في خطوة تفتح مجالًا جديدًا لفهم العلاقة بين الصحة القلبية والتغيرات الهرمونية لدى النساء، كشفت دراسة طبية حديثة أن أعراض ما قبل الحيض قد تكون مؤشرًا على زيادة احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية، خاصة لدى بعض الفئات العمرية.
هذه النتائج التي أُعلن عنها ضمن أبحاث حديثة أجريت على آلاف السيدات، تشير إلى أن متلازمة ما قبل الحيض ليست مجرد حالة نفسية أو جسدية مؤقتة كما كان يُعتقد سابقًا، بل قد تحمل إشارات مبكرة لوجود مشكلات في الجهاز الدوري والقلب يجب عدم تجاهلها.
ورغم أن الدراسة ركزت على فئة النساء في مرحلة ما بين العشرينات والخمسينيات، إلا أن النتائج قد تمهد لتطوير بروتوكولات جديدة في تقييم عوامل الخطورة القلبية لدى النساء، خاصة اللواتي يعانين بانتظام من أعراض ما قبل الدورة الشهرية.
متلازمة ما قبل الحيض هي مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر لدى نسبة كبيرة من النساء قبل بدء الدورة الشهرية بأيام قليلة، وتشمل:
الصداع والتعب العام.
تقلبات المزاج والقلق.
ألم في البطن والظهر.
انتفاخ الجسم وزيادة الوزن المؤقتة نتيجة احتباس السوائل.
وتظل هذه الأعراض غالبًا في نطاقها الطبيعي ولا تستدعي القلق في المعتاد، إلا أن الدراسة الجديدة ربطت بينها وبين احتمالية وجود خلل في الأوعية الدموية قد يؤدي لاحقًا إلى مشكلات قلبية.
بحسب تفاصيل الدراسة:
تم تتبع بيانات صحية لنحو 5000 سيدة على مدار أكثر من خمس سنوات.
السيدات اللواتي سجلن شكاوى منتظمة من أعراض شديدة لما قبل الحيض، كان لديهن معدل إصابة أعلى بنوبات قلبية مقارنة بمن لم تظهر عليهن هذه الأعراض أو كانت أعراضهن طفيفة.
التحليل أظهر ارتباطًا مباشرًا بين شدة الصداع والانتفاخ ومعدل حدوث اضطرابات في الدورة الدموية.
هذا قد يرجع لتأثر الشرايين الصغيرة بتغيرات الهرمونات، خاصة هرمون الإستروجين الذي يؤثر على مرونة الأوعية.
السيدات فوق سن الخامسة والثلاثين.
من لديهن تاريخ عائلي بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
النساء المدخنات أو من يعانين من السمنة.
المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أو مشكلات هرمونية مزمنة.
تكرار أعراض ما قبل الحيض بشكل مبالغ فيه من حيث الشدة أو المدة.
الشعور بألم أو ضغط في الصدر أثناء فترة ما قبل الدورة الشهرية.
ملاحظة أعراض مثل خفقان القلب أو ضيق التنفس بشكل متزامن مع فترة الحيض.
في هذه الحالات يُفضل استشارة طبيب متخصص في القلب وإجراء فحوص مثل رسم القلب وتحليل الدهون والسكر في الدم.
متابعة دورية مع طبيب القلب خاصة لمن لديهن تاريخ عائلي بالأمراض القلبية.
ممارسة رياضة خفيفة بانتظام لتحسين الدورة الدموية والهرمونية.
تناول وجبات متوازنة تحتوي على أطعمة غنية بالمغنيسيوم والبوتاسيوم التي تساعد في تهدئة العضلات والأوعية.
الابتعاد عن التدخين والمشروبات التي ترفع الضغط مثل القهوة الزائدة والملح بكميات كبيرة.
إدارة مستويات التوتر النفسي والضغط العصبي عبر تقنيات الاسترخاء.
وجود علاقة محتملة بين أعراض الحيض والجلطات القلبية يستدعي المزيد من الأبحاث، لكنه في الوقت نفسه يضع أمام السيدات مسؤولية متابعة حالتهن الصحية بشكل أكثر وعيًا واهتمامًا، حفاظًا على سلامة القلب والصحة العامة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt