أثار إعلان إصابة إمام عاشور، لاعب النادي الأهلي، بخلع في الكتف خلال مشاركته مع المنتخب الوطني، قلق الجماهير والجهاز الفني، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها اللاعب لنفس نوع الإصابة. الإصابة الجديدة تفتح الباب أمام التساؤل حول الأسباب الطبية وراء تكرار إصابات الكتف لدى بعض اللاعبين، ومدى تأثير ذلك على مسيرتهم الرياضية.
خلال إحدى مواجهات منتخب مصر الودية، تعرض إمام عاشور لخلع في الكتف الأيسر إثر التحامه القوي مع أحد اللاعبين المنافسين. ورغم أن الطاقم الطبي نجح في إعادة الكتف إلى موضعه بشكل فوري، إلا أن اللاعب شعر بآلام شديدة استدعت خضوعه لفحوصات دقيقة لاحقًا.
الأشعة كشفت وجود خلع جزئي متكرر، ما يشير إلى ضعف في الأربطة أو تكرار تمزقات سابقة لم تلتئم بصورة صحيحة. وأوصى الأطباء بمنحه راحة كاملة لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع مع جلسات علاج طبيعي.
يُعتبر مفصل الكتف من أكثر المفاصل حرية في الحركة في جسم الإنسان، لكنه في الوقت نفسه من أضعف المفاصل من حيث الثبات. هذا يعني أنه معرض بشكل كبير للخلع أو التمزق، خاصة في الحالات التي تشمل حركات عنيفة أو سقوط مباشر على الذراع أو الكتف، وهي حركات شائعة في كرة القدم.
تتنوع إصابات الكتف، لكن هناك 3 أنواع رئيسية تظهر بكثرة بين لاعبي كرة القدم والرياضات العنيفة:
الخلع الكتفي: يحدث عندما يخرج رأس عظمة العضد من التجويف الكتفي، وقد يكون أماميًا (وهو الأكثر شيوعًا) أو خلفيًا أو سفليًا.
التمزق في أوتار الكتف: يشمل الأوتار الأربعة الرئيسية التي تُعرف باسم "الكتف المدورة" أو Rotator Cuff.
الخلع المتكرر (Shoulder Instability): وهو ما يعاني منه بعض اللاعبين نتيجة إصابات سابقة لم تُعالج بشكل كامل، مما يجعل الكتف سهل الخلع عند أقل احتكاك.
في كثير من الحالات، يعود اللاعبون إلى الملاعب بسرعة بعد الإصابة، مما يمنع الأنسجة من التعافي الكامل، ويجعل المفصل أكثر عرضة للخلع مجددًا.
العضلات المحيطة بالكتف تلعب دورًا مهمًا في تثبيت المفصل. إذا كانت بعض العضلات أضعف من غيرها، يحدث عدم توازن في القوى، وهو ما يُضعف الثبات الطبيعي للكتف.
لاعبو خط الوسط والهجوم، مثل إمام عاشور، يتعرضون باستمرار للاصطدامات البدنية والسقوط العنيف، وهو ما يُضاعف من فرص تكرار الإصابة.
بعض الأشخاص لديهم طبيعة تشريحية تجعل مفصل الكتف أكثر عرضة للخلع، مثل وجود تجويف كتفي ضحل أو ارتخاء في الأربطة بشكل عام، مما يزيد احتمالية الخلع حتى في الحركات العادية.
رغم أن معظم إصابات الكتف يمكن علاجها بدون جراحة، فإن تكرار الإصابة قد يُضعف الثقة لدى اللاعب في استخدام ذراعه أثناء اللعب، ويؤثر على أدائه البدني. كما أن العلاج المتكرر وفترات الراحة قد تتسبب في غيابات مؤثرة عن المباريات، ما يُضعف فرص اللاعب في الحفاظ على مكانه الأساسي.
وفي الحالات المتقدمة، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإصلاح الأربطة أو إعادة تثبيت المفصل لضمان الاستقرار الكامل ومنع التكرار.
ليست إصابة إمام عاشور حالة نادرة، بل سبقه العديد من النجوم العالميين الذين عانوا من مشاكل مماثلة، مثل:
ليونيل ميسي: تعرّض لخلع في الكتف أثناء إحدى المباريات مع برشلونة، وغاب لفترة طويلة.
ماركو رويس: عانى من إصابات متعددة في الكتف أثرت على مشاركته في بطولات دولية.
محمد النني: اللاعب المصري الذي غاب لفترات طويلة عن الملاعب نتيجة إصابة مزمنة في الكتف.
نعم، وهناك عدة طرق طبية ورياضية تساعد في تقليل فرص تكرار الإصابة:
التأهيل الطبيعي الكامل بعد كل إصابة وعدم العودة للملاعب إلا بعد التأكد من تعافي الأربطة والعضلات.
تدريبات تقوية عضلات الكتف بانتظام، خاصة تمارين الثبات والحركة المقاومة.
الاهتمام بتمارين الإحماء والإطالة قبل كل تمرين أو مباراة.
المراقبة المستمرة من الفريق الطبي، خاصة عند اللاعبين الذين لديهم تاريخ إصابة متكرر.
تعاطف كبير أبداه جمهور الأهلي وزملاء إمام عاشور بعد الإعلان عن الإصابة، حيث تصدرت وسم "سلامتك يا إمام" منصات التواصل الاجتماعي، وسط أمنيات بالشفاء العاجل والعودة القوية للملاعب.
وقد أكد الجهاز الطبي بالنادي الأهلي أنه سيتم متابعة حالة اللاعب بدقة، مع وضع خطة علاج وتأهيل شاملة، خاصة أنه من الركائز الأساسية للفريق.
الإصابات جزء لا يتجزأ من عالم كرة القدم، لكن التعامل الطبي الاحترافي والتأهيل السليم يمكن أن يحولا أي إصابة إلى فرصة للعودة بشكل أقوى. تجربة إمام عاشور ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكن الأمل معقود على وعي اللاعب والجهاز الطبي في التعامل مع الموقف بدقة، لضمان سلامة اللاعب واستمراره في الملاعب لفترة طويلة دون مضاعفات.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
