فترة الحمل من أهم المراحل التي تحتاج فيها المرأة إلى تغذية متوازنة ومدروسة. ومع تزايد الوعي الصحي، أصبحت الكثير من الحوامل يتجهن لتناول المكملات الغذائية والفيتامينات بشكل مفرط، ظنًا منهن أن الإفراط يضمن صحة الجنين. لكن الحقيقة العلمية تؤكد أن "الزيادة مثل النقصان"، بل إن الإفراط في بعض الفيتامينات قد يؤدي لمشكلات صحية خطيرة، من أبرزها خطر الإصابة بـ سكر الحمل.
سكر الحمل هو حالة مؤقتة من ارتفاع مستويات السكر في الدم تظهر لأول مرة أثناء الحمل، وغالبًا ما يتم اكتشافها خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل. وعلى الرغم من أنه يختفي عادة بعد الولادة، إلا أن له مضاعفات على الأم والجنين إذا لم يتم التعامل معه بحذر.
عادة ما يُربط سكر الحمل بعوامل مثل:
زيادة الوزن قبل الحمل.
التاريخ العائلي للإصابة بالسكري.
الحمل فوق سن الثلاثين.
الحمل بتوأم أو أكثر.
لكن المفاجأة أن الدراسات بدأت تربط بين الإفراط في تناول بعض المكملات والفيتامينات، خاصة التي تحتوي على الحديد أو السكريات العالية، وبين تحفيز مقاومة الإنسولين لدى بعض الحوامل، ما يؤدي لارتفاع السكر في الدم.
مهم لصحة العظام والمناعة، لكن زيادته ترتبط بزيادة مقاومة الإنسولين في الجسم.
الحديد ضروري خلال الحمل، لكن الجرعات الزائدة قد ترفع مستوى الفيريتين، وهو عامل مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري.
بعض الأنواع التجارية تحتوي على سكريات مضافة، وإذا تم تناولها بجرعات زائدة، فإنها ترفع سكر الدم بشكل غير مباشر.
من أهم الفيتامينات الضرورية خلال الحمل، ولكن هناك دراسات تربط الجرعات الزائدة منه بخلل في استقلاب الجلوكوز.
ليس بالضرورة. فهناك عوامل تزيد من تأثير الفيتامينات الزائدة على الجسم، منها:
عدم ممارسة أي نشاط بدني أثناء الحمل.
التغذية غير المتوازنة بجانب المكملات.
استخدام الفيتامينات دون وصف طبي.
وجود استعداد وراثي لمشاكل السكر.
على الحامل أن تكون يقظة لأي أعراض غريبة، خاصة عند تناول المكملات بشكل مفرط، ومن أهمها:
العطش الشديد والمستمر.
التبول المتكرر.
الشعور بالتعب والإرهاق غير المبرر.
زغللة في العين أو تشويش بالرؤية.
زيادة غير طبيعية في حجم الجنين في الأشعة.
الفيتامينات لا غنى عنها أثناء الحمل، ولكن يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب. الجرعة الزائدة لا تزيد المنافع، بل قد تقلبها إلى أضرار. لذا على كل سيدة حامل أن تراعي:
تناول الجرعة التي يحددها الطبيب فقط.
تجنب استخدام أكثر من نوع من نفس الفيتامين.
قراءة الملصق الغذائي على المكملات جيدًا.
عدم استخدام فيتامينات مخصصة لفئات غير الحوامل.
من الضروري إجراء هذا التحليل بين الأسبوع 24 و28 من الحمل، للتأكد من عدم الإصابة بسكر الحمل.
تحتوي هذه الأنواع على جرعات مدروسة بعناية تناسب حالة الحمل.
بعض أنواع العلكة أو الشراب المصنفة كـ “فيتامينات” تحتوي على سكريات عالية تؤثر على مستوى الجلوكوز في الدم.
الأولوية دائمًا للطعام الطبيعي الغني بالفيتامينات: الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون.
عند تناولها دون حاجة فعلية.
عند استخدامها بدلاً من الغذاء الطبيعي.
عند الجمع بين عدة أنواع في وقت واحد.
عند عدم الالتزام بالجرعات اليومية المقررة.
التعامل مع الفيتامينات لا يجب أن يكون بشكل عشوائي أو بناءً على تجارب الآخرين. كل حمل يختلف عن الآخر، وحاجة كل جسم تختلف. لذا فإن الطبيب المختص هو الوحيد القادر على تحديد:
الجرعة المناسبة.
نوع المكمل الأنسب.
توقيت التناول.
مدة الاستخدام.
في أغلب الحالات، تعود مستويات السكر إلى طبيعتها بعد الولادة، لكن ذلك لا يعني أن المشكلة انتهت، إذ تشير الدراسات إلى أن:
بعض النساء يُصبن بالسكري من النوع الثاني بعد سنوات من الولادة.
تكرار سكر الحمل في حمل لاحق أكثر احتمالًا إذا لم تُتخذ الاحتياطات.
إذا لم تتم السيطرة عليه، فقد يؤدي إلى:
زيادة حجم الجنين بشكل مفرط (Macrosomia).
الولادة القيصرية.
انخفاض سكر الطفل بعد الولادة مباشرة.
مشاكل تنفسية للطفل.
زيادة خطر إصابته بالسكري مستقبلًا.
الإفراط في تناول الفيتامينات أثناء الحمل قد يعطي شعورًا زائفًا بالأمان، لكنه في الحقيقة قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة. وسكر الحمل من أبرز هذه النتائج، الذي وإن كان مؤقتًا، إلا أن تأثيره قد يستمر طويلًا.
لذلك، على كل حامل أن تتعامل مع المكملات بحذر، وتضع نصب عينيها أن الغذاء الطبيعي هو الأساس، وأن الطبيب هو الجهة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها لتحديد احتياجات جسمها.
لا للإفراط، لا للعشوائية، نعم للصحة الواعية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt