شهدت الأوساط الطبية حالة أثارت انتباه المتخصصين، بعد أن لاحظ رجل في الخمسينات من عمره أعراضًا صحية غير معتادة، تمثلت في تغيرات بسيطة في عملية الإخراج، لكن سرعان ما تطورت هذه الأعراض إلى مؤشرات واضحة على إصابته بسرطان القولون والمستقيم، وهو ما تم تأكيده بعد إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة.
من أولى العلامات التي ظهرت على الرجل كانت تغيرات مستمرة في حركة الأمعاء، مثل الإمساك المزمن أو الإسهال، دون سبب واضح، واستمرت هذه الحالة لفترة أطول من المعتاد. هذه التغيرات يجب أن تؤخذ على محمل الجد، خاصة إذا ظهرت بشكل مفاجئ أو استمرت لأكثر من أسبوعين.
واحدة من العلامات التحذيرية الأكثر وضوحًا في حالة هذا الرجل كانت وجود دم في البراز، إما مختلطًا أو على هيئة خطوط حمراء. أحيانًا يكون اللون داكنًا مما قد يشير إلى وجود نزيف داخلي في القولون. تجاهل هذه العلامة قد يؤدي إلى تأخير التشخيص، وهو ما يزيد من خطر تطور الحالة.
الرجل لاحظ أيضًا فقدانًا تدريجيًا في وزنه دون اتباع أي نظام غذائي أو بذل مجهود بدني زائد. يُعتبر فقدان الوزن غير المبرر من العلامات الشائعة لأنواع كثيرة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون، حيث يدل على أن الجسم يستهلك طاقة في مقاومة ورم سرطاني.
الإرهاق غير المبرر، والذي لا يتحسن بالراحة أو النوم، كان من العلامات التي ظهرت كذلك. ويحدث ذلك بسبب النزيف الداخلي أو فقر الدم الناتج عنه، مما يؤدي إلى ضعف عام بالجسم وانخفاض مستويات الطاقة.
شعر المريض بآلام متكررة في منطقة البطن، مصحوبة أحيانًا بالانتفاخ أو الشعور بعدم الارتياح. هذه الأعراض يمكن أن تنجم عن انسداد جزئي في القولون بسبب الورم، مما يعيق حركة الأمعاء الطبيعية.
من الأعراض الأقل شيوعًا ولكنها كانت موجودة، هو الشعور الدائم بعدم تفريغ القولون بالكامل بعد دخول الحمام. هذا الإحساس قد ينجم عن وجود ورم يضغط على الجدار الداخلي للأمعاء، ويمنع الإفراغ الكامل.
لاحظ الرجل أن شكل البراز أصبح أرفع من المعتاد، وهي علامة قد تدل على وجود ضيق في تجويف الأمعاء ناتج عن ورم، وقد يصاحبها أيضًا تغير في لون البراز إلى اللون الداكن.
في حالة هذا الرجل، تم التشخيص بعد مرور فترة على ظهور الأعراض، وهو ما أدى إلى اكتشاف الورم في مرحلة متقدمة نسبيًا. وقد بدأ بالفعل رحلة العلاج التي تشمل التدخل الجراحي والعلاج الكيميائي. تؤكد هذه الحالة على أن الوعي بالأعراض يساعد في سرعة الاكتشاف وزيادة فرص التعافي.
هناك بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتشمل:
من تجاوزوا سن 50 عامًا.
من لديهم تاريخ عائلي مع السرطان.
المصابون بأمراض القولون الالتهابية مثل التهاب القولون التقرحي.
من يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الألياف وغني باللحوم المصنعة.
المدخنون ومن يستهلكون الكحول بشكل مفرط.
الوقاية تعتمد على عدة عوامل أساسية، منها:
إجراء فحوصات دورية وتنظير القولون بعد سن 45 عامًا، خاصة لمن لديهم عوامل خطر.
اتباع نظام غذائي غني بالألياف والخضروات والفواكه.
ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي.
تجنب التدخين وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة.
الاهتمام بأي تغييرات مفاجئة في الهضم أو الإخراج.
سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا، لكنه أيضًا من الأنواع التي يمكن اكتشافها مبكرًا والوقاية منها. تبدأ الإصابة غالبًا بأعراض بسيطة مثل الإمساك أو تغير شكل البراز، لكنها قد تكون مؤشرًا على أمراض خطيرة. لذا، فإن الانتباه لأي تغيرات غير معتادة في الجهاز الهضمي، والمتابعة الطبية السريعة، قد يكون الفارق بين التشخيص المبكر والتأخر في العلاج.
إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة سابقًا، خاصةً إذا استمرت لفترة أو كانت مصحوبة بعلامات أخرى، لا تتردد في مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. الكشف المبكر هو أقوى وسيلة لمواجهة هذا النوع من السرطان وزيادة فرص الشفاء الكامل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt