في ظل انتشار الثقافة الصحية بين الناس والاتجاه نحو أسلوب حياة أكثر وعيًا، أصبحت المكملات الغذائية من أكثر المنتجات شيوعًا في البيوت والصيدليات. لكن مع هذا الانتشار، تزداد التحذيرات من بعض الأنواع الشائعة التي قد لا تكون آمنة كما تبدو، بل قد تُسبب مضاعفات صحية خطيرة مثل النوبات القلبية والفشل الكبدي.
المكملات الغذائية هي مستحضرات تحتوي على فيتامينات، معادن، أحماض أمينية، أو نباتات طبيعية تُستخدم لدعم الصحة العامة، تحسين الأداء الرياضي، أو تعويض نقص غذائي معين. وتتوفر هذه المكملات على هيئة أقراص، كبسولات، مساحيق، أو مشروبات.
ورغم أنها تُباع بدون وصفة طبية في أغلب الأحيان، فإن تناولها العشوائي دون إشراف متخصص قد يحمل في طياته مخاطر كبيرة.
هناك أسباب كثيرة تدفع الناس لتناول المكملات الغذائية، منها:
تقوية المناعة
تحسين الأداء الرياضي
زيادة الكتلة العضلية
تحسين التركيز والنشاط الذهني
تعويض النقص الناتج عن نظام غذائي غير متوازن
مقاومة الشيخوخة أو تحسين صحة الجلد والشعر
ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن بعض هذه المكملات قد تكون غير مناسبة لحالتهم الصحية، أو قد تتفاعل مع أدوية أخرى، مسببة آثارًا جانبية خطيرة.
دراسات متعددة أظهرت أن هناك بعض المكملات الغذائية الشائعة قد تؤثر سلبًا على القلب والكبد عند الإفراط في استخدامها أو تناولها دون رقابة طبية، من أبرزها:
يحتوي العديد من مكملات الطاقة على نسب عالية جدًا من الكافيين ومشتقاته، وهو ما قد يؤدي إلى:
تسارع نبضات القلب
ارتفاع ضغط الدم
اضطرابات في إيقاع القلب
زيادة خطر الإصابة بنوبات قلبية خاصة لدى من لديهم تاريخ مرضي في القلب
بعض مكملات بناء العضلات تحتوي على منشطات غير معلن عنها على العبوة، مثل مواد تُشبه الستيرويدات، وقد تؤدي إلى:
التهاب الكبد
ارتفاع إنزيمات الكبد
تسمم كبدي
مشاكل في القلب مع الاستخدام طويل الأمد
رغم أهمية هذه الفيتامينات، إلا أن تناولها بجرعات زائدة قد يكون سامًا للجسم، وتحديدًا للكبد. وقد يؤدي إلى:
إجهاد الكبد
فشل كبدي في حالات نادرة
زيادة تخثر الدم أو خطر النزيف
تناول الحديد دون حاجة فعلية له قد يُسبب تراكمه في الكبد، مسببًا:
التهابات كبدية
تلف دائم لخلايا الكبد
مشاكل في القلب بسبب ترسيب الحديد في عضلته
تتعدد الأسباب التي تجعل بعض المكملات الغذائية خطيرة على الصحة، من أبرزها:
عدم وجود رقابة دوائية صارمة على مكوناتها
إمكانية تداخلها مع أدوية مزمنة مثل أدوية القلب والسكري
غياب الجرعة المناسبة للفرد
اختلاف جودة المنتجات من شركة لأخرى
الاعتماد على تجارب الآخرين بدلاً من الفحص الطبي
ليست كل الفئات معرضة بنفس القدر، ولكن هناك مجموعات أكثر هشاشة، مثل:
مرضى القلب
مرضى الكبد
المصابون بارتفاع ضغط الدم
كبار السن
الأطفال
الحوامل والمرضعات
لحماية نفسك من المضاعفات المحتملة، هناك خطوات يجب اتباعها قبل تناول أي مكمل:
استشارة الطبيب أو الصيدلي
قراءة المكونات بدقة
عدم الإفراط في الجرعة
تجنب شراء المكملات من مصادر غير موثوقة
مراقبة أي أعراض غير معتادة بعد البدء بتناول المكمل
إجراء تحاليل دورية للكبد والقلب عند استخدام المكملات لفترة طويلة
إذا لاحظت أياً من الأعراض التالية أثناء تناول مكمل غذائي، يجب التوقف عنه فورًا واستشارة الطبيب:
ألم مفاجئ في الصدر
اضطرابات في ضربات القلب
غثيان شديد أو قيء مستمر
اصفرار الجلد أو العينين
تغير لون البول للداكن
إرهاق غير مبرر أو تورم بالجسم
ينصح الأطباء بعدم تناول أي مكمل غذائي دون داعٍ طبي واضح، أو لمجرد الرغبة في تحسين شكل الجسم أو النشاط، بل يجب أن يكون تناوله مبنيًا على تحليل طبي يُثبت وجود نقص أو حاجة.
كما أن النظام الغذائي المتوازن يظل هو الحل الأفضل دائمًا، إذ يوفر معظم احتياجات الجسم الطبيعية دون الحاجة لمكملات خارجية.
يمكنك تقوية مناعتك أو تعزيز صحتك دون اللجوء إلى المكملات، من خلال:
تناول الخضروات والفواكه يوميًا
شرب الماء بكميات كافية
النوم الجيد
ممارسة الرياضة بانتظام
تقليل السكر والدهون المشبعة
رغم أن المكملات الغذائية قد تبدو خيارًا صحيًا، إلا أنها تحمل بين طياتها مخاطر حقيقية إذا لم تُستخدم بحذر وتحت إشراف طبي. بعض الأنواع قد تُسبب نوبات قلبية أو فشلًا كبديًا قد يودي بالحياة. لذا، لا تجعل قرارًا فرديًا بتناول مكمل غذائي يُعرّض صحتك للخطر، وابدأ دومًا باستشارة المختصين.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt