في واقعة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خرج شقيق أحمد الدجوي، الشاب الذي وُجد متوفيًا في ظروف غامضة خلال الأيام الماضية، بتصريحات مفاجئة زعم فيها أن شقيقه لم ينتحر، بل قُتل عمدًا، مشيرًا إلى وجود دلائل قوية ومواقف غريبة تؤكد شكوكه.
هذه التصريحات فتحت باب التساؤلات من جديد حول ملابسات وفاة الدجوي، خاصة أن التقرير المبدئي للطب الشرعي لم يحسم السبب بشكل قاطع، واكتفى بالإشارة إلى أن التحقيقات ما تزال مستمرة.
وقعت الحادثة في منطقة راقية بالقاهرة، حيث تم العثور على جثمان أحمد الدجوي في شقته بعد بلاغ تلقته الشرطة من الجيران بوجود رائحة كريهة تنبعث من المكان.
عندما اقتحمت الشرطة الشقة، وجدت الجثمان في وضع غير طبيعي، وعلى الفور تم إخطار النيابة العامة التي أمرت بنقل الجثة إلى المشرحة، وفتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات الوفاة.
وأكد أن هناك آثار ضرب وكدمات على جسده، بالإضافة إلى وجود خدوش في اليدين، مشيرًا إلى أن الطريقة التي عُثر عليه بها لا تتماشى مع فرضية الانتحار المزعومة.
شقيق الدجوي عدد عدة أسباب دفعت العائلة لرفض سيناريو الانتحار، منها:
عدم وجود أي رسائل وداع أو علامات تدل على حالة نفسية سيئة
علاقته الجيدة بجميع أفراد أسرته وأصدقائه
تخطيطه لعدة مشروعات مستقبلية خلال الأيام التي سبقت الوفاة
عدم ظهور أي مؤشرات على معاناته من اكتئاب أو ضيق نفسي
وجود علامات غير مفسرة على جسده تؤكد العنف
النيابة العامة، بعد تصريحات شقيق الضحية، قررت إعادة فحص الجثة وتشريحها بشكل أكثر دقة، كما أمرت بتفريغ كاميرات المراقبة في محيط العقار، واستدعاء عدد من الشهود والجيران.
كما طلبت النيابة فحص الهاتف المحمول للضحية، وتحليل سجل المكالمات والرسائل، لتتبع أي إشارات قد تكشف عن وجود تهديدات أو تواصل مريب قبل الوفاة.
التقرير المبدئي الذي صدر عن الطب الشرعي لم يتضمن أي تأكيد صريح بأن الوفاة نتيجة انتحار، كما لم يثبت حتى الآن وجود مادة سامة أو جرعة زائدة من دواء معين.
وأشار التقرير إلى أن الجثمان كان في حالة تحلل متقدم، ما يصعّب تحديد السبب بدقة في الوقت الحالي، إلى حين ظهور نتائج فحوصات السموم النهائية.
وأضاف أن أحمد لم يكن يشكو من ضغوط نفسية، وكان لديه خطط مستقبلية، بينها افتتاح مشروع تجاري جديد كان يعمل عليه مع صديق له.
بعد تصريحات الشقيق، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالآراء المتباينة. البعض تعاطف مع العائلة وطالب بفتح تحقيق موسع، بينما رأى آخرون أن الأمور قد تتضح بعد صدور التقرير النهائي من الطب الشرعي.
وانتشرت حملات تضامن تحت وسم "حق أحمد الدجوي"، دعا فيها النشطاء إلى كشف الحقيقة كاملة، سواء كانت وفاة طبيعية أو جنائية، احترامًا لحق العائلة في المعرفة.
وفقًا لمصادر أمنية مطلعة، باشرت أجهزة الأمن التحقيق مع عدد من المحيطين بأحمد، وتم سؤال أصدقائه المقربين وزملائه في العمل، كما جرى تفتيش شقته بدقة.
وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية لا تستبعد أي فرضية، سواء كانت انتحارًا أو قتلًا، مشيرة إلى أن التحريات جارية بشكل موسع لحين ظهور نتائج الطب الشرعي.
قال خبراء قانون إن تصريحات شقيق الدجوي تستوجب من النيابة العامة التعامل بجدية، وفتح تحقيق شامل في ملابسات الوفاة، لأن القانون يُوجب البحث في أي احتمالية تتعلق بجريمة قتل حتى لو لم يكن هناك بلاغ رسمي من العائلة.
وأشاروا إلى أن النيابة تمتلك الصلاحيات الكاملة لاستدعاء أي طرف له علاقة بالضحية، والتحقيق معه، وصولًا للحقيقة الكاملة.
الشارع المصري بات يتابع القضية باهتمام بالغ، خاصة بعد أن تحولت من مجرد حالة وفاة غامضة إلى قضية رأي عام، نتيجة تشكيك الأسرة وظهور دلائل مثيرة للجدل.
وبات الجميع في انتظار نتائج التحقيقات الرسمية، وسط ترقب لما ستكشفه الأيام القادمة.
حتى هذه اللحظة، لم تُعلن النيابة العامة أو الطب الشرعي نتائج حاسمة حول أسباب الوفاة، ولا تزال القضية مفتوحة على جميع الاحتمالات، ما بين الانتحار أو القتل العمد.
ويبقى الأمل قائمًا في أن تكشف التحقيقات القادمة عن الحقيقة الكاملة، وتمنح العائلة، والرأي العام، إجابات شافية حول المصير الغامض لأحمد الدجوي.
هل تود أن أبدأ الآن في تجهيز المقالة التالية؟
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
