تُعد حموضة المعدة واحدة من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا، وتحدث نتيجة لارتجاع حمض المعدة إلى المريء، مما يسبب شعورًا بالحرقان أو الانزعاج في منطقة الصدر أو أعلى البطن. هذا العرض يمكن أن يكون مزمنًا أو مؤقتًا، ويؤثر على جودة حياة المصاب إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
ويشعر الشخص المصاب بالحموضة غالبًا بعد تناول الطعام، أو أثناء الاستلقاء، وقد يصاحبها طعم لاذع أو مُر في الفم نتيجة صعود الحمض.
تشير الدراسات الطبية إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تسهم بشكل مباشر في زيادة حموضة المعدة، وقد يكون بعضها متعلقًا بنمط الحياة، وأخرى بأسباب طبية. وفيما يلي أهم 5 أسباب شائعة:
تعتبر الوجبات الثقيلة والدهنية من أبرز محفزات حموضة المعدة، حيث تعمل على:
إبطاء عملية الهضم.
الضغط على الصمام الموجود بين المريء والمعدة.
زيادة إفراز الحمض المعدي.
وهو ما يؤدي في النهاية إلى ارتجاع الحمض للمريء، مسببًا الشعور بالحرقان بعد تناول الطعام.
من العادات الخاطئة الشائعة بين الكثيرين، هو الاستلقاء بعد الأكل مباشرة، سواء للراحة أو النوم. هذه الوضعية تساعد الحمض المعدي على الصعود إلى المريء بسهولة، بسبب انعدام الجاذبية التي تساعد في إبقاء الطعام داخل المعدة.
ينصح الأطباء بضرورة الانتظار لمدة 2 إلى 3 ساعات بعد تناول الطعام قبل النوم أو الاستلقاء.
الإفراط في استهلاك القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية يُعد من الأسباب القوية التي تؤدي إلى حموضة المعدة. فهذه المشروبات:
تحتوي على الكافيين الذي يزيد من إفراز الحمض المعدي.
تُضعف عضلة الصمام السفلي للمريء.
تؤدي إلى تراكم الغازات، مما يزيد من الضغط داخل المعدة.
تجاهل هذا السبب يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتحولها إلى حالة مزمنة يصعب علاجها.
الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن أكثر عرضة للإصابة بالحموضة، وذلك بسبب:
زيادة الضغط على المعدة نتيجة الدهون الزائدة في منطقة البطن.
التأثير على وظيفة الصمام العضلي بين المعدة والمريء.
إنقاص الوزن يمكن أن يقلل بشكل كبير من تكرار نوبات الحموضة ويحد من أعراضها.
يؤكد الأطباء أن الحالة النفسية تلعب دورًا مهمًا في وظائف الجهاز الهضمي. التوتر والقلق قد يؤديان إلى:
اضطرابات في حركة المعدة.
زيادة إفراز الأحماض.
تهيج بطانة المعدة.
وهذا قد يسبب حموضة مزمنة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من ضغوط مستمرة في الحياة اليومية.
من أبرز الأعراض التي تظهر عند الإصابة بالحموضة:
حرقة في الصدر بعد تناول الطعام.
طعم مُر أو حامض في الحلق والفم.
صعوبة في البلع.
سعال جاف، خصوصًا أثناء الليل.
شعور بالانتفاخ أو الغثيان.
للتخفيف من أعراض الحموضة والوقاية منها، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
تجنب الأطعمة الدسمة والحارة والمقلية.
تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم.
شرب الماء بانتظام، وتجنب الإفراط في السوائل أثناء الوجبات.
ارتداء ملابس فضفاضة في منطقة البطن.
الامتناع عن التدخين، وتقليل الكافيين.
إذا استمرت أعراض الحموضة لأكثر من مرتين في الأسبوع، أو ترافقت مع صعوبة في البلع، أو فقدان في الوزن، أو قيء مستمر، يجب مراجعة الطبيب المختص، فقد تكون هذه الأعراض مرتبطة بمشكلة صحية أعمق مثل:
ارتجاع المريء المزمن (GERD).
التهاب المريء.
قرحة المعدة.
فتق الحجاب الحاجز.
كما أن تجاهل الحموضة المتكررة قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب المريء، أو تآكل بطانته، ما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية أكثر خطورة لاحقًا. لذا، من الضروري عدم إهمال الأعراض، والعمل على الوقاية منها بشكل مستمر.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt