يُعد ألم الكوع من المشكلات الصحية الشائعة التي قد يُنظر إليها في البداية كعرض عضلي بسيط أو نتيجة لإجهاد جسدي. لكن، ما لا يعرفه كثيرون أن بعض آلام الكوع قد لا تكون مجرد مشكلة موضعية، بل إشارة تحذيرية على وجود خلل داخلي أكبر، قد يصل إلى أمراض القلب.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على العلاقة بين ألم الكوع وبعض الأمراض القلبية، وكيفية التفرقة بين الألم العادي والمؤشر الخطير، ونقدّم نصائح مهمة لحماية صحتك.
في معظم الحالات، يرجع ألم الكوع إلى:
التهاب أوتار نتيجة الإفراط في استخدام الذراع.
إصابات مباشرة مثل الكدمات أو الكسور.
ضغط على الأعصاب في منطقة الرسغ أو الرقبة.
التهاب المفاصل.
عادة ما يكون الألم موضعيًا، يزداد مع الحركة، ويختفي بالراحة أو العلاج الطبيعي.
تشير دراسات طبية إلى أن بعض أنواع ألم الذراع، خصوصًا الذراع اليسرى، يمكن أن تكون مؤشرًا على وجود مشكلة قلبية، خاصة عند:
المرضى فوق سن الأربعين.
من يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب.
القلب يرسل إشارات عصبية عند حدوث خلل، وقد تُفسر هذه الإشارات بشكل خاطئ من قبل الجهاز العصبي، وتُترجم على أنها ألم في أماكن أخرى من الجسم، مثل الكتف أو الذراع أو الكوع، وهذا ما يُعرف بـ"الألم المُحوّل".
من المهم التفريق بين الألم العضلي والألم القلبي. إذا كان ألم الكوع مصحوبًا بأي من الأعراض التالية، فلابد من مراجعة الطبيب فورًا:
ألم مفاجئ في الذراع الأيسر يصل إلى الكتف أو الصدر.
ضيق في التنفس أو تسارع ضربات القلب.
دوخة أو تعرق غزير بدون مجهود.
ألم في الصدر مع شعور بالضغط.
ضعف عام أو شعور بالإرهاق غير المعتاد.
قد يكون ألم الذراع، وخاصة من جهة الكوع أو ما فوقه، أحد العلامات المبكرة لأزمة قلبية، خصوصًا إذا:
لم يكن هناك مجهود يفسّر هذا الألم.
استمر الألم لأكثر من 15 دقيقة.
لم يتحسن باستخدام المسكنات.
ترافق مع ألم في الصدر أو الفك.
أظهرت دراسات متعددة أن نسبة من مرضى الأزمات القلبية شعروا بألم في الذراع الأيسر أو الكوع تحديدًا قبل أو أثناء النوبة، وغالبًا ما لم يعيروا هذا العرض اهتمامًا كبيرًا، ما أدى لتأخر التدخل الطبي.
كما أكدت أبحاث أخرى أن الألم المُحوّل هو من العلامات الشائعة، وأن الكوع قد يكون نقطة إنذار مبكرة لبعض المصابين.
الرجال فوق 45 عامًا.
النساء بعد سن الخمسين، خاصة بعد انقطاع الطمث.
مرضى السكري أو الكوليسترول.
المدخنين.
من لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الشرايين التاجية.
بالطبع لا. في أغلب الحالات يكون الألم نتيجة أسباب موضعية مثل:
التهاب "مرفق التنس" (Tennis Elbow).
تمزق الأوتار أو الأربطة.
التهاب المفاصل أو الضغط العصبي.
لكن الخطورة تكمن في إهمال تقييم الألم، خاصة إذا تكرر بدون سبب واضح أو صاحبه أعراض جسدية أخرى.
لا تتجاهل الأمر، خاصة إذا كنت من الفئات المعرضة لخطر أمراض القلب. عليك القيام بالآتي:
مراقبة الألم: هل ينتقل؟ هل يزداد مع النشاط؟ هل يرافقه أعراض أخرى؟
قياس ضغط الدم وضربات القلب.
زيارة الطبيب فورًا إذا شعرت بضيق في التنفس أو ألم في الصدر.
عدم تناول مسكنات قوية قبل التقييم الطبي.
مارس رياضة منتظمة: مثل المشي أو السباحة.
ابتعد عن التدخين.
راقب ضغط دمك وسكر الدم باستمرار.
اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا.
قلل من التوتر والضغط النفسي.
نعم، وفيما يلي أهم الفحوصات التي يُجريها الأطباء:
تخطيط القلب (ECG).
تحليل إنزيمات القلب.
أشعة على الصدر أو الذراع إن لزم.
رنين مغناطيسي أو موجات فوق صوتية للقلب في بعض الحالات.
هذه الفحوصات تساعد في استبعاد أو تأكيد السبب القلبي بدقة.
ألم الكوع ليس دومًا عرضًا بسيطًا كما يعتقد البعض، بل قد يكون أحيانًا مؤشرًا مبكرًا لحالة قلبية تستدعي التدخل السريع. الفارق بين الحياة والخطر قد يكون في لحظة إدراكك لهذه العلامة واتخاذ القرار الصحيح بعدم إهمالها.
احمِ قلبك ولا تتجاهل آلام جسدك، فقد يكون الحديث صامتًا لكنه صريح.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt