ميكسات فور يو
ما الأسباب الطبية للإجهاض المتكرر؟
الكاتب : Mohamed Abo Lila

ما الأسباب الطبية للإجهاض المتكرر؟

ما الأسباب الطبية للإجهاض المتكرر.. وهل يشكل خطرًا على الحمل مستقبلاً؟

الإجهاض المتكرر يُعد من القضايا الطبية الحساسة والمعقدة التي تُواجه بعض النساء، وتؤثر على استقرارهن النفسي والجسدي والعائلي. فعندما تُجهض المرأة أكثر من مرة متتالية، يبدأ القلق في التسرب إلى قلبها، وتظهر تساؤلات كثيرة: ما السبب؟ هل يمكنني الإنجاب مستقبلاً؟ وهل هناك خطر دائم على الحمل؟

الواقع أن الإجهاض المتكرر ليس مجرد "سوء حظ"، بل في كثير من الحالات يكون له أسباب طبية واضحة تحتاج إلى تشخيص دقيق وتدخل مبكر. وفي هذه المقالة نستعرض أبرز الأسباب الطبية وراء الإجهاض المتكرر، وتأثيره على فرص الحمل المستقبلية، وطرق الوقاية والعلاج الممكنة.



ما المقصود بالإجهاض المتكرر؟

الإجهاض المتكرر يُعرف طبيًا بأنه حدوث ثلاث حالات إجهاض أو أكثر متتالية قبل الأسبوع العشرين من الحمل. وقد يكون الإجهاض في مراحل مبكرة من الحمل، أو في منتصفه، وغالبًا ما يحدث قبل أن تُدرك المرأة أنها حامل.

وقد أشار عدد من الدراسات إلى أن الإجهاض المتكرر يصيب حوالي 1 إلى 2% من النساء، وهو ما يجعله مشكلة طبية تستدعي الاهتمام والعلاج.


أنواع الإجهاض المتكرر

ينقسم الإجهاض المتكرر إلى نوعين رئيسيين:

1. الإجهاض المتكرر الأولي:

  • يحدث لدى امرأة لم تُنجب من قبل.

  • لم يحدث لديها أي ولادة حية سابقة.

2. الإجهاض المتكرر الثانوي:

  • يحدث بعد أن تكون المرأة قد أنجبت طفلًا أو أكثر في السابق.

  • ثم تتكرر لديها حالات الإجهاض في محاولات الحمل التالية.


الأسباب الطبية للإجهاض المتكرر

تتعدد الأسباب الطبية التي قد تقف وراء الإجهاض المتكرر، ومنها ما هو قابل للعلاج، ومنها ما يحتاج إلى تدخلات دقيقة ومستوى رعاية أعلى:

1. خلل في الكروموسومات أو الجينات

  • تُعد التشوهات الجينية أحد أبرز الأسباب، خاصة عندما يتكون الجنين من كروموسومات غير متوافقة.

  • في بعض الحالات، يحمل أحد الزوجين خللًا جينيًا غير ظاهر، لكنه يُسبب تلفًا في تكوين الجنين.

2. اضطرابات في تجلط الدم (Thrombophilia)

  • بعض النساء يُعانين من ميل زائد لتجلط الدم، ما قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية المغذية للمشيمة.

  • من أبرز هذه الحالات "متلازمة أضداد الفوسفوليبيد"، والتي تُسبب فقدان الحمل المتكرر.

3. خلل في الرحم أو تشوهات خلقية

  • مثل الحاجز الرحمي أو الرحم ذو القرنين أو الأورام الليفية الرحمية.

  • هذه المشكلات تُعيق التصاق الجنين أو تؤثر على نموه واستقراره داخل الرحم.

4. اضطراب الهرمونات

  • نقص هرمون البروجسترون في بداية الحمل قد يمنع تثبيت الحمل في الرحم.

  • أيضًا اضطرابات الغدة الدرقية، أو ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين) قد يؤثر سلبًا.

5. ضعف عنق الرحم

  • يُعرف أيضًا بـ "عنق الرحم غير الكفء"، حيث يعجز عن الاحتفاظ بالحمل بعد الأسبوع الـ12.

  • يؤدي ذلك إلى إجهاض متأخر أو ولادة مبكرة.

6. العدوى

  • بعض أنواع العدوى مثل التوكسوبلازما، أو الهربس، أو عدوى الكلاميديا، قد تُسبب تلفًا في الجنين.

  • غالبًا ما تكون هذه العدوى بدون أعراض واضحة، ما يصعب اكتشافها إلا بفحوصات دقيقة.

7. أمراض المناعة الذاتية

  • مثل الذئبة الحمراء (Lupus) أو أمراض المناعة الأخرى التي تجعل الجسم يُهاجم خلاياه بما في ذلك الجنين.

8. العوامل البيئية ونمط الحياة

  • مثل التدخين، والتعرض للمواد السامة، وتناول الكحول، ونقص الفيتامينات مثل حمض الفوليك.

  • التوتر النفسي المزمن أيضًا يُعد عاملاً غير مباشر.


ما تأثير الإجهاض المتكرر على فرص الحمل مستقبلاً؟

الإجهاض المتكرر لا يعني بالضرورة أن المرأة لن تتمكن من الحمل مستقبلاً، ولكن:

  • يعتمد الأمر على السبب الأساسي للإجهاض.

  • في بعض الحالات، يكون العلاج بسيطًا مثل تناول أدوية أو إجراء عملية لتعديل شكل الرحم.

  • في حالات أخرى، يتطلب الحمل متابعة دقيقة منذ اليوم الأول، مع تدخلات طبية مثل مثبتات الحمل، أو السيولة، أو الراحة التامة.

تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 60 إلى 70% من النساء اللواتي تعرضن للإجهاض المتكرر يتمكنّ من الحمل والولادة بنجاح بعد التشخيص والعلاج المناسب.


كيف يتم تشخيص حالات الإجهاض المتكرر؟

يخضع الزوجان لسلسلة من الفحوصات الدقيقة تشمل:

  1. تحليل الكروموسومات للأبوين.

  2. فحص الرحم بالموجات فوق الصوتية، أو الرنين المغناطيسي.

  3. تحليل تجلط الدم للكشف عن وجود مشكلات في التخثر.

  4. اختبارات المناعة الذاتية.

  5. تحاليل الهرمونات للغدة الدرقية، وهرمون الحليب والبروجسترون.

  6. تحاليل عدوى TORCH.

التشخيص السليم هو الخطوة الأهم لتحديد سبب المشكلة ووضع خطة العلاج المناسبة.


ما طرق العلاج المتاحة؟

تتنوع العلاجات حسب السبب، ومن أبرز الحلول:

1. العلاج الهرموني:

  • إعطاء المرأة هرمون البروجسترون أو دعم هرموني آخر في بداية الحمل.

2. التدخل الجراحي:

  • في حالة وجود تشوهات في الرحم، قد يتم إجراء عملية لتعديل شكل الرحم.

3. العلاج بمضادات التجلط:

  • في حالة وجود مشاكل في التجلط، يتم إعطاء أدوية مثل الأسبرين أو الهيبارين.

4. تثبيت عنق الرحم:

  • إجراء تطويق لعنق الرحم في الأسبوع 12-14 من الحمل.

5. علاج العدوى أو المناعة:

  • علاج مسببات العدوى بمضادات حيوية أو مضادات فيروسية.

  • تناول أدوية مناعية في حالة أمراض المناعة الذاتية.


ما النصائح التي تساعد على تجنب الإجهاض المتكرر؟

  • إجراء الفحوصات المبكرة قبل الحمل.

  • الالتزام بنظام غذائي صحي غني بالفيتامينات.

  • تجنب التدخين والكحول والمجهود البدني الزائد.

  • مراقبة مستوى الهرمونات بانتظام.

  • متابعة الحمل عن قرب مع طبيب متخصص.

  • التعامل النفسي الجيد مع الضغط والتوتر.

  • الحصول على استشارة وراثية إذا وُجد تاريخ مرضي عائلي.

الإجهاض المتكرر ليس نهاية الطريق، بل بداية لفهم أعمق لجسم المرأة وطبيعة الحمل. الكثير من النساء تجاوزن هذه المرحلة وأصبحن أمهات بعد رعاية طبية دقيقة. المفتاح الأساسي هو التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة.

وإذا كنتِ قد مررتِ بهذه التجربة، فلا تفقدي الأمل. الطب الحديث يُقدم حلولًا كثيرة، والخطوة الأولى تبدأ دائمًا بالسؤال والبحث عن السبب.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...