"تعذيب وهتك عرض".. "سارة خليفة" توثّق اعتداء على شاب داخل غرفة نومها | نص تحقيقات
في تطوّر صادم ضمن سلسلة من الأحداث التي هزّت الوسط الإعلامي والمؤسسات القانونية في مصر، برزت الفنانة والمذيعة المنتجة سارة خليفة مجددًا في دائرة الاحتقان القضائي، لكن هذه المرة ليس بسبب مشروعات فنية أو إنتاجية، بل بفيديوهات موثّقة تكشف عن تعذيب وهتك عرض شاب داخل غرفة نومها، تحت سياق تصفية حسابات شخصية. الواقعة أُعيد إنتاجها داخل مشاهد مصوّرة، ويظهر فيها الضحية عاريًا في حالة من العنف الجسدي والجسدي الجنسي أمام عدسة كاميرا هاتف محفوظ داخل شقة المتهمة،
وسط صمت وضبابية عن ضُحَة الاعتداء. الفيديو - وصور الدماء الواضحة - وضع القضية تحت المجهر، إذ أصبح الأمر ليس قضائيًا فقط، بل وقعًا يرسم رسمًا مشوّهًا لمنطقة حساسة جدًا: غرفة النوم. هذا النتوء في مسار القضية أقل ما يمكن وصفه به هو الصدمة، ويثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين المتهم والضحِيّة، تجاوزها القانوني، وتحوّل المحاكمة إلى قضية رأي عام تتخطى حدود المخدرات لتلامس شفير الجريمة الجنسية.
تصنيف الحادث وفقًا للتحقيقات الرسمية
كشفت التحقيقات أن كاميرات الهواتف في شقة المتهمة سارة خليفة، ضبطت مقاطع صادمة: أحد الأشخاص يظهر في فيديو مدته 7 دقائق و51 ثانية داخل غرفة نومها، عاريًا، يتعرض لضرب ما تخللَه تعذيب وهتك عرض من قبل آخرين غير ظاهرين بوجوههم، فيما سُجل في فيديو آخر مشاهد أليمة تُظهر الضحية مصابًا ومتلطخًا بالدماء.
المتحرّية عن التفاصيل رفعت الملف لصالح النيابة العامة، وتمّت الموافقة على حبس المتهمة بشكل احتياطي، بينما أضافت النيابة جزءًا جديدًا من الاتهامات إلى ملف المخدرات الكبرى: جريمة تعذيب وهتك عرض وتصوير الضحية.
أقوال سارة خليفة في التحقيقات
قدّمت المتهمة روايتها للواقع: الشخص الموثّق في الفيديو هو "م. ش."، كان يعمل كسائق عندها قبل أن يغادر فجأة، وانتقل للعمل مع رجل شرطة اسمه "فتحي". تقول إن الرجل "تسلّل إلى شقتها أثناء غيابها في الإسكندرية"، مستغلًا امتلاكه نسخة من مفتاح الشقة، حيث أخبرها لاحقًا أنه جاء فقط ليستلم بطاقة رخصة القيادة.
وأضافت أنّها فور اكتشافها له حاولت استدعاء الشرطة، لكنه توسّل إليها بأن لا تفعل، وبعدها دخل إليه أصدقاء، واشتعل شجارٌ في الشقة، ما انتهى بالحوادث المسجلة عبر الفيديو.
روايتها تضمنت ادعاءات استغلال السائق علاقة الثقة لإنها قدّم نفسه في البداية بعدول، قبل أن ينقلب على انفعالات لحظة مواجهة الغياب.
تحليل قانوني واجتماعي للحادثة
الواقعة إن صحت، تمثّل تجاوزًا خطيرًا لحقوق الشخص في الأمان داخل منزله، خاصة داخل غرفة النوم، أكثر الأماكن خصوصية.
المتهمات (سارة وخُلّصتها من المتواطئين) قد يتم توجيه لهم اتهامات تتعلق بـ: التعذيب، هتك العرض، إذلال الضحية، والتوثيق بعدوان جسدي وجنسي، وهي جرائم يصل حد أقصى عقوبتها للتجاوزات الجنسية إلى السجن المؤبد أو السجن المشدد.
من الناحية الاجتماعية، فقد تسبّبت هذه الحادثة باثار تراجيدية: صدمة نفسيّة داخليّة للمجتمع إزاء ما جرى، وطرح تساؤلات حول ضوابط احترام الغير وخصوصياته، ويضع مسألة حقوق الضحية وسط نقاشات عامة.
تداعيات ما بعد الحبس
بعد موافقة النيابة على حبس سارة خليفة و27 متهمًا آخرًا في قضية المخدرات الكبرى، انضافت هذه الواقعة الصادمة لتعقيد موقفها الإعلامي والقضائي.
من المنتظر أن يتقدم الدفاع بمرافعات ينفي أو يبرر واقعة الفيديو ضمن سياق "مشاجرة عصبية" أو "مخطط منظم"، لكن تسجيل الاعتداء يظهر وضوحًا في الواقعة، ما يجعل مهمتها صعبة لدرء التأثير الإعلامي والرأيسي.
معركة قانونية مشتعلة
ما بين تسلسل اعتداء يُفترض أنه خاص في غرفة النوم، وبين تسجيلات صادمة فُجعت بها النيابة، تقف سارة خليفة أمام اختبار مزدوج: محكمة قانونية وأخرى إعلامية.
الملف الآن لا يتوقف على المخدرات فقط، بل يمتد إلى تجاوز أخلاقي واجتماعي يتطلب حكمًا قضائيًا صارمًا، وتغليبًا لحماية الضحية وحماية أسس الخصوصية داخل البيوت.
أمّا الضحية، فعلى الرغم من سكون الفعل المثبت عبر الفيديو، فإن صمته الرمزي يربك مدى تأثير معادلته القانونية، ويترك الحقيقة معلقة بين ما يُقال وما يُوثّق.