كثرة التبول أثناء الليل من الأعراض الشائعة التي يعاني منها كثير من الناس، وقد تؤثر على جودة النوم والصحة العامة بشكل كبير. في الغالب لا تكون المشكلة نتيجة شرب الماء فقط، بل قد تكون إشارة إلى أمراض خطيرة تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج مناسب.
في هذا التقرير نناقش أبرز الأمراض التي تؤدي إلى التبول الليلي المتكرر، وكيفية التعامل معها، وأهمية الانتباه لهذا العرض وعدم تجاهله.
كثرة التبول ليلاً، أو ما يُعرف طبيًا بـ"التبول الليلي" (Nocturia)، هو اضطراب يتمثل في الاستيقاظ مرة أو أكثر خلال الليل من أجل التبول. ويُعد الشخص مصابًا بهذه الحالة إذا كان يستيقظ أكثر من مرتين للتبول في الليلة الواحدة بصفة متكررة.
هذا العرض قد يكون بسيطًا في بدايته، لكنه مع تكراره يمكن أن يسبب اضطرابات النوم، والتعب النهاري، وضعف التركيز، وقد يُشير إلى حالات طبية مزمنة.
يعد مرض السكري بنوعيه من أكثر الأسباب شيوعًا لكثرة التبول ليلاً. ففي حالة ارتفاع مستويات السكر في الدم، يحاول الجسم التخلص منه عبر الكلى، مما يؤدي إلى زيادة كمية البول، خاصة أثناء الليل.
كما أن بعض مرضى السكري يعانون من تلف الأعصاب الطرفية، بما فيها الأعصاب المسؤولة عن المثانة، ما قد يؤدي إلى ضعف التحكم في التبول.
يصيب تضخم البروستاتا الرجال مع التقدم في العمر، ويؤدي إلى ضغط على مجرى البول مما يسبب صعوبة في تفريغ المثانة بالكامل. النتيجة: الحاجة المتكررة للتبول ليلًا ونهارًا، مع ضعف تدفق البول.
هذه الحالة شائعة جدًا بعد سن الأربعين، وقد تتفاقم تدريجيًا إذا لم يتم علاجها.
تؤدي التهابات المثانة أو مجرى البول إلى تهيج الجدار الداخلي للمثانة، مما يحفز الرغبة المتكررة في التبول، حتى وإن كانت كمية البول قليلة.
وغالبًا ما يصاحبها حرقة أثناء التبول، وأحيانًا ألم في أسفل البطن أو الحوض.
في هذه الحالة، يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأطراف أثناء النهار. وعند الاستلقاء ليلاً، يُعاد توزيع هذه السوائل لتُفرز عن طريق الكلى، مما يسبب كثرة التبول الليلي.
هذه العلامة تُعد من الأعراض المساعدة في تشخيص مشاكل القلب المزمنة.
عندما تتدهور وظيفة الكلى، فإن قدرتها على تركيز البول تقل، ما يدفع الجسم لإنتاج كميات أكبر من البول منخفض التركيز، خاصة في الليل.
وتُعد كثرة التبول الليلي من الأعراض المبكرة لفشل الكلى، خاصة عندما تكون مصحوبة بأعراض مثل التعب، فقدان الشهية، وتورم القدمين.
هو اضطراب في النوم يحدث فيه توقف مؤقت للتنفس لعدة مرات أثناء الليل. يؤدي ذلك إلى نقص الأكسجين وزيادة ضغط الدم، ما يسبب إفراز هرمونات تؤثر على إنتاج البول.
النتيجة تكون الحاجة المتكررة للتبول ليلاً، حتى في غياب مشاكل بولية.
مثل أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم (مدرات البول)، التي تزيد من إخراج السوائل من الجسم. إذا تم تناول هذه الأدوية في وقت متأخر من اليوم، فقد تؤدي إلى التبول الليلي المتكرر.
بعض الأشخاص يعانون من فرط نشاط المثانة، وهو اضطراب عصبي يسبب تقلصات لا إرادية تدفع المثانة لإفراغ محتواها حتى لو لم تكن ممتلئة.
ويؤدي ذلك إلى كثرة التبول ليلاً ونهارًا، خاصة في النساء بعد سن اليأس.
التقدم في العمر، خاصة فوق سن 50 عامًا.
تناول كميات كبيرة من السوائل قبل النوم.
تناول مشروبات تحتوي على الكافيين أو الكحول.
التوتر والقلق المزمن.
الحمل أو بعض اضطرابات الهرمونات لدى النساء.
لكي يحدد الطبيب السبب الحقيقي وراء كثرة التبول الليلي، يتم إجراء مجموعة من الفحوصات تشمل:
السيرة المرضية: معرفة عدد مرات التبول، توقيتها، كمية البول.
تحليل البول: للكشف عن العدوى أو وجود السكر أو البروتينات.
فحص الدم: لتقييم وظائف الكلى ومستوى السكر.
قياس وظائف المثانة: باستخدام أجهزة خاصة في بعض الحالات.
أشعة أو موجات صوتية: على الكلى والمثانة والبروستاتا.
تعتمد خطة العلاج على السبب الرئيسي وراء كثرة التبول ليلاً، ومن بين الطرق الشائعة:
التحكم في مستوى السكر لدى مرضى السكري.
علاج التهابات المسالك بالمضادات الحيوية.
علاج تضخم البروستاتا بالأدوية أو التدخل الجراحي.
تقليل شرب السوائل قبل 3 ساعات من النوم.
تجنب الكافيين والمشروبات الغازية ليلًا.
رفع القدمين قبل النوم لتقليل احتباس السوائل.
تنظيم وقت تناول أدوية مدرات البول.
أدوية لتقليل نشاط المثانة.
أدوية تنظم إنتاج البول مثل “ديزموبريسين” في بعض الحالات.
أدوية لعلاج اضطرابات النوم أو الأرق.
تمارين لتقوية عضلات الحوض (تمارين كيجل).
تدريب المثانة على الاحتفاظ بالبول لفترات أطول.
ينصح بزيارة الطبيب فورًا إذا ظهرت الأعراض التالية:
تكرار التبول أكثر من 3 مرات ليلاً بانتظام.
وجود دم في البول أو ألم أثناء التبول.
زيادة العطش أو فقدان الوزن دون سبب واضح.
التبول الليلي مصحوب بتورم الساقين أو ضيق في التنفس.
فحص دوري للسكر والكلى بعد سن الأربعين.
تقليل الملح في الطعام لتقليل احتباس السوائل.
ممارسة النشاط البدني المنتظم.
النوم في وضعية مريحة تساعد على تقليل الضغط على المثانة.
كثرة التبول ليلاً ليست دائمًا أمرًا بسيطًا، بل قد تكون عرضًا لحالة صحية تحتاج إلى تدخل طبي. معرفة الأسباب المحتملة والسعي للتشخيص المبكر والعلاج يساعد على تجنب المضاعفات وتحسين جودة النوم والصحة العامة.
إذا لاحظت استمرار هذه الحالة دون سبب واضح، من الأفضل استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق وبدء العلاج المناسب في الوقت الصحيح.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt