تعرف مرحلة الحمل في حياة المرأة بأنها مرحلة مليئة بالتقلبات العاطفية والجسدية، تتطلب فيها الأم الانتباه الشديد لصحتها النفسية والجسدية معًا. إلا أن الضغوط النفسية خلال هذه الفترة لا تُعدّ شأناً ثانوياً، بل عاملًا مؤثرًا بشكل مباشر على نمو الجنين وسلامته. وقد أثبتت الأبحاث أن الأم التي تتعرض لضغط نفسي قوي ومستمر قبل أو بعد ميعاد الولادة "فات الميعاد" تكون عرضة لصناعة أضرار متعددة على صحة طفلها على المدى القصير والبعيد.
في هذا المقال، نوضح أثر الضغط النفسي على الأم والجنين خلال فترة ما بعد "فات الميعاد" في الحمل، ونستعرض المخاطر المحتملة بنحو شامل، وصولاً إلى نصائح عملية تحمي الطفل وتساهم في ولادة أكثر أمانًا واستقرارًا.
يطلق على الحمل الذي يمرّ بتوقيت المخاض المتوقع دون انقباضات طبيعية أو إجراء قيصري، ويستغرق وقتًا أطول، حتى لو كان المقاييس داخل المعدل المقبول (37–42 أسبوعًا). ويصاحب تلك المرحلة مجموعة من التحديات النفسية للأم، نظرًا للقلق المستمر من تأخر ميعاد الولادة واحتمالات التدخل الطبي، ما يضاعف الضغط النفسي ويؤثر على البيئة الداخلية للرحم.
عندما تشعر الأم بالخوف أو القلق، يُفرَز هرمون الكورتيزول والأدرينالين. وإذا ظلّت مستوياتها مرتفعة لمدة طويلة، فإنهما:
يخفضان تدفق الدم إلى المشيمة.
يقللان من الأكسجين والمواد الغذائية التي تصل للجنين.
يؤثران على نمو الدماغ وأنسجة الجسم.
وقد وجد الباحثون أن هذه الحالة قد ترفع احتمالات ولادة طفل منخفض الوزن، أو يعاني من تأخر في النطق أو الآداء الإدراكي لاحقًا.
القلق المستمر: خوف من الولادة أو منظر العمليات أو النتائج الطبية.
الاكتئاب الخفيف: شعور بعدم الاستعداد، أو الشعور بالإحباط والتوتر المتكرر.
اضطرابات النوم: تؤدي إلى تعب عام، وهو ما يؤثر على إفراز الهرمونات المتوازنة.
الخوف من الأعراض الصحية: مثل احتمالات الولادة القيصرية أو تأخر الانقباضات الطبيعية.
كل هذه المشاعر يمكن أن تؤثر على البيئة المحيطة بالجنين داخل الرحم، وتستدعي تدخلًا سريعًا لدعم نفسية الأم.
يحدث نتيجة قلة وصول الغذاء والغازات الضرورية.
يُرتبط بنسبة أعلى من المشاكل الصحية والتنفسية بعد الولادة.
رغم أن الحمل المزمن يعدّ “فات الميعاد”، فإن الضغط النفسي قد يزيد رغبة الطبيب في تدخل ولادة مبكرة أو استخلاص قيصري يحمي الأم والجنين من المخاطر.
قد يحتاج الطفل إلى دعم تنفسي أو مراقبة مكثفة عند الإمكان، الأمر الذي يرفع من احتمالات الضغوط النفسية والاجتماعية لدى الأسرة.
الأبحاث الحديثة تربط بين الضغط النفسي للأم في الثلث الأخير من الحمل ومشاكل مثل فرط الحركة أو اضطراب التركيز أو التوتر عند الطفل بعد سنوات.
يُعتقد أن نسبة من الأطفال الذين يعانون تأخرًا في النطق قد تكون نتيجة التعرض لضغط نفسي خلال فترة الحمل أو عند "فات الميعاد".
تأخير الولادة الطبيعية دون سبب طبي واضح.
*خوف الأطباء أو العائلة من المتغيرات الطبية.
مقارنة الأم بحوامل أخريات وولادتهن قبلها.
قلة الوعي بمخاطر التوتر وأثره على الحمل.
فقدان السيطرة على مواعيد وأماكن المخاض.
هذه العوامل تخلق بيئة نفسية غير مستقرة للأم، وتزيد من سرعة إفراز هرمونات التوتر، ما يؤثر على نمو الجنين.
تحدثي مع طبيبك النفسي أو مستشار الحمل.
شاركي مشاعرك مع شريكك أو أصدقائك المقربين.
تجنبي المقارنات بفضل ما تعيشينه أنت وطفلك فقط.
قلة قليلة من تمارين التنفس العميق أو اليوغا الحامل تساعدان في خفض هرمونات التوتر.
15–20 دقيقة يوميًا مدة كافية جدًا للتأثير على الحالة النفسية.
القراءة حول الولادة الطبيعية أو المخاض لتحويل القلق إلى معرفة.
التحضير النفسي للولادة المتأخرة عبر فيديوهات قصيرة أو وثائق تثقيفية جيدة.
استشيري طبيباً بخصوص طول فترة الحمل بعد 40 أسبوعًا.
ناقشي معه مؤشرات التأخير، وتعرفي على إجراءات التدخل الآمن.
وجود خطة طوارئ يريح نفسيًا أكثر من الانتظار دون معرفة.
أطعمة غنية بالحديد أو الأوميغا 3 تدعم نمو الجنين وتقلل من التوتر.
شرب كمية مناسبة من الماء يخفف من الشعور بالقلق أو الإرهاق.
مشاركة الزوج في الأيام الأخيرة قبل الولادة يُخفف الضغط.
اطلبي الدعم العملي (مثل تجهيز المستشفى أو الرعاية بالجفاف والمشروبات).
لا تخافي من الطلب من الأهل أن يكونوا بجانبك باستمرار.
في حال ضعف أو توقف حركات الجنين.
عند مرور 41 أسبوعًا دون مؤشرات طبية واضحة.
إذا ظهرت علامات ارتفاع ضغط الدم أو سكر الحامل.
عند شعور الأم بتحول مزاجي مفاجئ أو اكتئاب.
أو عند وجود مخاطيل صحية أخرى تحتاج متابعة فورية.
تؤثر الحالة النفسية للأم خلال فترات دقيقة، لا سيما عند "فات الميعاد" على نمو الطفل وسلامته. التوتر المستمر أو الخوف من تأخر الولادة يُفرز هرمونات تؤثر سلبًا على البيئة الداخلية للجنين. لكن بحلول بسيطة مثل الاسترخاء والإعداد النفسي، والدعم الأسري والطبي، يمكن تقليل هذه المخاطر وتحقيق ولادة صحية أكثر، بنفس الأمان والطمأنينة للطفل.
حافظي على سلامتك النفسية ومشاعرك الوراثية، فهي أول خطوة نحو صحة أفضل لطفلك، وأقوى دعم لكِ خلال هذه الرحلة الفريدة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt