يربط كثير من الناس بين التعرق الغزير خلال ممارسة التمارين الرياضية وبين معدل حرق الدهون، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا. فالتعرق ليس بالضرورة دليلًا على نجاح التمرين أو فقدان الوزن، بل هو مجرد رد فعل طبيعي من الجسم لتنظيم درجة حرارته. وفي بعض الحالات، قد يكون التعرق المفرط إشارة إلى أسباب أخرى لا علاقة لها بمعدل الحرق.
في هذا الموضوع نستعرض الأسباب الحقيقية للتعرق المفرط أثناء التمارين، ومتى يكون طبيعيًا ومتى يستدعي الانتباه.
التعرق هو وسيلة الجسم لتبريد نفسه عند ارتفاع درجة الحرارة الداخلية، سواء نتيجة للطقس أو النشاط البدني. أثناء التمرين، ترتفع حرارة الجسم بسبب حركة العضلات وزيادة معدل الأيض، فيبدأ العرق بالخروج عبر الغدد العرقية لتبريد الجلد وتخفيف الحرارة.
لكن كمية العرق تختلف من شخص لآخر، ولا ترتبط دائمًا بكمية الدهون التي يتم حرقها.
الإجابة باختصار: لا. التعرق لا يُعد مؤشرًا مباشرًا على حرق الدهون. فعملية الحرق تعتمد على عدة عوامل مثل شدة التمرين، نوع التمرين، مدة النشاط، وحالة الجسم الغذائية. العرق الذي يخرج أثناء التمارين يتكون من ماء وأملاح، وليس دهونًا.
وبالتالي، التعرق هو فقط آلية تنظيم للحرارة وليس دليلاً على معدل الحرق.
رغم أن التعرق أثناء التمرين أمر طبيعي، إلا أن هناك حالات تستدعي الانتباه:
التعرق الغزير بدون أي مجهود بدني
العرق مصحوب بدوخة أو ضعف عام
استمرار التعرق حتى بعد التوقف عن التمرين
فقدان الوزن السريع بسبب فقدان السوائل
تعرق بارد مع خفقان أو ضيق تنفس
إذا لاحظت هذه العلامات، يجب مراجعة الطبيب لأنها قد تشير إلى حالة صحية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو مشاكل في القلب.
ارتداء ملابس رياضية قطنية أو مصنوعة من خامات تسمح بتهوية الجسم
شرب الماء بانتظام قبل وأثناء وبعد التمرين
التمرين في أماكن جيدة التهوية أو مكيّفة
تجنب التمارين في الأوقات شديدة الحرارة
اختيار تمارين معتدلة في البداية، ثم زيادة الشدة تدريجيًا
استخدام مناشف أو أساور لامتصاص العرق ومنع وصوله للعينين
التعرق أثناء الرياضة أمر طبيعي ومفيد لتنظيم حرارة الجسم، لكنه لا يعني بالضرورة أنك تحرق دهونًا أكثر. تختلف كمية العرق من شخص لآخر لأسباب وراثية وبيئية، وقد تكون في بعض الأحيان إشارة لمشكلة صحية. المهم هو الاستماع لجسمك، ومراقبة أي تغيّرات غير معتادة، مع الحفاظ على ترطيب الجسم وراحة البال أثناء التمارين.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt