ميكسات فور يو
 الضغط النفسي خلال فترة الحمل يعرض الطفل لتلك المخاطر
الكاتب : Mohamed Abo Lila

الضغط النفسي خلال فترة الحمل يعرض الطفل لتلك المخاطر

فات الميعاد.. الضغط النفسي خلال فترة الحمل يعرض الطفل لتلك المخاطر


تعرف مرحلة الحمل في حياة المرأة بأنها مرحلة مليئة بالتقلبات العاطفية والجسدية، تتطلب فيها الأم الانتباه الشديد لصحتها النفسية والجسدية معًا. إلا أن الضغوط النفسية خلال هذه الفترة لا تُعدّ شأناً ثانوياً، بل عاملًا مؤثرًا بشكل مباشر على نمو الجنين وسلامته. وقد أثبتت الأبحاث أن الأم التي تتعرض لضغط نفسي قوي ومستمر قبل أو بعد ميعاد الولادة "فات الميعاد" تكون عرضة لصناعة أضرار متعددة على صحة طفلها على المدى القصير والبعيد.

في هذا المقال، نوضح أثر الضغط النفسي على الأم والجنين خلال فترة ما بعد "فات الميعاد" في الحمل، ونستعرض المخاطر المحتملة بنحو شامل، وصولاً إلى نصائح عملية تحمي الطفل وتساهم في ولادة أكثر أمانًا واستقرارًا.



ما المقصود بـ"فات الميعاد" في الحمل؟

يطلق على الحمل الذي يمرّ بتوقيت المخاض المتوقع دون انقباضات طبيعية أو إجراء قيصري، ويستغرق وقتًا أطول، حتى لو كان المقاييس داخل المعدل المقبول (37–42 أسبوعًا). ويصاحب تلك المرحلة مجموعة من التحديات النفسية للأم، نظرًا للقلق المستمر من تأخر ميعاد الولادة واحتمالات التدخل الطبي، ما يضاعف الضغط النفسي ويؤثر على البيئة الداخلية للرحم.


أثر الضغط النفسي على نمو الجنين

1. إفراز هرمونات التوتر

عندما تشعر الأم بالخوف أو القلق، يُفرَز هرمون الكورتيزول والأدرينالين. وإذا ظلّت مستوياتها مرتفعة لمدة طويلة، فإنهما:

  • يخفضان تدفق الدم إلى المشيمة.

  • يقللان من الأكسجين والمواد الغذائية التي تصل للجنين.

  • يؤثران على نمو الدماغ وأنسجة الجسم.

وقد وجد الباحثون أن هذه الحالة قد ترفع احتمالات ولادة طفل منخفض الوزن، أو يعاني من تأخر في النطق أو الآداء الإدراكي لاحقًا.


الأعراض النفسية التي تؤثر سلبًا

  1. القلق المستمر: خوف من الولادة أو منظر العمليات أو النتائج الطبية.

  2. الاكتئاب الخفيف: شعور بعدم الاستعداد، أو الشعور بالإحباط والتوتر المتكرر.

  3. اضطرابات النوم: تؤدي إلى تعب عام، وهو ما يؤثر على إفراز الهرمونات المتوازنة.

  4. الخوف من الأعراض الصحية: مثل احتمالات الولادة القيصرية أو تأخر الانقباضات الطبيعية.

كل هذه المشاعر يمكن أن تؤثر على البيئة المحيطة بالجنين داخل الرحم، وتستدعي تدخلًا سريعًا لدعم نفسية الأم.


أبرز المخاطر التي قد يعاني منها الطفل

نقص وزن الولادة

  • يحدث نتيجة قلة وصول الغذاء والغازات الضرورية.

  • يُرتبط بنسبة أعلى من المشاكل الصحية والتنفسية بعد الولادة.

الولادة المبكرة أو المتأخرة

  • رغم أن الحمل المزمن يعدّ “فات الميعاد”، فإن الضغط النفسي قد يزيد رغبة الطبيب في تدخل ولادة مبكرة أو استخلاص قيصري يحمي الأم والجنين من المخاطر.

الإحالة إلى العناية المركزة

  • قد يحتاج الطفل إلى دعم تنفسي أو مراقبة مكثفة عند الإمكان، الأمر الذي يرفع من احتمالات الضغوط النفسية والاجتماعية لدى الأسرة.

اضطرابات النمو الذهني والسلوكي

  • الأبحاث الحديثة تربط بين الضغط النفسي للأم في الثلث الأخير من الحمل ومشاكل مثل فرط الحركة أو اضطراب التركيز أو التوتر عند الطفل بعد سنوات.

تأخر في النطق والتواصل

  • يُعتقد أن نسبة من الأطفال الذين يعانون تأخرًا في النطق قد تكون نتيجة التعرض لضغط نفسي خلال فترة الحمل أو عند "فات الميعاد".


عوامل تساهم في زيادة الضغط بعد ميعاد الولادة

  1. تأخير الولادة الطبيعية دون سبب طبي واضح.

  2. *خوف الأطباء أو العائلة من المتغيرات الطبية.

  3. مقارنة الأم بحوامل أخريات وولادتهن قبلها.

  4. قلة الوعي بمخاطر التوتر وأثره على الحمل.

  5. فقدان السيطرة على مواعيد وأماكن المخاض.

هذه العوامل تخلق بيئة نفسية غير مستقرة للأم، وتزيد من سرعة إفراز هرمونات التوتر، ما يؤثر على نمو الجنين.


كيف تحميين طفلك من هذا الضغط؟

أ. دعم نفسي مباشر

  • تحدثي مع طبيبك النفسي أو مستشار الحمل.

  • شاركي مشاعرك مع شريكك أو أصدقائك المقربين.

  • تجنبي المقارنات بفضل ما تعيشينه أنت وطفلك فقط.

ب. تمارين استرخاء يومية

  • قلة قليلة من تمارين التنفس العميق أو اليوغا الحامل تساعدان في خفض هرمونات التوتر.

  • 15–20 دقيقة يوميًا مدة كافية جدًا للتأثير على الحالة النفسية.

ج. إشغال ذكي للعقل

  • القراءة حول الولادة الطبيعية أو المخاض لتحويل القلق إلى معرفة.

  • التحضير النفسي للولادة المتأخرة عبر فيديوهات قصيرة أو وثائق تثقيفية جيدة.

د. تعزيز التواصل الطبي

  • استشيري طبيباً بخصوص طول فترة الحمل بعد 40 أسبوعًا.

  • ناقشي معه مؤشرات التأخير، وتعرفي على إجراءات التدخل الآمن.

  • وجود خطة طوارئ يريح نفسيًا أكثر من الانتظار دون معرفة.

هـ. التغذية الصحية والمكملات

  • أطعمة غنية بالحديد أو الأوميغا 3 تدعم نمو الجنين وتقلل من التوتر.

  • شرب كمية مناسبة من الماء يخفف من الشعور بالقلق أو الإرهاق.

و. الدعم الأسري والاجتماعي

  • مشاركة الزوج في الأيام الأخيرة قبل الولادة يُخفف الضغط.

  • اطلبي الدعم العملي (مثل تجهيز المستشفى أو الرعاية بالجفاف والمشروبات).

  • لا تخافي من الطلب من الأهل أن يكونوا بجانبك باستمرار.


متى تتدخلين طبيًا؟

  1. في حال ضعف أو توقف حركات الجنين.

  2. عند مرور 41 أسبوعًا دون مؤشرات طبية واضحة.

  3. إذا ظهرت علامات ارتفاع ضغط الدم أو سكر الحامل.

  4. عند شعور الأم بتحول مزاجي مفاجئ أو اكتئاب.

  5. أو عند وجود مخاطيل صحية أخرى تحتاج متابعة فورية.

تؤثر الحالة النفسية للأم خلال فترات دقيقة، لا سيما عند "فات الميعاد" على نمو الطفل وسلامته. التوتر المستمر أو الخوف من تأخر الولادة يُفرز هرمونات تؤثر سلبًا على البيئة الداخلية للجنين. لكن بحلول بسيطة مثل الاسترخاء والإعداد النفسي، والدعم الأسري والطبي، يمكن تقليل هذه المخاطر وتحقيق ولادة صحية أكثر، بنفس الأمان والطمأنينة للطفل.

حافظي على سلامتك النفسية ومشاعرك الوراثية، فهي أول خطوة نحو صحة أفضل لطفلك، وأقوى دعم لكِ خلال هذه الرحلة الفريدة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...