في الوقت الذي يعتقد فيه كثير من الناس أن تناول مكملات الفيتامينات المتعددة يوميًا عادتهم الخيار الأمثل لصحة مثالية، تظهر الدراسات الطبية وجهًا آخر لها قد يحمل جانبًا من الضرر إذا لم تُستخدم بحذر. تشير أدلة صحية متزايدة إلى أن الإفراط في تناول هذه الأقراص، أو تناولها دون داعٍ حقيقي، قد يؤدي إلى مشاكل صحية غير متوقعة.
في هذا المقال، نعرض بيانيًا وبشكل تحليلي الأسباب التي قد تجعل من المكملات المتعددة أكثر ضررًا من الفائدة، كما نوضح متى وكيف يمكن استخدامها بشكل آمن.
تتضمن غالبية الحبوب المتعددة في السوق فيتامينات قابلة للذوبان في الدهون مثل A، D، E، وK. وهذه لا تُفرز بسهولة من الجسم، بل تُخزّن في الكبد والأنسجة الدهنية. وعند تناول جرعات أكبر من الضرورة:
فيتامين A المفرط قد يسبب الصداع، وتغير الرؤية، وتلف الكبد والمفاصل.
فيتامين D الزائد يؤدي إلى ارتفاع الكالسيوم في الدم، مما يفضي إلى حصوات الكلى وضعف العظام.
فيتامين E بكثرة يضعف سيولة الدم ويزيد خطر النزف، لا سيما لمن يتناول أدوية مثل الأسبرين.
على الرغم من أن فيتامين C وB من الفيتامينات المائية التي لا تُخزّن بشكل كبير، فإن الجرعات العالية جدًا يمكن أن تسبب:
اضطرابات هضمية مثل الإسهال والغثيان.
اختلالات في التوازن الجلدي والعصبي.
تداخل مع امتصاص فيتامين B12 أو المعادن المهمة مثل الحديد والزنك عند استخدام بعضها مع آخرين.
إن أدوات التغذية الطبيعية تمتلك حكمة عالية في التوازن الغذائي، فالغذاء متنوع يضمن التوازن بين المعادن الفعلية، والفيتامينات، والمواد النشطة الأخرى. أما المكملات فهي منتج مركز قد يخلق:
نقصًا نسبيًا في بعض العناصر إذا تم توقيرها.
شبه اكتفاء خاطئ يدفع الشخص للاعتماد على الأقراص بدل الغذاء الصحي.
تشويشًا على آليات امتصاص المعدن والفيتامين داخل الجسم عبر مواد صناعية لا تؤخذ في إطار الاحتياج الفردي.
قد تؤثر الفيتامينات المتعددة سلبًا عند تناولها مع:
أدوية تخثر الدم، مما قد يضاعف النزف.
أدوية ضغط الدم أو السكري، ما يعيق ضبط الجرعات المناسبة.
حالات مثل أمراض الكلى أو الكبد، إذ قد تزيد العبء على الأعضاء أثناء محاولة التخلص من نواتج المكملات.
السوق مليء بمكملات متنوعة الجودة، ولا تخضع في بعض البلاد للرقابة الصارمة. وقد أظهرت بعض التقارير احتواء مكملات رديئة على ملوثات أو كمية مختلفة عن المعلنة، ما يضاعف المخاطر الصحية دون وعي المستهلك.
ضبط الجسم يعتمد على التوازن الدقيق، والمكملات قد تؤثر على هذا التوازن في رأسيات وظائف متعددة مثل:
عمل إنزيمات الكبد أو الكلى.
إفراز الهرمونات، ما يعطل وظائف الجسم الطبيعية.
تنشيط عمليات الأكسدة التي قد تزيد الإجهاد التأكسدي بدل تقليله.
يمكن أن يكون لها قراءة إيجابية عند وجود:
نقص موثق في التحليل الدوري مثل نقص فيتامين D أو B12 أو الحديد.
حالات طبية خاصة مثل النساء الحوامل أو كبار السن.
نظام غذائي غير متنوع أو وجود تكلفة على بعض العناصر الأساسية.
بعد استشارة طبيب مختص وتحديد نوع الجرعة المناسبة حسب العمر والحالة.
تحت إشراف الطبيب في حال تناول أدوية قد تتفاعل مع المكملات.
إجراء فحوصات طبية دورية لتحديد الاحتياج الفعلي.
الالتزام بالجرعة الموصى بها فقط وعدم التكبير الذاتي.
اختيار منتجات معتمدة من هيئات صحية موثوقة.
متابعة الأعراض الجانبية، وتقليل الجرعة عند ظهور علامات غير معتادة.
تجنب استخدام المكملات كبديل عن الغذاء، بل كدعم إضافي.
اتباع نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، الأسماك، واللحوم البيضاء.
مراقبة كميات المعادن الأساسية مثل الكالسيوم، المغنيسيوم والحديد من خلال الغذاء.
الحفاظ على النظافة العامة والنشاط الرياضي المنتظم لدعم امتصاص الغذاء.
يجعلك تناول أقراص الفيتامينات المتعددة يوميًا عرضةً لمخاطر طبية حقيقية إذا لم يكن ذلك بناءً على حاجة فعلية. الأفضل دومًا هو معرفة التوازن الغذائي الخاص بك عبر التحليل والمتابعة الطبية، بالإضافة إلى التركيز على التغذية السليمة أولاً.
باستخدام المكملات بحذر وتحت إشراف طبي، يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعويض نقص معين، وليس تدخلًا عشوائيًا قد يؤدي إلى آثار جانبية وضارة على المدى الطويل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt