في تصعيد جديد للأزمة الجارية بين اللاعب أحمد سيد "زيزو" ونادي الزمالك، تقدم المستشار أشرف عبد العزيز، محامي اللاعب، بشكوى رسمية جديدة إلى الاتحاد المصري لكرة القدم ضد مجلس إدارة القلعة البيضاء، متهمًا النادي بارتكاب 3 مخالفات رئيسية: الترويع، التهديد، والإهانة، وهي اتهامات غير مسبوقة في سياق علاقة لاعب بإدارة ناديه.
الشكوى التي أثارت جدلًا واسعًا في الوسط الرياضي المصري، تأتي بالتزامن مع توتر مستمر في العلاقة بين اللاعب وإدارة النادي، على خلفية نزاع مالي وإداري يتعلق بالعقد المبرم بين الطرفين،
وآلية التعامل مع مستحقاته.
وفقًا لنص الشكوى المقدمة، أكد محامي اللاعب أن نادي الزمالك، ممثلًا في بعض مسؤوليه، قاموا بممارسات غير قانونية تستهدف الضغط النفسي والمعنوي على اللاعب لإجباره على تعديل أو تجديد عقده بشروط مجحفة.
وجاء في الشكوى أن النادي ارتكب ما يلي:
أولًا: الترويع والتهديد، من خلال ممارسات داخل النادي هدفها الإضرار بسمعة اللاعب وإيصال رسائل مباشرة له تفيد بعدم الترحيب به داخل القلعة البيضاء.
ثانيًا: الإهانة العلنية، بعد قيام أحد موظفي النادي بنزع صورة زيزو من جدار ملعب الناشئين وتمزيقها أمام العاملين، وتوجيه عبارات جارحة بحقه، ما اعتُبر إهانة صريحة ومقصودة.
ثالثًا: التشهير، حيث تداولت صفحات مقربة من الإدارة وثائق خاصة بعقد اللاعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يمثل خرقًا واضحًا لسرية العقود ويُعرض اللاعب للضرر المعنوي والمادي.
وأكد المحامي أن هذه الوقائع موثقة بمقاطع مصورة وشهادات شهود، وتم إرفاق المستندات كاملة في الشكوى التي تم رفعها إلى اتحاد الكرة المصري، مع طلب رسمي بالتحقيق في الواقعة.
من جانبه، رفض نادي الزمالك الاتهامات الموجهة إليه، مؤكدًا في تصريحات غير رسمية أن اللاعب يفتعل أزمات للرحيل عن الفريق دون الالتزام الكامل ببنود العقد الموقع معه. وأشار مسؤولون بالنادي إلى أن اللاعب تغيّب عن تدريبات الفريق دون إذن، رغم استدعائه أكثر من مرة لجلسات تحقيق داخل النادي، وهو ما يُعد مخالفة تستوجب العقوبة حسب اللوائح الداخلية.
كما أشار المصدر ذاته إلى أن النادي لم يطلب من اللاعب تعديل أو توقيع عقد جديد، وإنما طلب منه توضيح بعض الأمور المالية والإدارية المتعلقة بسفره المتكرر، آخرها استخراجه تأشيرة سفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، دون إخطار مسبق لإدارة الكرة.
بعد تسلم الشكوى، طلب محامي زيزو من اتحاد الكرة نقل جلسات التحقيق مع اللاعب إلى مقر الاتحاد بدلًا من نادي الزمالك، بدعوى وجود تخوف من تعرض اللاعب لضغوط أو مضايقات حال حضوره إلى مقر النادي.
لكن الاتحاد المصري رفض الاستجابة لهذا الطلب، موضحًا أن القواعد واللوائح المنظمة تمنح الحق للنادي في إجراء التحقيق الداخلي مع اللاعب في المقر الإداري الرسمي، وأن التدخل في تحديد مكان التحقيق ليس من اختصاص الاتحاد ما لم يصدر حكم أو قرار قانوني بذلك.
هذا الموقف زاد من تعقيد الأزمة، خاصة مع إصرار اللاعب على عدم الحضور، في مقابل تمسك إدارة النادي بحقها القانوني في محاسبته.
أحد أبرز فصول الأزمة الحالية تمثل في تسريب نسخة من عقد اللاعب على منصات التواصل الاجتماعي، في سابقة أثارت غضب إدارة اللاعب، التي رأت أن هذا الفعل محاولة متعمدة للإساءة له أمام الجماهير.
وتقدم المحامي بشكوى منفصلة إلى رابطة اللاعبين المحترفين، اعتبر فيها أن تسريب العقد يمثل خرقًا لسرية البيانات، ويسيء إلى خصوصية العلاقة التعاقدية بين اللاعب والنادي، وهو ما يتطلب محاسبة المسؤول عن الواقعة.
وأكد أن تسريب البنود المالية في هذا التوقيت، رغم أنها قانونية، يمثل وسيلة للضغط على اللاعب وتشويه صورته أمام الجماهير، ويُعد تجاوزًا أخلاقيًا لا يجب أن يمر دون عقاب.
تعود جذور الأزمة إلى خلاف مالي بشأن مستحقات اللاعب، إذ يرى زيزو أنه لم يحصل على مستحقاته المتأخرة كاملة، في حين تؤكد إدارة الزمالك أن ما تم صرفه يطابق ما هو منصوص عليه في العقد.
كما زادت الخلافات بعد تصريحات اللاعب الأخيرة التي ألمح فيها إلى عدم شعوره بالتقدير داخل النادي، الأمر الذي رد عليه مسؤولو الزمالك بتأكيد أن اللاعب نال أعلى راتب في الفريق، وأن أي حديث عن الإهانة أو التجاهل هو من قبيل التصعيد الإعلامي غير المبرر.
وتعرض زيزو لهجوم كبير من بعض الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين دافع عنه آخرون مؤكدين أنه قدم الكثير للزمالك، ولا يستحق هذا النوع من التعامل.
حتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على قرب حل الأزمة، خاصة في ظل تمسك كل طرف بموقفه. إدارة الزمالك تؤكد أنها متمسكة باللاعب ولن تفرط فيه بسهولة، لكنها في الوقت نفسه ترى أن عليه احترام العقد والانضباط، بينما يرى اللاعب ومحاميه أن البيئة الحالية لم تعد مناسبة للاستمرار، وأن ما يحدث من مضايقات يتطلب تدخلًا من الجهات الرسمية.
وتشير بعض التقارير إلى أن وساطات تُجرى حاليًا بين الطرفين من جانب بعض الشخصيات المقربة من الإدارة واللاعب، بهدف تهدئة الأجواء والوصول إلى حل ودي قبل اللجوء إلى الفيفا أو القضاء الرياضي.
جماهير القلعة البيضاء منقسمة بين من يرفض تصرفات اللاعب ويرى أنها لا تليق بتاريخ النادي، وبين من يعتبر أن الإدارة تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية بسبب سوء إدارة ملف التجديد والمستحقات.
وتداولت مواقع التواصل مقاطع من أهداف ومساهمات زيزو مع الفريق، للتأكيد على أنه أحد أهم اللاعبين في السنوات الأخيرة، ما يجعل فكرة التفريط فيه قرارًا مكلفًا فنيًا وجماهيريًا.
رغم التصعيد القانوني، لا يزال مصير أحمد سيد زيزو غير محسوم. فهل تبادر إدارة الزمالك بتهدئة الموقف وإعادة فتح خطوط التفاوض؟ أم يتمسك اللاعب بموقفه ويطلب الرحيل في أقرب نافذة انتقالات؟ وهل يتدخل اتحاد الكرة بشكل مباشر لحسم الأزمة، أم تبقى مجرد أزمة داخلية مؤجلة إلى أجل غير مسمى؟
كل هذه الأسئلة تبقى معلقة حتى اللحظة، وسط ترقب جماهيري واسع لمعرفة الفصل التالي في واحدة من أكثر الأزمات الكروية التي شهدها الموسم الكروي المصري مؤخرًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt