في ظل التوجه المتزايد نحو الطب البديل والمكمل، أظهرت دراسات حديثة أن بعض التوابل الشائعة في المطابخ قد تحمل تأثيرًا غير متوقع على الصحة الإنجابية، خاصة لدى الأزواج الذين يعانون من مشكلات في تأخر الحمل. وأحد أبرز هذه التوابل هو القرفة، والتي وُجد أنها تلعب دورًا محوريًا في تحسين الخصوبة وزيادة فرص الإنجاب، سواء لدى الرجال أو النساء.
القرفة هي لحاء شجرة دائمة الخضرة تُزرع في مناطق عديدة حول العالم، وتُستخدم كنوع من التوابل في الأطعمة والمشروبات. لها رائحة مميزة ونكهة حلوة، وتدخل في وصفات كثيرة من الحلوى والعصائر، كما أنها تُستخدم منذ قرون في الطب التقليدي لعلاج اضطرابات صحية متنوعة.
تعمل القرفة على تنظيم مستوى السكر في الدم، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة للنساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، وهي من أكثر الأسباب شيوعًا لتأخر الحمل. ومن خلال تنظيم الأنسولين، تساعد القرفة على استعادة التوازن الهرموني وتحفيز التبويض المنتظم.
أظهرت دراسات أن القرفة قد تساهم في تحسين جودة الحيوانات المنوية وزيادة عددها وحركتها، وهو ما يُعد من العوامل الرئيسية لنجاح عملية التخصيب. كما تُعزز القرفة من تدفق الدم وتحسين الدورة الدموية، مما ينعكس إيجابًا على الأداء الجنسي والصحة الإنجابية.
غنية بمضادات الأكسدة، التي تحمي الجسم من الجذور الحرة التي قد تؤثر على البويضات أو الحيوانات المنوية.
تُحسن الدورة الدموية، مما يدعم تدفق الدم للأعضاء التناسلية.
تقلل من الالتهابات التي قد تكون سببًا في تأخر الحمل خاصة في حالات التهابات الحوض أو الرحم.
توازن الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجستيرون، وهو أمر مهم لحدوث الحمل.
ينصح الأطباء بتناول القرفة يوميًا بكميات معتدلة على النحو التالي:
كوب من شاي القرفة صباحًا على معدة فارغة.
إضافة مسحوق القرفة إلى الزبادي أو الشوفان أو العصائر الطبيعية.
عدم الإفراط في تناولها لتفادي آثارها الجانبية مثل اضطرابات المعدة أو انخفاض ضغط الدم.
رغم فوائدها العديدة، إلا أن القرفة يجب تناولها باعتدال، ويفضل استشارة الطبيب قبل استخدامها بشكل يومي، خصوصًا لمن يعانون من:
أمراض الكبد.
مشاكل في تخثر الدم.
تناول أدوية سكر أو ضغط، لأن القرفة قد تتفاعل معها.
في إحدى الحالات الموثقة، لجأت امرأة ثلاثينية كانت تعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية وصعوبة الحمل إلى دمج القرفة ضمن نظامها الغذائي اليومي، وبعد أشهر قليلة من الاستخدام المنتظم مع متابعة طبية، لاحظ الأطباء تحسنًا في مستويات التبويض، وتحقق الحمل بالفعل في وقت لاحق.
بينما لا تزال الأبحاث جارية، فإن المؤشرات الأولية والدراسات السريرية تدعم استخدام القرفة كجزء من نظام داعم للصحة الإنجابية، شرط أن يكون ذلك ضمن خطة علاجية شاملة تحت إشراف الطبيب، خاصة للنساء المصابات بتكيس المبايض أو اضطرابات التبويض.
بالإضافة إلى القرفة، هناك عدة عناصر طبيعية يمكن أن تُعزز الخصوبة، من بينها:
الزنجبيل.
حبوب اللقاح (حبوب الطلع).
الماكا (جذور بيروفية).
غذاء ملكات النحل.
فيتامين E والزنك.
لكن تبقى القرفة واحدة من أسهل وأكثر الخيارات توفرًا وأمانًا عند استخدامها بشكل سليم.
القرفة ليست مجرد توابل تضيف نكهة للأطعمة، بل قد تكون مفتاحًا طبيعيًا لتحسين الخصوبة وزيادة فرص الحمل عند استخدامها بانتظام وبالطريقة الصحيحة. ومع تزايد الاعتماد على المكملات الطبيعية، تبقى القرفة من أبسط وأرخص الحلول التي يمكن دمجها بسهولة في الروتين الغذائي اليومي. ومع ذلك، من الضروري عدم الاعتماد عليها وحدها، بل يجب أن تكون جزءًا من أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، الراحة النفسية، النشاط البدني، والمتابعة الطبية المنتظمة لضمان أفضل النتائج.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt