عودة لقب «الباشا» من جديد.. مقترح لتكريم رجال الأعمال بمنحهم ألقابًا تشريفية

أثار مقترح جديد مقدم إلى الجهات التشريعية في مصر حالة من الجدل، بعد أن طالب عدد من النواب والمختصين بإعادة استخدام الألقاب التشريفية القديمة مثل "باشا" و"بك".
ولكن في إطار رسمي ومنظم لتكريم بعض الفئات المؤثرة في المجتمع، وعلى رأسهم رجال الأعمال البارزين والمساهمين في الاقتصاد الوطني.

تفاصيل المقترح

يقترح المشروع تخصيص ألقاب تشريفية رمزية تُمنح لرجال الأعمال المصريين الذين يقدمون خدمات كبيرة للدولة، مثل إنشاء مصانع، أو المساهمة في مشروعات قومية، أو دعم التعليم والصحة.

ويُنظر إلى هذه المبادرة على أنها محاولة لإعادة الاعتبار المجتمعي لشخصيات اقتصادية بارزة، وتشجيع روح العطاء الوطني، ولكن دون أن تتعارض مع مبدأ المساواة بين المواطنين.

لماذا لقب "الباشا"؟

اللقب يعود إلى الحقبة الملكية في مصر، وكان يُمنح للشخصيات العامة رفيعة المستوى، كالوزراء وكبار القادة.

ويرى بعض مؤيدي المقترح أن إعادة استخدامه بشكل حديث ورمزي يمكن أن يُحفّز رجال الأعمال على تقديم المزيد من الدعم للمجتمع، بشرط أن يكون التكريم مرتبطًا بالإنجاز الفعلي وليس الوجاهة الاجتماعية.

آراء مؤيدة

• البعض يرى أن هذا الاقتراح يعزز التقدير المجتمعي لرجال الأعمال الوطنيين الذين لم يكتفوا بجمع الأموال، بل خصصوا جزءًا منها لخدمة المجتمع والدولة.

• آخرون يعتبرون الفكرة وسيلة لخلق نماذج يُحتذى بها في دعم الاقتصاد الوطني، خاصة إذا تم ذلك وفقًا لمعايير واضحة ومعلنة.

آراء معارضة

• هناك من اعتبر أن العودة لاستخدام ألقاب ملكية لم تعد مناسبة لعصر الجمهورية، خاصة وأن مصر اتجهت بعد ثورة 1952 إلى إلغاء الطبقية والمناصب الوراثية.

• يخشى البعض من أن يتحول الأمر إلى باب للمجاملات أو فرض نفوذ اجتماعي غير مبرر، ما قد يعيد مفاهيم التمييز والطبقية.

شروط منح اللقب المقترح

المقترح يتضمن عدة ضوابط صارمة لضمان جدية التكريم:

1. أن يكون رجل الأعمال قد قدم مساهمات موثقة في خدمة الدولة.

2. أن تكون إنجازاته معترف بها من مؤسسات الدولة والجهات الرقابية.

3. ألا يكون قد صدر بحقه أي حكم قضائي أو شبهة فساد مالي أو إداري.

4. يُمنح اللقب بقرار رسمي، ولا يورث أو يُستخدم في الوثائق الحكومية.

موقف الجهات الرسمية

حتى الآن، لم يصدر أي قرار رسمي بالموافقة على المقترح، لكنه مطروح للنقاش داخل لجان مختصة، وسط تباين الآراء بين الترحيب والتحفظ.

ويُنتظر أن يتم حسم الملف خلال مناقشات موسعة قد تشهدها الجلسات البرلمانية القادمة، خاصة مع قرب انتهاء الدورة الحالية.

خلاصة

مقترح إعادة لقب "الباشا" لرجال الأعمال ما زال في طور النقاش، وقد يفتح بابًا جديدًا لتكريم الشخصيات الاقتصادية المؤثرة في المجتمع، بشرط الالتزام بمعايير صارمة تحقق التوازن بين التحفيز والتقدير، وعدم المساس بمبادئ العدالة والمساواة.

الجدل حوله يعكس تباين الرؤى بين الأصالة والتحديث، وبين الحفاظ على الروح الجمهورية ومنح التقدير لمن يستحقه فعلًا.