تُعد جرثومة المعدة من أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا في العالم، وتصيب نسبة كبيرة من الأشخاص دون أن تظهر عليهم أعراض واضحة في البداية. ومع مرور الوقت، قد تتسبب هذه البكتيريا في مشكلات صحية خطيرة تؤثر على الجهاز الهضمي بالكامل. ولهذا من الضروري معرفة أعراضها، والتعامل معها بحذر، واتباع نظام غذائي مناسب لتفادي تفاقم الحالة.
في هذا التقرير، نعرض لك كل ما تحتاج إلى معرفته عن جرثومة المعدة: من الأعراض والمضاعفات، إلى أهم الأطعمة التي يجب تجنبها للحفاظ على صحة معدتك.
جرثومة المعدة، أو ما يُعرف علميًا باسم "هيليكوباكتر بيلوري"، هي نوع من البكتيريا التي تعيش في بطانة المعدة وتقاوم البيئة الحمضية بها. يمكن أن تستمر العدوى بها لسنوات دون أن يتم اكتشافها، ما يجعلها من أكثر المشكلات الصحية خطورة على المدى الطويل إذا لم يتم علاجها بالشكل المناسب.
تنتقل جرثومة المعدة غالبًا من خلال:
تناول طعام أو ماء ملوث.
استخدام أدوات ملوثة في إعداد الطعام.
الاتصال المباشر باللعاب أو إفرازات شخص مصاب.
وغالبًا ما تحدث العدوى في سن الطفولة، لكن قد لا تظهر الأعراض إلا في وقت لاحق.
تتنوع أعراض الإصابة حسب الحالة الصحية لكل فرد، وتشمل:
ألم أو حرقة في المعدة، خاصة بعد الأكل أو عند الجوع.
انتفاخ وشعور بالامتلاء.
التجشؤ المستمر.
الغثيان أو القيء.
فقدان الشهية.
خسارة غير مبررة في الوزن.
رائحة فم كريهة.
وفي بعض الحالات الشديدة، قد تظهر مضاعفات مثل نزيف في المعدة أو تقرحات واضحة.
يُنصح بزيارة الطبيب فورًا إذا ظهرت أي من الأعراض التالية:
ألم حاد ومستمر في البطن.
قيء يحتوي على دم.
براز داكن أو يحتوي على دم.
فقدان وزن مفاجئ بدون سبب واضح.
صعوبة في البلع أو الشعور بالشبع بسرعة.
التشخيص المبكر يساعد في منع حدوث المضاعفات ويزيد فرص العلاج الفعّال.
يعتمد الأطباء على عدة وسائل لتشخيص الإصابة، منها:
اختبار التنفس باستخدام مادة معينة تكشف وجود البكتيريا.
تحليل البراز.
تحاليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة.
إجراء منظار للمعدة في الحالات الشديدة أو المتكررة.
إهمال علاج جرثومة المعدة قد يؤدي إلى تطورات صحية خطيرة، منها:
تقرحات المعدة أو الإثنى عشر.
التهاب مزمن في بطانة المعدة.
الإصابة بفقر الدم نتيجة ضعف امتصاص الحديد.
زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة في بعض الحالات.
لذلك، فإن الاكتشاف والعلاج المبكر يمثلان خطوة حاسمة في الحماية من هذه المضاعفات.
يشمل علاج جرثومة المعدة غالبًا:
مضادات حيوية مزدوجة أو ثلاثية لقتل البكتيريا.
أدوية لتقليل حموضة المعدة، مثل مثبطات مضخة البروتون.
متابعة دورية لضمان القضاء التام على البكتيريا.
مدة العلاج تتراوح عادة من 10 إلى 14 يومًا، ويجب الالتزام الكامل بالخطة الدوائية وعدم التوقف مبكرًا حتى لو اختفت الأعراض.
هناك بعض الأطعمة التي قد تهيّج المعدة أو تزيد من نمو البكتيريا، لذلك يُفضل تجنبها خلال فترة العلاج وبعدها، ومنها:
مثل الفلفل الحار والصلصات الحارة، حيث تزيد من تهيج جدار المعدة وتؤدي إلى الألم أو الحرقة.
مثل البطاطس المقلية واللحوم الدسمة، لأنها تبطئ عملية الهضم وتزيد من الضغط على المعدة.
مثل القهوة والمشروبات الغازية التي قد تؤدي إلى زيادة الحموضة وبالتالي تفاقم الأعراض.
قد تسبب الانتفاخ أو تهيّج المعدة عند بعض المصابين، خاصة الحليب كامل الدسم.
مثل الحلوى، الكعك، والمخبوزات المعلبة، والتي تعزز من نمو البكتيريا الضارة داخل الجهاز الهضمي.
ينصح خبراء التغذية باعتماد نظام غذائي خفيف وسهل الهضم يشمل:
الخضروات المسلوقة مثل الكوسة والجزر.
الأرز الأبيض والمكرونة بدون دهون.
الفواكه الطازجة غير الحمضية مثل الموز والتفاح.
الشوربة الخفيفة بدون توابل زائدة.
الزبادي قليل الدسم (يحتوي على بكتيريا نافعة تساعد في التوازن المعوي).
للوقاية من العدوى أو تكرارها، ينبغي الالتزام بالتالي:
غسل اليدين جيدًا قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
التأكد من سلامة مصادر الطعام والماء.
تجنب مشاركة أدوات الطعام والشراب مع الآخرين.
طهي الطعام جيدًا، خاصة اللحوم.
الحفاظ على نظافة المطبخ والأواني.
بعد الانتهاء من العلاج، يجب:
إجراء اختبار تأكيدي للتأكد من القضاء على البكتيريا تمامًا.
الالتزام بنمط غذائي صحي لتجنب التهيج المتكرر للمعدة.
الابتعاد عن الأدوية التي تهيّج المعدة مثل المسكنات دون وصفة طبية.
مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحالة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt