تعدّ مرحلة ما بعد الشهادة الإعدادية نقطة تحول فارقة في حياة الطلاب المصريين، إذ يبدأون رحلة حسم مهم لمسارهم التعليمي والمهني. في عام 2025، أصبحت خيارات التعليم بعد الإعدادية متعددة أكثر من أي وقت مضى، لتلائم مختلف الميول والقدرات والمجموع. بين التعليم العام الذي يمهد للثانوية العامة، والتعليم الفني الذي يوفر فرص عمل مباشرة، والتعليم المزدوج الذي يقترن بالتدريب العملي في الشركات، أصبحت أمامك خريطة شاملة يمكنك الاعتماد عليها لتحديد أنسب مسار لمستقبلك.
يعتبر المسار التقليدي الذي يستهدف طلاب الشهادة الإعدادية الحاصلين على درجات مرتفعة نسبياً. تبدأ الحدود الدنيا المقبولة في الكثير من المحافظات من حوالي 220 درجة، وقد ترتفع إلى أكثر من 240 درجة وفقاً للمحافظة ومدى الإقبال. النظام يمضي وفق الدراسة الأكاديمية الصرفة للخروج بشهادة الثانوية العامة، التي تتيح للطالب فرصة التقدم إلى الجامعات الحكومية والخاصة في جميع التخصصات.
تشمل التعليم الفني عدة تخصصات عملية، موزعة كالآتي:
في التعليم الصناعي، تجد مدارس متخصصة تتبع نظام الثلاث سنوات أو الخمس سنوات، تشمل مجالات مثل الميكانيكا، الإلكترونيات، الطاقة الشمسية، وصيانة المركبات الكهربائية. وتتيح هذه المدارس فرص عمل شاغرة غالباً قبل التخرج، وتسمح لخريجيها بدخول المعاهد الفنية أو بعض الكليات بعد المعادلة.
أما التعليم الزراعي فهو خيار مثالي لمحبي العمل الحقول والإنتاج الزراعي، ويؤهل الطالب لشهادات فنية تؤهله لدخول المعاهد الزراعية أو القطاع الزراعي الحكومي والخاص.
في التعليم التجاري تتوافر مدارس تصقل مهارات الإدارة والمحاسبة والتسويق، وهي أنسب لمن يهدف للعمل الإداري أو لأكاديمية التجارة لاحقا.
أخيراً هناك الفندقي والسياحي، حيث يحصل الطالب على خبرة تطبيقية في فنادق سياحية وقد يتيح له استكمال التعليم لاحقاً بكليات السياحة والفنادق.
عادة ما تبدأ الحدود الدنيا لهذه المدارس من 140 إلى 200 درجة حسب التخصص والموقع.
تُعدّ مدارس التمريض الفنية من أكثر الخيارات استقرارًا، خاصة بعد الإعلان عن طرح سبع مدارس جديدة خلال العام الحالي. تقبل الطلاب بمجموع يبدأ من حوالي 220 درجة، يتضمن الالتحاق بها اجتياز كشف طبي وقدرة شخصية. الدراسة فيها تمتد لخمس سنوات، تضم تدريباً عملياً داخل المستشفيات. والخريجون يحصلون على دبلوم فني تمريض، مع فرص التوظيف المباشر في المستشفيات العسكرية والحكومية.
يقدم هذا المسار تخصصات دقيقة في قطاع الطاقة مثل التبريد والتكييف، الكهرباء الميكانيكية، وحفر وتشغيل المنشآت. تقبل بعض مدارس البترول بحد أدنى يبدأ من نحو 150 درجة، بينما يمكن أن تتطلب تخصصات أخرى درجات أعلى، تصل إلى 240 درجة. توفر المدارس فرص تدريبية وعقد عمل محتمل بعد التخرج في شركات كبرى مثل بتروجت وإيني.
ظهرت هذا العام كي تأتي بديلاً فنيًا مطورًا بتعاون بين الوزارة والقطاع الخاص. تشمل تخصصات مثل الذكاء الاصطناعي، الميكاترونيكس، الشبكات، وتكنولوجيا الزراعة. تمتد الدراسة لثلاث سنوات، وتخدمها شراكات مع شركات عالمية. الحد الأدنى للدخول يختلف بين المدارس، لكنه يتراوح غالبًا بين 220 إلى 250 درجة. الطلاب يتلقون تدريبًا عمليًا مستمرًا، وأحيانًا يحصلون على راتب رمزي أثناء الدراسة.
يعد أحد الخيارات المتقدمة لتأهيل الطلاب لسوق العمل أثناء الدراسة. يجمع هذا النظام بين يومين دراسيين في المدرسة ولباقي أيام الأسبوع تدريب عملي لدى شركات مثل الإنتاج الحربي، غبور، WE، عربي، وغيرها. يبدأ تنسيق هذا النظام الطلاب الحاصلين على 200–250 درجة، ويحصل الطلاب أثناء التدريب على راتب شهري يصل إلى 300–1000 جنيه. وفي نهاية الثلاث سنوات، يحصلون على دبلوم فني وخبرة حقيقية في إحدى الشركات المشاركة.
القبول في معظم هذه المدارس لا يتم إلا عبر منصة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. يبدأ التسجيل عادة مطلع يوليو بعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية، ويتضمن دخول المنصة واختيار نوع التعليم (عام أو فني أو مزدوج) وترتيب الرغبات بحسب المجموع. بعد الإغلاق يتبع عملية التوزيع الآلي للإدارات، وتعلن النتائج مباشرة. ثم يجب عقب ذلك تقديم المستندات للمدرسة التي تم القبول بها.
الاختيار بين هذه المسارات يجب أن يرتكز على عدة معايير: ما إذا كنت تميل نحو الدراسة الأكاديمية أو التطبيقية، درجة المجموع التي حصلت عليها، الفرص المتنبأ بها في سوق العمل، وأيضًا العناصر النفسية مثل نمط العمل وتشغلية. ومهم مراجعة المسافات والتكاليف ومواعيد التدريب أو النقل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt