يشكل قطاع الدواجن والبيض أحد الأعمدة الأساسية للأمن الغذائي في مصر، إذ تعتمد عليه شريحة واسعة من المواطنين لتأمين البروتين الحيواني بسعر يناسب ميزانية الأسرة. يكتسب رصد الأسعار اليومية للفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض أهمية إضافية في ظل تذبذب تكاليف الأعلاف والطاقة والنقل، وهو ما ينعكس مباشرة على ميزانية المستهلك النهائي. اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 تشهد الأسواق حالة من التوازن النسبي، لكن مع بقاء الترقب قائمًا لأي تغيرات مفاجئة قد تنتج عن تحركات أسعار الذرة والصويا في الأسواق العالمية، أو عن قرارات حكومية تتعلق بالدعم أو الاستيراد.
داخل نطاق القاهرة الكبرى، سجل سعر الفراخ البيضاء اليوم متوسطًا يتراوح بين مئة واثنين جنيهًا للكيلو جملة، ليصل للمستهلك النهائي بسعر يتأرجح بين مئة وثمانية ومئة وثلاثة عشر جنيهًا تبعًا للمكان وحجم المتجر. أما الفراخ البلدي فقد حافظت على مسافة سعرية أعلى، إذ لم تنزل عن مئة وثلاثين جنيهًا للكيلو جملة، ليصل سعر البيع للمستهلك إلى حوالى مئة وأربعين حتى مئة وخمسة وأربعين جنيهًا. يُعزى فارق السعر إلى ارتفاع تكلفة التربية في مزارع التربية الريفية التقليدية، وانخفاض معامل التحويل الغذائي مقارنة بالسلالات البيضاء ذات النمو السريع.
بالانتقال إلى البيض، بلغ سعر كرتونة البيض الأبيض في منافذ الجملة حوالى ستة وثمانين جنيهًا لتصل للمستهلك النهائي بما يقرب من اثنين وتسعين إلى أربعة وتسعين جنيهًا بحسب المنطقة. بينما سجلت كرتونة البيض الأحمر سعرًا أعلى قليلًا، إذ تراوحت بين ثمانية وثمانين وتسعين جنيهًا جملة، مع وصولها للمستهلك إلى حدود ستة وتسعين حتى مئة جنيه. يشير بعض التجار إلى أن الفروق في السعر تعود إلى تفضيل شريحة من المستهلكين للبيض الأحمر لاعتقادهم بارتفاع قيمته الغذائية، رغم أن الفارق الحقيقي يتعلق بسلالة الدجاج وليس بالتركيب الغذائي.
تتمتع محافظات الدلتا مثل الدقهلية والشرقية والمنوفية بميزة القرب من المزارع الكبرى ومصانع الأعلاف، ما ينعكس على الأسعار المطروحة للمستهلك النهائي. وقد رصدت منافذ البيع هناك سعر الفراخ البيضاء بنحو مئة جنيه للكيلو جملة، ليُباع للمستهلك بسعر يقارب مئة وستة أو مئة وسبعة جنيهات، أي أقل بنحو خمسة إلى ستة جنيهات عن القاهرة في المتوسط. أما الفراخ البلدي فسجلت ما بين مئة وثمانية وعشرين ومئة وثلاثين جنيهًا جملة، مع وصولها إلى مئة وأربعين جنيهًا للمستهلك كحد أقصى.
فيما يتعلق بالبيض، تُطرح كرتونة البيض الأبيض عند نقاط التوزيع الرئيسية بسعر يقترب من أربعة وثمانين جنيهًا، ويتسلمها المستهلك من التجار الصغار بنحو تسعين جنيهًا، فيما كرتونة البيض الأحمر تباع عند معدل يتراوح بين اثنين وتسعين وأربعة وتسعين جنيهًا للمستهلك، بانخفاض طفيف عن القاهرة.
ينعكس البعد الجغرافي عن الموانئ ومراكز الإنتاج الكبرى على سعر الفراخ والبيض في محافظات الوجه القبلي مثل أسيوط وسوهاج والأقصر وأسوان. فقد سُجل اليوم سعر الفراخ البيضاء جملة بمئة وأربعة جنيهات، ليصل إلى المستهلك بما يتراوح بين مئة وعشرة ومئة وخمسة عشر جنيهًا، أي أعلى قليلًا من الدلتا. ويرجع السبب في ذلك إلى تكاليف النقل وتكاليف التبريد خلال الرحلات الطويلة من المزارع المركزية في الدلتا إلى الجنوب. أما الفراخ البلدي في هذه المحافظات فقد بلغت مئة وخمسة وثلاثين جنيهًا جملة، مع سعر نهائي قد يلامس مئة وخمسين جنيهًا في بعض المناطق النائية.
وبالنسبة لكرتونة البيض، تخضع للتكاليف نفسها؛ إذ تباع كرتونة البيض الأبيض عند حدود خمسة وتسعين جنيهًا للمستهلك، فيما يرتفع سعر البيض الأحمر إلى ما يقرب من مئة وأربعة جنيهات في المتاجر البعيدة عن خطوط الإمداد الرئيسية.
يُرجع مربو الدواجن وتجار الأعلاف استقرار أسعار اليوم إلى مجموعة من العوامل المتشابكة:
ثبات أسعار الأعلاف عالميًا خلال الأسبوع الماضي بعد موجة ارتفاع طالت الذرة والصويا في مايو، ما أتاح للمربين تسعير منتجاتهم دون زيادات إضافية.
تراجع ضغوط الطلب الموسمي عقب انتهاء فترة الامتحانات والعطلات القصيرة، إذ يميل المستهلكون لتقليل المشتريات لتخفيف الأعباء المالية.
الإمدادات المستقرة من البيض عقب عودة إنتاج بعض المزارع المتضررة من موجة إنفلونزا الطيور في الربع الأول، مما زاد المعروض وخفف ارتفاع الأسعار.
يشكل البروتين الداجني المصدر الأول للبروتين الحيواني في أغلب البيوت المصرية بفضل سعره الذي يظل أقل من اللحوم الحمراء والأسماك عالية الجودة. ومع وصول سعر الفراخ البيضاء اليوم إلى مستويات تقارب مئة وعشرة جنيهات للمستهلك في أغلب المدن، تشعر بعض الأسر متوسطة الدخل بضغط على ميزانياتها، خصوصًا تلك التي تعتمد على الدجاج كوجبة رئيسية مرتين أو ثلاثًا أسبوعيًا. في المقابل، يصبح البيض خيارًا بديلاً أوفر نسبيًا، ما يفسر زيادة الطلب على كراتين البيض في الأشهر الحارة عندما تقل رغبة المستهلكين في طهي وجبات دسمة.
يراهن مربو الدواجن على استمرار التوازن الحالي ما لم تحدث موجة ارتفاع جديدة في أسعار الأعلاف أو الوقود. وقد صرّح عدد منهم بأنهم تمكنوا أخيرًا من تحقيق هامش ربح معتدل بعد أشهر من الخسائر الناتجة عن ارتفاع تكلفة التغذية وعلاج الدواجن المصابة بأمراض موسمية. ويتوقعون أن يظل السعر في نطاق مئة إلى مئة وخمسة عشر جنيهًا للفراخ البيضاء للمستهلك خلال الأسبوع المقبل، مع احتمال ارتفاع طفيف بمقدار جنيهات قليلة إذا ارتفع الطلب في نهاية الشهر استعدادًا للمناسبات العائلية.
التأكد من حالة الدجاج عند الشراء عبر فحص الجلد والأرجل للتأكد من خلوها من أي بقع أو روائح غير طبيعية.
مراقبة تاريخ التعبئة إذا تم شراء الدجاج المجمّد، والتأكد من سلامة التغليف.
شراء البيض من مصادر موثوقة والتأكد من عدم وجود تشققات أو بقع على القشرة.
حفظ الدجاج والبيض في ثلاجة المنزل عند درجة حرارة مناسبة للحد من تكاثر البكتيريا.
طهي الدجاج جيدًا حتى تصل حرارته الداخلية إلى خمسة وسبعين درجة مئوية لضمان القضاء على مسببات الأمراض.
ترتبط أسعار الدواجن المصرية بتقلبات السوق العالمية للأعلاف، إذ تعتمد المزارع الكبيرة على استيراد الذرة وفول الصويا باعتبارهما المكونين الأساسيين للأعلاف. تراجع أسعار العقود الآجلة للذرة خلال الأسبوع الثاني من يونيو أعطى متنفسًا للأسعار محليًا. ومع ذلك، فإن أي ارتفاع مفاجئ نتيجة ظروف مناخية في دول المصدر أو قرارات تنظيمية في الأسواق الدولية قد ينعكس سريعًا على السعر المحلي في صورة زيادة تصل إلى ثلاثة أو أربعة جنيهات دفعة واحدة إذا لم تتخذ إجراءات استباقية لتأمين المخزون.
يتوقع محللون أن تشهد أسعار الفراخ البيضاء والبلدي والبيض استقرارًا نسبيًا حتى نهاية يوليو، مع احتمال ضغوط صعودية طفيفة خلال شهر أغسطس استعدادًا لموسم المدارس. يظل دور الحكومة والمؤسسات المعنية مؤثرًا في ضبط السوق من خلال الرقابة على الأعلاف ومراقبة الأمراض الوبائية في المزارع وتوفير التطعيمات اللازمة.
يعكس سعر الفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 حالة توازن دقيقة في السوق المحلي، مدعومة بثبات التكاليف العالمية وانخفاض الطلب الموسمي. يبقى على المستهلكين متابعة الأسعار بصورة دورية، والتسوق بذكاء من المنافذ الموثوقة، في حين يستوجب على المربين الحفاظ على إجراءات الأمان الحيوي لضمان إمدادات مستقرة وبأسعار عادلة للمواطن المصري خلال الأسابيع المقبلة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt