الكربوهيدرات والبروتين والخضراوات.. كيف يرتب مريض السكر طعامه؟

يعتبر تنظيم الوجبات اليومية من أهم خطوات إدارة مرض السكري والحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية. وبينما يعرف كثير من المرضى أن عليهم تقليل السكر المباشر والحلويات، إلا أن ترتيب مكونات الطعام نفسه له دور لا يقل أهمية عن نوعية الأكل.

فوفقًا لما يؤكده خبراء التغذية والأطباء، ليس فقط ما تأكله هو المهم، بل أيضًا ترتيب ما تأكله: متى تبدأ بالكربوهيدرات، متى تأكل البروتين، وأين تضع الخضراوات ضمن الوجبة؟ هذا الترتيب يؤثر بشكل مباشر على سرعة امتصاص الجسم للجلوكوز، وعلى مدى استقرار مستويات السكر بعد الأكل.

لماذا يهم ترتيب الطعام لمريض السكر؟

عند تناول وجبة تحتوي على كربوهيدرات وسكريات، يقوم الجسم بتحويلها بسرعة إلى جلوكوز في الدم.

لكن عندما يبدأ الشخص بتناول الخضراوات أو البروتين أولًا، يتباطأ امتصاص الكربوهيدرات لاحقًا، مما يمنح الجسم وقتًا أطول للتعامل مع السكر بشكل أكثر توازنًا ويقلل من حدوث ارتفاعات مفاجئة في مستوياته.

ما هو الترتيب الأفضل لمكونات الوجبة؟

1. الخضراوات أولًا

   يوصى دائمًا أن يبدأ مريض السكر بتناول طبق سلطة خضراء أو خضراوات مطهية بالبخار مثل البروكلي والكوسة والفاصوليا الخضراء.
   الألياف الموجودة في الخضراوات تعمل على إبطاء عملية الهضم وتقلل من سرعة امتصاص السكر.

2. البروتين ثانيًا

   بعد الخضراوات، يُفضل تناول جزء البروتين في الوجبة مثل اللحوم البيضاء، الأسماك، البيض أو البقوليات.
   البروتين يعزز الشعور بالشبع ويساعد على استقرار مستوى السكر لفترة أطول.

3. الكربوهيدرات أخيرًا

   سواء كانت أرزًا أو خبزًا أو معكرونة، يفضل أن تؤكل في نهاية الوجبة. بهذه الطريقة يقل تأثيرها على ارتفاع السكر المفاجئ.
   يُنصح باختيار كربوهيدرات معقدة مثل الشوفان أو الحبوب الكاملة بدلاً من الكربوهيدرات البسيطة.

أمثلة عملية على ترتيب الوجبة

• إذا كانت وجبتك تشمل: أرز، دجاج، سلطة
  يُفضل أن تبدأ بالسلطة، ثم تأكل جزء الدجاج، وأخيرًا تأخذ كمية صغيرة من الأرز.

• في وجبة إفطار تشمل: بيض، خبز أسمر، خيار وطماطم
  الأفضل أن تبدأ بالخضراوات، ثم البيض، وأخيرًا الخبز.

ماذا عن المشروبات؟

• يُفضل شرب المياه أو المشروبات غير المحلاة أثناء الوجبة أو بعدها، وتجنب العصائر عالية السكر خاصة في بداية الأكل.

• الشاي والقهوة بدون سكر يمكن تناولهما باعتدال بعد الطعام.

فوائد هذا الترتيب لمريض السكر

• تقليل الارتفاعات المفاجئة في مستوى السكر بعد الأكل.

• تحسين حساسية الجسم للإنسولين على المدى الطويل.

• تقليل الشعور بالجوع بعد الوجبة بفترة قصيرة.

• المساعدة في التحكم بالوزن، وهو عنصر أساسي في إدارة السكري.

هل يناسب هذا النظام كل المرضى؟

• مناسب لغالبية مرضى السكر من النوع الثاني.

• في حالات السكري من النوع الأول أو لمن يستخدمون الإنسولين بكميات كبيرة، يجب ضبط الجرعات مع الطبيب بما يتناسب مع التغيير في نمط الأكل.

• استشارة أخصائي تغذية ضرورية لتحديد الكميات حسب احتياجات كل شخص.

ليس المهم فقط أن تقلل من الحلويات والنشويات كمريض سكر، بل الأهم هو كيف ترتب وجبتك اليومية. البدء بالخضراوات، يليها البروتين، وأخيرًا الكربوهيدرات يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في استقرار مستوى السكر وتحسين جودة الحياة.