من نيمار إلى رايس.. حكايات أغلى 10 صفقات في تاريخ الساحرة المستديرة
صفقات بملايين اليوروهات.. كرة القدم تصنع التاريخ
تجاوزت كرة القدم الحديثة حاجز الترفيه لتتحول إلى صناعة ضخمة تتنافس فيها الأندية الكبرى على النجوم العالميين بمبالغ خيالية. وفي العقدين الأخيرين، شهد سوق الانتقالات ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار اللاعبين، حيث تخطت بعض الصفقات حاجز 200 مليون يورو، لتسجل أرقامًا غير مسبوقة في تاريخ اللعبة.
من نيمار الذي فجر السوق الكروي، إلى ديكلان رايس الذي أصبح أغلى لاعب إنجليزي، نسرد في هذا التقرير أبرز 10 صفقات انتقال في تاريخ كرة القدم، وما تركته من أثر على الأندية واللاعبين والجماهير.
1. نيمار دا سيلفا – من برشلونة إلى باريس سان جيرمان (222 مليون يورو)
لا تزال صفقة انتقال النجم البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان عام 2017 هي الأغلى في تاريخ كرة القدم.
النادي الفرنسي دفع الشرط الجزائي كاملاً لبرشلونة، وهو 222 مليون يورو، ليضم نيمار في خطوة هزّت العالم الكروي.
الصفقة لم تكن مجرد انتقال لاعب، بل كانت نقطة تحول في سوق الانتقالات، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني بعد تلك اللحظة.
2. كيليان مبابي – من موناكو إلى باريس سان جيرمان (180 مليون يورو)
في نفس العام، أتمّ باريس سان جيرمان صفقة ثانية ضخمة بضم الفرنسي الشاب كيليان مبابي من موناكو مقابل 180 مليون يورو.
الصفقة كانت على هيئة إعارة مع إلزامية الشراء، وقد أثبت مبابي بعدها أنه يستحق هذا الرقم، بتحقيقه أرقامًا مذهلة محليًا وقاريًا.
3. فيليبي كوتينيو – من ليفربول إلى برشلونة (145 مليون يورو)
في عام 2018، حاول برشلونة تعويض رحيل نيمار بضم البرازيلي كوتينيو من ليفربول في صفقة كلفت النادي الكتالوني 145 مليون يورو.
لكن التجربة لم تنجح كما كان متوقعًا، حيث لم يقدم كوتينيو الأداء المرجو وتمت إعارته لاحقًا إلى أندية أخرى، مما جعل الصفقة تُعد من أسوأ الصفقات من حيث العائد الفني.
4. جواو فيليكس – من بنفيكا إلى أتلتيكو مدريد (126 مليون يورو)
أتلتيكو مدريد دفع 126 مليون يورو لضم البرتغالي جواو فيليكس في 2019، على أمل أن يكون الوريث الشرعي لمواهب كبار النجوم.
لكن رغم الإمكانات الكبيرة للاعب، إلا أن مستواه لم يكن مستقرًا، وانتقل لاحقًا على سبيل الإعارة إلى تشيلسي ثم برشلونة.
5. أنطوان جريزمان – من أتلتيكو مدريد إلى برشلونة (120 مليون يورو)
صفقة أثارت الكثير من الجدل، ليس فقط بسبب قيمتها العالية، بل أيضًا لطريقة إنهاء اللاعب علاقته بناديه السابق.
برشلونة دفع الشرط الجزائي في عقده، لكن اللاعب لم يقدم المستوى الذي كان متوقعًا منه، وعاد لاحقًا لأتلتيكو مدريد.
6. إنزو فرنانديز – من بنفيكا إلى تشيلسي (121 مليون يورو)
نجم منتخب الأرجنتين الشاب، بعد تألقه في كأس العالم 2022، جذب أنظار تشيلسي الذي ضمه من بنفيكا في شتاء 2023.
الصفقة بلغت 121 مليون يورو، ما جعله أحد أغلى لاعبي الوسط في العالم. ويُعد إنزو أحد الركائز المستقبلية في مشروع النادي اللندني.
7. جاك جريليش – من أستون فيلا إلى مانشستر سيتي (117 مليون يورو)
في 2021، دفع مانشستر سيتي مبلغًا ضخمًا لضم جاك جريليش، ليصبح حينها أغلى لاعب إنجليزي.
رغم البداية المتذبذبة، تطور أداء اللاعب وأصبح جزءًا من تشكيلة بيب جوارديولا الأساسية في طريق الفوز بدوري الأبطال.
8. كريستيانو رونالدو – من ريال مدريد إلى يوفنتوس (117 مليون يورو)
رغم تجاوزه سن الـ30، نجح كريستيانو رونالدو في أن يكون من أغلى الصفقات في التاريخ حين انتقل إلى يوفنتوس عام 2018.
الصفقة بلغت 117 مليون يورو، وحقق خلالها عدة ألقاب مع الفريق الإيطالي، قبل أن يعود إلى مانشستر يونايتد في 2021.
9. روميلو لوكاكو – من إنتر ميلان إلى تشيلسي (115 مليون يورو)
عاد المهاجم البلجيكي إلى تشيلسي في 2021 مقابل 115 مليون يورو بعد موسم رائع مع إنتر.
لكن سرعان ما توترت العلاقة بينه وبين النادي الإنجليزي، ليغادر مجددًا إلى إنتر ثم روما، ما جعل الصفقة تُصنف ضمن الأفشل ماليًا.
10. ديكلان رايس – من وست هام إلى أرسنال (116 مليون يورو)
أحدث الصفقات في القائمة، حيث انتقل رايس إلى أرسنال صيف 2023 مقابل مبلغ كبير.
الصفقة جعلته أغلى لاعب إنجليزي في التاريخ، وهو يلعب حاليًا دورًا رئيسيًا في طموحات أرسنال للفوز بالدوري الإنجليزي.
كيف تغيّرت كرة القدم بسبب هذه الصفقات؟
هذه الصفقات لم تكن مجرد أرقام، بل كانت مؤشرات على تغيّر خريطة كرة القدم عالميًا.
باتت الأندية الكبرى تعتمد على استثمارات ضخمة لجذب المواهب وتحقيق الألقاب، وهو ما زاد من قوة السوق الكروي، لكنه في الوقت نفسه أثار تساؤلات كثيرة حول التوازن المالي والعدالة التنافسية.
كما أن بعض هذه الصفقات أثبت نجاحها الكبير، مثل نيمار ومبابي وجريليش، بينما أخفقت أخرى مثل كوتينيو ولوكاكو، مما يُبرز أهمية التخطيط الفني قبل التعاقدات المالية الضخمة.
مستقبل السوق الكروي في ظل جنون الأسعار
مع تزايد العوائد التجارية للأندية، وخاصة من حقوق البث والرعاية، من المتوقع أن تستمر الأرقام في التصاعد، وربما نشهد قريبًا صفقة تتجاوز 300 مليون يورو.
وفي الوقت نفسه، تطالب جهات كروية عديدة بتشديد الرقابة على الإنفاق وتطبيق قواعد اللعب المالي النظيف، للحفاظ على توازن اللعبة ومنع سيطرة عدد محدود من الأندية على السوق.
الواقع يؤكد أن كرة القدم اليوم لا تُقاس فقط بالأهداف والانتصارات، بل أيضًا بقيمة الصفقات وتأثيرها داخل وخارج الملعب.
