قد يبدو الأمر غير قابل للتصديق، لكن هناك بالفعل من يعانون من نوع نادر جدًا من الحساسية تجاه الماء. تُعرف هذه الحالة باسم "الأرتيكاريا المائية" أو حساسية الماء
وهي حالة طبية نادرة تُسبب رد فعل جلدي مؤلم عند ملامسة الجلد للماء، سواء أثناء الاستحمام، أو التعرق، أو حتى البكاء. في هذه المقالة نستعرض ما هي حساسية الماء؟، أعراضها، أسبابها المحتملة، طرق التشخيص والعلاج، وكيف يتعايش المصابون بها مع حياتهم اليومية رغم التحديات.
حساسية الماء، أو الأرتيكاريا المائية، هي حالة جلدية مناعية نادرة للغاية، تتسبب في ظهور طفح جلدي، وحكة، وألم بمجرد ملامسة الجلد لأي شكل من أشكال الماء، سواء كان باردًا أو دافئًا، عذبًا أو مالحًا.
تم تسجيل أقل من 100 حالة فقط حول العالم.
لا ترتبط بجنس معين، لكنها أكثر شيوعًا بين النساء في سن المراهقة أو بداية الشباب.
في هذه الحالة، يتفاعل الجلد بطريقة مبالغ فيها مع جزيئات الماء، ويُنتج مادة الهيستامين التي تُسبب:
احمرار الجلد.
حكة شديدة.
إحساس بالحرقان.
رغم الاسم، لا يعتقد الأطباء أن المصابين لديهم تحسس مباشر من جزيئات H2O، بل يُعتقد أن التفاعل يحدث بسبب:
المواد الموجودة داخل الجلد التي تذوب في الماء وتسبب تفاعلًا مناعيًا.
أو وجود اضطراب في الحاجز الجلدي الطبيعي الذي يُصبح أكثر حساسية عند التلامس مع الماء.
يظهر خلال 15 إلى 30 دقيقة من ملامسة الجلد للماء.
عبارة عن بقع حمراء صغيرة أو نتوءات تُشبه لدغات الحشرات.
غالبًا ما تكون مؤلمة أو لاذعة.
تزداد عند الاستحمام أو التعرق.
حتى الماء البارد قد يُسبب شعورًا بالحرق في الجلد.
مع مرور الوقت، قد يُصبح الجلد جافًا وحساسًا جدًا.
يُصاب المريض بالرغبة المستمرة في الحكة.
صداع أو تعب عام بعد الاستحمام.
في حالات نادرة جدًا: تورم في الوجه أو الحنجرة بعد التعرض للماء.
غالبًا ما تظهر الأعراض في مرحلة المراهقة.
لكن بعض الحالات ظهرت في الطفولة المبكرة أو بعد فترة طويلة من البلوغ.
نعم، في بعض الأحيان يُصاب أشخاص أصحاء فجأة بالحالة دون تاريخ مرضي، وقد يرتبط ذلك:
بتغيرات هرمونية.
أو التعرض لبعض الأدوية أو العدوى.
يقوم الطبيب بإجراء اختبار بسيط:
يوضع كمادة مبللة بالماء على الجلد لمدة 20 دقيقة.
يتم متابعة رد فعل الجلد بعد الإزالة.
يتم التأكد من عدم وجود:
أكزيما.
شرى مزمن لأسباب غير معروفة.
ردود فعل تحسسية لأنواع من الصابون أو المواد الكيميائية.
رغم أن تحاليل الدم والأجسام المضادة تكون طبيعية غالبًا، إلا أنها تُطلب لاستبعاد أي أمراض مناعية أو جلدية أخرى.
تُصنف هذه الحالة ضمن الاضطرابات المزمنة.
لكن يمكن السيطرة على الأعراض وتقليل تأثيرها.
تُقلل من حدة الطفح الجلدي والحكة.
تُستخدم قبل التعرض للماء مثل الاستحمام.
مثل الفازلين أو الكريمات السميكة التي تُشكل طبقة على الجلد.
تُستخدم لحماية الجلد قبل غسل اليدين أو الاستحمام.
في بعض الحالات، يُستخدم العلاج الضوئي لتقوية الجلد وتقليل الحساسية.
مثل الكورتيزون الموضعي أو أدوية التثبيط المناعي في الحالات الشديدة.
بعض المرضى يستحمون مرتين أسبوعيًا فقط لتقليل نوبات الطفح.
يستخدمون مناديل طبية أو حمام إسفنجي كبدائل مؤقتة.
بعضهم يشعر بتحسن عند استخدام ماء خالٍ من الكلور أو المعادن الثقيلة.
تجنب الأنشطة التي تُسبب التعرق المفرط.
ارتداء ملابس قطنية خفيفة لتهوية الجلد.
بعض المرضى يعانون من توتر اجتماعي أو اكتئاب بسبب طبيعة الحالة.
دعم الأسرة والتوعية المجتمعية مهم لتقبل الحالة وتخفيف آثارها النفسية.
فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا تم تشخيصها بحساسية الماء بعد معاناة استمرت لعامين من الطفح بعد الاستحمام، وتُعالج حاليًا بمضادات الهيستامين وتستحم يومًا بعد يوم باستخدام ماء بدرجة حرارة منخفضة جدًا.
شاب في العشرينات، ظهرت عليه الأعراض بعد إصابة فيروسية، وتمكن من تخفيف الأعراض باستخدام العلاج الضوئي وتغيير نظامه الغذائي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt