ميكسات فور يو
الدجاج وسرطان البروستاتا.. تحذير جديد بعد دراسة شملت نصف مليون شخص

الدجاج وسرطان البروستاتا.. تحذير جديد بعد دراسة شملت نصف مليون شخص

الدجاج وسرطان البروستاتا.. تحذير جديد بعد دراسة شملت نصف مليون شخص

في عالم يتزايد فيه الاهتمام بالتغذية وتأثيرها على الصحة العامة، تبرز الدراسات العلمية كأداة مهمة لفهم العلاقة بين الطعام والأمراض المزمنة. ومؤخرًا، أثارت دراسة حديثة جدلًا واسعًا بعد أن أشارت إلى وجود ارتباط محتمل بين استهلاك الدجاج بكثرة وزيادة خطر الإصابة بـسرطان البروستاتا، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال.

الدراسة، التي أجراها باحثون في المملكة المتحدة على نصف مليون شخص، فتحت الباب لنقاش علمي واسع حول ما إذا كان استهلاك الدجاج، وهو مصدر بروتين شائع ويُعتبر أكثر "صحة" من اللحوم الحمراء، قد يحمل مخاطر غير متوقعة على صحة الرجل.


تفاصيل الدراسة

أُجريت الدراسة ضمن مشروع "UK Biobank"، وهو أحد أكبر المشاريع البحثية البريطانية لمراقبة صحة المواطنين على المدى الطويل، وشارك فيها نحو 500,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، تمت متابعتهم لأكثر من 10 سنوات.

وقد ركّز الباحثون على العلاقة بين أنماط استهلاك البروتينات الحيوانية المختلفة (الدجاج، اللحوم الحمراء، الأسماك) وبين معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا. وقد تم تحليل العادات الغذائية للمشاركين، إلى جانب العوامل الأخرى مثل النشاط البدني، التاريخ العائلي، الوزن، الحالة الصحية، والمستوى التعليمي.

النتائج المثيرة للجدل

كشفت النتائج أن الرجال الذين يستهلكون كميات كبيرة من الدجاج أسبوعيًا، مقارنة بأولئك الذين يتناولونه بكميات أقل، أظهروا ارتفاعًا طفيفًا في معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا. وقد تم تسجيل ذلك بعد تعديل النتائج وفقًا للعوامل الأخرى التي قد تؤثر على الإصابة.

ومن المهم التوضيح أن الدراسة لم تُثبت وجود علاقة سببية، بل أظهرت فقط ارتباطًا إحصائيًا. وهذا يعني أن هناك عاملًا مشتركًا بين الاستهلاك المرتفع للدجاج والإصابة بسرطان البروستاتا، لكنه لا يعني أن الدجاج يسبب المرض بشكل مباشر.

تفسيرات محتملة للنتائج

أثارت هذه النتائج العديد من التساؤلات حول السبب المحتمل لهذا الارتباط. وقد أشار بعض الخبراء إلى عدة فرضيات:

1. طرق تربية الدجاج

الدجاج المُنتج على نطاق صناعي غالبًا ما يتعرض لحقن بالهرمونات أو المضادات الحيوية، والتي قد تترك آثارًا متبقية في اللحوم. بعض الدراسات السابقة أشارت إلى أن التعرض الطويل لبعض هذه المواد قد يؤثر على التوازن الهرموني في الجسم، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بسرطانات مرتبطة بالهرمونات مثل البروستاتا.

2. طريقة الطهي

طريقة طهي الدجاج قد تكون عاملًا مؤثرًا. فمثلًا، الشواء على الفحم أو القلي بدرجات حرارة عالية يُنتج مركبات "أمينات حلقية غير متجانسة" (HCA) و"هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات" (PAHs)، وهي مواد مسرطنة محتملة قد تتكون خلال طهي اللحوم.

3. كمية البروتين الحيواني

الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين الحيواني عمومًا، قد تؤثر على إفراز هرمون التستوستيرون، وهو من العوامل المعروفة في تطور سرطان البروستاتا. كما أن كثرة البروتين تؤثر على عمل الكلى والكبد وتُغير البيئة البيولوجية للجسم.

4. عامل نمط الحياة

الرجال الذين يتناولون كميات كبيرة من الدجاج قد يكونون أيضًا أكثر عرضة لأنماط حياة معينة (قلة الحركة، الضغط النفسي، عادات غذائية أخرى) تُساهم في زيادة عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان.

ماذا يقول الأطباء؟

علّق عدد من الأطباء وأخصائيي التغذية على الدراسة، مؤكدين ضرورة التعامل معها بحذر. وأوضحوا أن الدجاج لا يزال خيارًا صحيًا نسبيًا مقارنة باللحوم الحمراء المعالجة مثل السجق واللانشون، التي ثبُت ارتباطها الواضح بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.

وأشاروا إلى أنه لا داعي للذعر أو الإقلاع عن تناول الدجاج، لكن من الأفضل اتباع ما يلي:

  • التنويع في مصادر البروتين (الأسماك، البقوليات، المكسرات).

  • الطهي الصحي (الشوي أو السلق بدلًا من القلي).

  • تقليل الكميات وتفادي الإفراط في تناول نوع واحد من اللحوم.

الإحصاءات العالمية حول سرطان البروستاتا

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان البروستاتا هو:

  • ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال عالميًا.

  • يُصيب حوالي 1 من كل 8 رجال خلال حياتهم.

  • غالبًا ما يتطور ببطء، لكن بعض أنواعه تكون عدوانية.

وتشمل أبرز عوامل الخطر:

  • التقدم في العمر (أكثر من 50 سنة).

  • التاريخ العائلي للمرض.

  • السلالة العرقية (أكثر شيوعًا بين الرجال من أصل أفريقي).

  • النظام الغذائي غير الصحي.

هل هناك دليل علمي كافٍ؟

حتى الآن، لا توجد توصية طبية قاطعة تدعو للامتناع عن تناول الدجاج بسبب خطر سرطان البروستاتا. فنتائج الدراسة الحالية تُعد خطوة مهمة في الطريق نحو فهم أعمق للعوامل الغذائية المؤثرة، لكنها ليست دليلًا قاطعًا.

وينصح الخبراء بالانتظار لمزيد من الدراسات التي:

  • تُجري تجارب سريرية مباشرة.

  • تراقب العوامل الوراثية والبيئية بشكل أدق.

  • تُقارن بين أنواع الدجاج المختلفة (عضوي، صناعي، محلي).

توصيات عملية للرجال

إذا كنت رجلًا تهتم بصحتك وتريد تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، إليك بعض النصائح العامة:

  1. التنوع الغذائي: لا تعتمد على نوع واحد من البروتين يوميًا.

  2. اختر الدجاج العضوي إن أمكن، أو على الأقل تجنب المجمد مجهول المصدر.

  3. قلل من اللحوم المصنعة والمقلية.

  4. مارس الرياضة بانتظام.

  5. افحص البروستاتا دوريًا إذا كنت فوق سن 50 أو لديك تاريخ عائلي.

  6. أدخل الخضروات الورقية والطماطم والكرنب في نظامك الغذائي، فهي تحتوي على مضادات أكسدة مفيدة للوقاية.

ردود فعل الرأي العام

أثارت الدراسة ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثير من المستخدمين عن قلقهم من هذه النتائج، خصوصًا وأن الدجاج يُعتبر وجبة أساسية في معظم البيوت.

بينما رأى آخرون أن الدراسة يجب أن تؤدي إلى إصلاح في سياسات تربية الدواجن، ووضع معايير صارمة لاستخدام المضادات الحيوية، خاصة في بلدان العالم النامي.

رغم أن الدجاج يُعد مصدرًا ممتازًا للبروتين قليل الدهون، فإن الدراسة الحديثة التي تربط بين استهلاكه المكثف وزيادة خطر سرطان البروستاتا تُسلط الضوء على أهمية الاعتدال والتنوع في النظام الغذائي.

تبقى الرسالة الأهم هي: لا توجد وجبة خارقة ولا طعام مضر بالكامل، بل إن التوازن والوعي والمعرفة هي الأساس للحفاظ على صحتنا على المدى البعيد. وما بين التحذيرات والدراسات، يجب أن يكون القرار النهائي مبنيًا على معلومات علمية موثوقة ونمط حياة صحي ومتكامل.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...