في تطور لافت للأحوال الجوية، تستعد البلاد لاستقبال موجة شديدة الحرارة، تُعد واحدة من أقوى الموجات هذا العام، وتمتد تأثيراتها لعدة محافظات في أنحاء الجمهورية. تبدأ هذه الموجة اعتبارًا من يوم السبت وتستمر حتى مساء الإثنين، مما دفع العديد من الجهات لتحذير المواطنين من التعرض المباشر للشمس، خاصة في فترات الذروة.
وفقًا للتقارير الجوية، تبدأ درجات الحرارة في التصاعد بداية من صباح السبت، مع تسجيل أرقام مرتفعة خلال ساعات النهار. وتستمر ذروة هذه الموجة حتى مساء الإثنين، قبل أن تنكسر تدريجيًا بدءًا من يوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن تتأثر بها مختلف المناطق، مع تفاوت في شدتها بين الجنوب والشمال.
تأتي هذه الموجة نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض الهند الموسمي، المصحوب برياح جنوبية شرقية جافة وشديدة السخونة. هذا المنخفض يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، خصوصًا في مناطق الصعيد والوجه القبلي، كما يضعف نشاط الرياح مما يزيد من الإحساس بحرارة الجو، ويجعل الطقس خانقًا وصعب التحمل في بعض الفترات.
تشمل ذروة الموجة محافظات الصعيد مثل أسوان، الأقصر، وسوهاج، التي قد تسجل درجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية. كما تمتد الموجة إلى القاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا، حيث تصل الحرارة إلى ما بين 40 و42 درجة. أما المناطق الساحلية فتسجل درجات حرارة أقل، لكنها تعاني من ارتفاع نسب الرطوبة، مما يزيد الشعور بالحرارة.
إليك نظرة تقريبية لدرجات الحرارة خلال الأيام الثلاثة:
المحافظة | السبت | الأحد | الإثنين |
---|---|---|---|
القاهرة | 39° | 41° | 40° |
الجيزة | 38° | 40° | 39° |
الإسكندرية | 34° | 35° | 34° |
المنيا | 40° | 42° | 41° |
أسوان | 44° | 45° | 44° |
الأقصر | 43° | 44° | 43° |
سوهاج | 42° | 44° | 43° |
ارتفاع الحرارة بهذا الشكل يؤثر سلبًا على الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بضربات الشمس، خصوصًا بين الفئات الضعيفة مثل:
كبار السن
الأطفال
مرضى القلب والضغط والسكر
العاملين في المهن المكشوفة
وتشمل الأعراض المحتملة: الدوار، الصداع، الغثيان، الجفاف، ضعف التركيز، واحمرار الجلد. وفي حالات شديدة قد يتعرض الشخص لفقدان الوعي.
لتقليل الضرر من الموجة الحارة، يجب الالتزام بالإرشادات التالية:
البقاء في أماكن مظللة أو مكيفة قدر الإمكان
شرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم
ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون
استخدام قبعة أو شمسية عند الخروج
تجنب المشروبات الغازية والكافيين
الاستحمام بالماء الفاتر عند الحاجة
كما يُفضل تأجيل أي نشاط بدني أو رياضي إلى ما بعد غروب الشمس، والابتعاد تمامًا عن المجهود الزائد خلال ساعات النهار.
تزامن هذه الموجة مع الامتحانات الدراسية أثار قلق أولياء الأمور، لا سيما في المدارس غير المجهزة بوسائل تهوية جيدة. بعض الإدارات التعليمية بدأت تُعيد النظر في توقيتات الحصص الصباحية أو الطابور المدرسي، حرصًا على سلامة الطلاب.
أما في بيئة العمل، فقد اتخذت بعض الشركات إجراءات مثل:
تقليل ساعات الدوام الرسمي
توفير مشروبات باردة للموظفين
إعفاء العاملين في المواقع المكشوفة من العمل المؤقت
العمل من المنزل لبعض الإدارات المكتبية
لا يقتصر تأثير الحرارة المرتفعة على البشر فقط، بل يمتد أيضًا إلى الزراعة والثروة الحيوانية. إذ تؤثر الموجة على:
تقليل إنتاجية النباتات بسبب تبخر المياه
حاجة النباتات لريّ إضافي لتعويض الجفاف
احتمالية نفوق بعض المواشي بسبب الإجهاد الحراري
فساد بعض المحاصيل سريعة التلف في حال عدم تخزينها جيدًا
لذلك، يُنصح المزارعون باستخدام وسائل رش رذاذ الماء، وتوفير الظل للحيوانات، وتقليل الأسمدة خلال هذه الفترة.
يمكن تقليل درجة حرارة المنزل عبر عدة خطوات عملية:
إغلاق الستائر خلال النهار
تهوية المنزل ليلًا بعد انخفاض الحرارة
وضع أوعية ماء بارد أمام المراوح
تقليل استخدام الأجهزة الكهربائية في النهار
استخدام مراوح السقف بدلًا من التكييف قدر الإمكان لتقليل الأحمال
تُشير التوقعات إلى أن الموجة ستنكسر بداية من صباح الثلاثاء، حيث تعود درجات الحرارة لمعدلات أقرب إلى الطبيعية، خاصة في شمال البلاد. أما في الجنوب، فقد تستمر الحرارة المرتفعة لبضعة أيام إضافية لكن بوتيرة أقل.
ومع ذلك، يبقى من المهم متابعة النشرات الجوية اليومية وعدم الاعتماد فقط على التوقعات العامة.
الجهات المعنية شددت على ضرورة:
توفير مياه الشرب في المدارس وأماكن التجمعات
مراقبة الأطفال وكبار السن داخل المنازل
تجنب استخدام السيارات المغلقة في الشمس مباشرة
إيقاف أي أنشطة رياضية في فترات الذروة
هذه الإجراءات لا تهدف إلى إثارة القلق، بل إلى الحفاظ على الأرواح وتقليل الآثار السلبية قدر الإمكان.
في حال استمرت الموجة الحارة لأيام إضافية، من المتوقع أن تُصدر الجهات المسؤولة قرارات إضافية تخص الدراسة، العمل، أو حتى فرض بعض الإجراءات الوقائية العامة مثل تغيير أوقات العمل أو غلق أماكن التجمع المؤقت.
من هنا تأتي أهمية الاستعداد المسبق، وتهيئة المنازل والمؤسسات لمثل هذه الأجواء، حتى لا تتحول الموجة إلى أزمة صحية أو مجتمعية.
الموجة الحارة الحالية ليست الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، لكن التعامل الواعي معها هو ما يحدد حجم تأثيرها علينا. باتباع الإرشادات، والتزام التعليمات، يمكن تجاوزها بأمان دون خسائر تُذكر.
راقب الحرارة، اهتم بصحتك، وكن على وعي دائم بكل جديد يصدر من الجهات المختصة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt