطعمة المصنعة في الليل.

• الاعتياد على تناول وجبة عشاء ثقيلة قبل النوم مباشرة.

وفقًا للأطباء، هذه الممارسات تعطل عمل الجسم الطبيعي في تنظيم السكر والدهون خلال الليل، مما يجهد القلب ويزيد خطر الإصابة بمشاكل في الشرايين مع مرور الوقت.

كيف تؤثر هذه العادة على القلب؟

عند تناول الطعام في وقت متأخر جدًا، يظل الجهاز الهضمي في حالة عمل بدلاً من الدخول في وضع الراحة الليلي، ما يؤدي إلى:

• ارتفاع مستوى السكر في الدم أثناء الليل.

• زيادة مستوى الكوليسترول الضار في الجسم.

• اضطراب إفراز هرمون الإنسولين وزيادة مقاومة الجسم له.

• صعوبة دخول الجسم في مرحلة النوم العميق، ما يؤثر على راحة القلب.

• زيادة تراكم الدهون حول الأعضاء الحيوية بما فيها القلب نفسه.

هذه العوامل مجتمعة تضع القلب تحت ضغط مستمر دون راحة ليلية ضرورية.

ما الذي تؤكده الدراسات الحديثة؟

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات دسمة في وقت متأخر من الليل معرضون للإصابة بأمراض القلب بنسبة تزيد على 30% مقارنة بمن يلتزمون بمواعيد طعام منتظمة خلال النهار فقط. كما تبين أن من يعتادون على النوم بعد الأكل مباشرة يعانون غالبًا من ارتفاع ضغط الدم ومتلازمة الأيض التي تشمل السكر والدهون والكوليسترول.

نصائح مهمة لتجنب هذه العادة الضارة

• الاكتفاء بوجبة عشاء خفيفة قبل الساعة الثامنة مساءً.

• اختيار أطعمة سهلة الهضم مثل الزبادي، الشوفان، الخضروات الطازجة أو الفواكه.

• تجنب تناول المشروبات المحلاة أو المنبهات بعد الساعة السابعة مساءً.

• شرب كوب من الماء أو مشروب أعشاب دافئ بدلًا من الطعام ليلًا عند الشعور بالجوع.

• تثبيت مواعيد الوجبات اليومية حتى يعتاد الجسم على نمط صحي.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كنت تعاني من أعراض مثل ثقل دائم في الصدر، اضطرابات في النوم، ارتفاع ضغط الدم غير المبرر، أو صعوبة في التنفس ليلًا، فهذه مؤشرات قد تدل على تأثير العادات الغذائية الليلية على القلب. في هذه الحالة، يُفضل مراجعة الطبيب المختص لعمل الفحوصات اللازمة.

رغم بساطة عادة تناول الطعام ليلًا، إلا أن تأثيرها السلبي على صحة القلب لا يجب الاستهانة به. الحفاظ على مواعيد منتظمة لتناول الطعام خلال النهار، والابتعاد تمامًا عن الوجبات الدسمة في أوقات متأخرة، هما من أبسط وأقوى الطرق لحماية القلب وضمان صحة أفضل على المدى الطويل.

الاهتمام بهذه التفاصيل اليومية البسيطة قد يجنبك مشاكل صحية معقدة كان يمكن الوقاية منها عبر خطوات بسيطة تبدأ من تعديل وقت عشاء اليوم.