في عالم الطب والطوارئ، هناك مصطلح يحمل وزنًا ثقيلًا لا يتعلق فقط بالأطباء بل بكل فرد في المجتمع، وهو "الساعة الذهبية". هذا المصطلح يعبّر عن الدقائق الستين الأولى التي تلي حدوث النوبة القلبية، والتي تعتبر الفاصل الحقيقي بين إنقاذ الحياة أو الدخول في مضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة أو العجز الدائم.
ورغم تطور طرق العلاج الطبي وتوفر الإسعافات الأولية، ما زالت النوبات القلبية واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة المفاجئة حول العالم. لكن الجانب الإيجابي هو أن غالبية هذه الحالات يمكن إنقاذها إذا تم التعامل معها سريعًا خلال أول ساعة من بدء الأعراض.
الساعة الذهبية هي الفترة الزمنية التي تبدأ منذ اللحظة الأولى التي تظهر فيها أعراض النوبة القلبية وحتى مرور 60 دقيقة. خلال هذه الفترة، تكون عضلة القلب ما زالت في حالة يمكن فيها إنقاذ الجزء الأكبر منها إذا حصل المريض على الرعاية الطبية المناسبة.
أي تأخير يتجاوز هذه الفترة يبدأ في تقليل فرص النجاة وزيادة احتمالية تدمير أنسجة القلب بشكل دائم.
عند حدوث انسداد في أحد الشرايين التاجية المغذية للقلب، تبدأ عضلة القلب في فقدان التغذية بالأكسجين.
خلال أول 10 إلى 30 دقيقة، يكون الجزء الأكبر من القلب في وضع خطر لكن يمكن إنقاذه.
بعد مرور 30 إلى 60 دقيقة، يبدأ جزء من أنسجة القلب في التضرر بشكل لا يمكن عكسه.
بعد أكثر من ساعة، تتضاعف فرص حدوث فشل قلبي دائم أو مضاعفات تهدد الحياة.
ألم أو ضغط شديد في منتصف الصدر، قد يمتد إلى الذراع أو الكتف أو الرقبة.
ضيق في التنفس حتى أثناء الراحة.
عرق غزير وبارد مع شعور بالتعب المفاجئ.
دوخة أو غثيان.
تسارع أو عدم انتظام ضربات القلب.
إذا ظهرت هذه العلامات، حتى بشكل جزئي، يجب التصرف فورًا وعدم الانتظار.
الاتصال فورًا بالإسعاف أو الطوارئ، وعدم محاولة قيادة السيارة إلى المستشفى بنفسك.
إبقاء المريض في وضعية مريحة مع رفع الرأس قليلًا.
إعطاء المريض قرص أسبرين إذا كان متاحًا، للمساعدة في تقليل تجلط الدم.
مراقبة التنفس والنبض حتى وصول فريق الطوارئ.
عدم تجاهل الأعراض حتى لو خفت قليلًا، لأن هذا لا يعني زوال الخطر.
تشير الإحصائيات إلى أن احتمالات النجاة تصل إلى أكثر من 80% إذا حصل المريض على علاج مناسب خلال أول ساعة. أما إذا تأخر التدخل الطبي لما بعد الساعتين أو أكثر، فإن احتمالات الوفاة أو الإصابة بفشل قلبي دائم تتضاعف.
وعي الأهل والأصدقاء بأعراض النوبة القلبية والتصرف السريع هو العامل الأهم.
تعلم أساسيات الإسعافات الأولية وخاصة كيفية إجراء الإنعاش القلبي الرئوي.
التأكد من وجود أرقام الطوارئ مسجلة ومعلنة في المنزل والعمل.
توعية كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة بخطورة تأجيل طلب المساعدة.
الوعي العام والتثقيف الصحي حول هذا المفهوم هو أحد أهم العوامل التي تساهم في تقليل نسب الوفاة المفاجئة بسبب أمراض القلب في أي مجتمع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt