في خطوة اعتبرها الكثيرون جريئة وغير معتادة في مجتمعنا، كشف رجل الأعمال المصري الشهير سميح ساويرس عن تفاصيل قراره برفض توريث نصف ثروته لأولاده، مؤكدًا أن هذا القرار جاء بعد دراسة متأنية وتجارب شخصية جعلته يعيد التفكير في مفاهيم الميراث والتوريث التقليدية.
وجاءت تصريحات ساويرس خلال لقاء تلفزيوني أثار جدلًا واسعًا بين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للفكرة باعتبارها تشجع الأبناء على الاعتماد على أنفسهم، ومعارض يرى أنها قد تُحدث فجوة في الأسرة.
في هذا التقرير نستعرض تفاصيل ما قاله سميح ساويرس، أسباب اتخاذه لهذا القرار، وكيف يمكن أن يؤثر هذا التوجه على الأجيال الجديدة في مصر والعالم العربي.
أوضح ساويرس أن قراره يتعلق بعدم توريث نصف ثروته البالغة مليارات الدولارات إلى أولاده بشكل مباشر، مؤكدًا أنه سيخصص هذا الجزء من ثروته لدعم المشروعات الخيرية والتنموية في مصر وخارجها، مع التركيز على التعليم والصحة وريادة الأعمال.
وقال ساويرس: "أريد لأبنائي أن يعتمدوا على أنفسهم وأن يخوضوا تجاربهم الخاصة في الحياة دون الاعتماد الكامل على أموال الأسرة، فأنا مؤمن بأن الثروة الكبيرة قد تصبح عبئًا بدلًا من أن تكون نعمة."
أكد ساويرس أنه يريد أن يربي أبناءه على ثقافة الكفاح والاجتهاد بدلًا من الاعتماد على ميراث ضخم قد يجعلهم أقل حرصًا على تطوير مهاراتهم أو تحقيق إنجازاتهم الخاصة.
أشار إلى أن هناك العديد من الأمثلة حول العالم لأبناء أثرياء فقدوا الدافع لتحقيق النجاح الشخصي بسبب ضمان الميراث الكبير، وانتهى بهم الأمر إلى حياة مليئة بالتحديات النفسية.
يرى ساويرس أن تخصيص جزء من الثروة للمشروعات المجتمعية والخيرية سيترك أثرًا إيجابيًا مستدامًا للأجيال القادمة، وسيكون إرثًا حقيقيًا يتجاوز حدود الأسرة.
أعلن سميح ساويرس أن الخطة التي سيعتمدها تتضمن:
50% من الثروة ستوجه لإنشاء صندوق خيري ضخم يدعم التعليم، والرعاية الصحية، وتمكين الشباب من إقامة مشروعات صغيرة.
30% من الثروة ستظل مخصصة لإدارة الأعمال العائلية لضمان استمرارية نجاحها.
20% المتبقية ستقسم على أولاده لدعمهم في مشروعاتهم الخاصة دون تحميلهم أعباء كبيرة أو حرمانهم من الدعم الأسري.
أشاد الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بقرار ساويرس، معتبرين أنه "تفكير مستقبلي" يشجع على ثقافة العطاء والاعتماد على الذات، وهو ما تحتاجه الأجيال القادمة.
في المقابل، رأى آخرون أن الأبناء لهم الحق الكامل في ميراث والدهم، وأن تخصيص نصف الثروة للأعمال الخيرية قد يثير مشكلات أسرية في المستقبل.
يفتح القرار باب النقاش حول فكرة الميراث في المجتمعات العربية، ويطرح تساؤلات حول كيفية تحقيق توازن بين دعم الأبناء وخدمة المجتمع.
من شأن تخصيص جزء من الثروة لدعم المشروعات الناشئة أن يخلق جيلًا جديدًا من رواد الأعمال القادرين على تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري.
ليس سميح ساويرس الأول عالميًا الذي يتخذ مثل هذا القرار، فقد سبقه العديد من أثرياء العالم مثل:
بيل جيتس: خصص الجزء الأكبر من ثروته للأعمال الخيرية وترك لأبنائه نصيبًا محدودًا.
وارن بافيت: أعلن أنه سيترك معظم ثروته للعمل الخيري ولن يورث أولاده إلا قدرًا بسيطًا.
التخطيط الجيد لتوزيع الثروة لضمان عدم حدوث نزاعات أسرية.
إشراك الأبناء في النقاش حول القرار لضمان تفهمهم ودعمهم للفكرة.
اختيار مشروعات خيرية مستدامة تترك أثرًا طويل الأمد في المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt