شهدت محافظة الإسكندرية خلال الساعات الماضية حالة من الجدل والتفاعل بعد الإعلان عن إلقاء القبض على عادل شكل، أحد أشهر مشجعي نادي الاتحاد السكندري، وذلك على خلفية اتهامه في قضية سب وقذف محرر بها محضر رسمي بأحد أقسام الشرطة.
الواقعة التي أثارت اهتمام الشارع السكندري امتدت سريعًا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، نظرًا لشعبية عادل شكل الكبيرة، خاصة بين جماهير الكرة، وارتباطه الدائم بمظهره الحماسي خلال مباريات الاتحاد، إلى جانب ظهوره المتكرر في البرامج التلفزيونية واللقاءات العامة.
بحسب المعلومات الأولية، تم توقيف عادل شكل أثناء وجوده داخل قسم شرطة العطارين بالإسكندرية، حيث توجه إلى القسم في زيارة عائلية للاطمئنان على نجله المحتجز هناك على ذمة قضية أخرى.
وأثناء الزيارة الروتينية، تبيّن من خلال بيانات الكشف الأمني أن عادل شكل مطلوب على ذمة قضية سب وقذف محرر بها محضر رسمي في قسم شرطة سيدي جابر، وهو ما ترتب عليه صدور أمر ضبط وإحضار من النيابة العامة بحقه، وتم تفعيل القرار على الفور.
السلطات الأمنية في قسم العطارين تعاملت مع الواقعة وفق الإجراءات القانونية المعتادة، حيث تم التحفظ عليه داخل القسم تمهيدًا لاتخاذ الخطوات اللازمة نحو عرضه على جهة التحقيق المختصة، واستكمال الملف القانوني الخاص بالقضية.
حتى الآن، لم تُعلن الأجهزة الرسمية بشكل تفصيلي عن طبيعة القضية التي تم توقيف عادل شكل بسببها، ولكن مصادر مطلعة أكدت أن الاتهام الرئيسي يتعلق بـ "السب والقذف العلني" في واقعة تعود لعدة أسابيع، وقد تم تحرير محضر رسمي من طرف أحد المواطنين الذي طالب باتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه.
ورجّحت بعض المصادر أن الخلاف قد يكون مرتبطًا بمشادات وقعت على مواقع التواصل الاجتماعي، أو خلال بث مباشر، حيث يُعرف عن عادل شكل نشاطه الدائم على الإنترنت، ومشاركته في لايفات تفاعلية قد تتضمن مشادات كلامية.
ورغم غياب التفاصيل الدقيقة عن مضمون الاتهام، إلا أن إجراءات الضبط تعني أن النيابة العامة اعتبرت الواقعة جديرة بالتحقيق، وأصدرت أمرها الرسمي بضبطه وإحضاره.
عادل شكل هو أحد أبرز المشجعين المعروفين في الوسط الرياضي، وبشكل خاص بين جماهير نادي الاتحاد السكندري. اشتهر على مدار سنوات طويلة بمظهره اللافت وصوته العالي خلال مباريات الفريق، ويُعتبر بمثابة "أيقونة جماهيرية" للاتحاد.
عُرف عنه أيضًا ظهوره في العديد من المهرجانات والمناسبات الشعبية، إضافة إلى مشاركته في برامج حوارية تتناول الشأن الرياضي، وغالبًا ما يتم استدعاؤه باعتباره ممثلًا للجماهير السكندرية.
لكن شخصيته المثيرة للجدل، وتصريحاته العفوية، كانت كثيرًا ما تضعه في مرمى الانتقادات، خاصة مع بعض مواقفه غير المألوفة أو كلماته الخارجة التي تعتبرها بعض الفئات تجاوزًا للحدود المقبولة.
فور تداول نبأ القبض على عادل شكل، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات، حيث انقسم الجمهور بين مؤيدين ومعارضين، كلٌّ منهم يعبر عن موقفه تجاه الواقعة.
البعض اعتبر أن ما حدث يُعد تنفيذًا عادلًا للقانون، مؤكدين أنه لا يوجد أحد فوق المساءلة القانونية، سواء كان شخصية مشهورة أو فردًا عاديًا، وأن من يرتكب جريمة السب والقذف يجب أن يُحاسب أمام القضاء، خاصة إذا كان له تأثير على الرأي العام.
في المقابل، أعرب آخرون عن تعاطفهم مع عادل شكل، مشيرين إلى أن الواقعة قد تكون نتيجة سوء تفاهم أو تصفية حسابات قديمة، مطالبين بعدم التسرع في إصدار الأحكام، وترك الأمر للعدالة لتأخذ مجراها الطبيعي.
حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يصدر أي بيان رسمي من عائلة عادل شكل أو من نادي الاتحاد السكندري، الذي اعتاد التفاعل مع مثل هذه الأحداث إذا تعلقت بأحد رموز جماهيره. ويترقب الجميع ما إذا كانت الأسرة ستتخذ موقفًا إعلاميًا أو قانونيًا خلال الساعات المقبلة.
ويُذكر أن نادي الاتحاد السكندري سبق وأن كرم عادل شكل في مناسبات عديدة، تقديرًا لدوره في تشجيع الفريق، كما ظهر في أكثر من مناسبة إلى جانب مسؤولين في النادي.
الإجراء المعتاد في مثل هذه القضايا، يتمثل في عرض المتهم على النيابة العامة للتحقيق معه وسماع أقواله في الواقعة، مع منحه الحق في إنكار التهم المنسوبة إليه، أو تقديم ما يثبت براءته.
وبحسب التسلسل الطبيعي للإجراءات، سيتم ترحيل عادل شكل من قسم شرطة العطارين إلى قسم سيدي جابر، حيث تم تحرير المحضر الأصلي، وهناك سيتم عرضه على النيابة خلال أقرب جلسة عمل.
ووفقًا للقانون المصري، فإن جريمة السب والقذف تعد من الجرائم الجنائية التي يُمكن أن تنتهي بالتصالح في بعض الحالات، أو بإصدار حكم بالغرامة أو الحبس وفقًا لظروف القضية.
عادل شكل ليس غريبًا عن دوائر الجدل، فقد سبق وأن أثار الرأي العام في أكثر من واقعة، من بينها مقاطع فيديو أثارت انتقادات واسعة بسبب محتواها، بالإضافة إلى تصريحات نارية اعتاد أن يُدلي بها، سواء في مدرجات الملاعب أو عبر المنصات الإلكترونية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن له قاعدة جماهيرية كبيرة، خاصة بين مشجعي الاتحاد السكندري الذين يعتبرونه رمزًا للولاء والانتماء، ويشاركونه الاحتفالات والانتصارات دائمًا.
من المبكر التنبؤ بتأثير هذه القضية على الصورة العامة لعادل شكل، لكن من المؤكد أن استمرار تداولها إعلاميًا سيؤثر على حضوره الجماهيري، لا سيما إذا أسفرت التحقيقات عن إدانة أو محاكمة علنية.
في الوقت نفسه، فإن التعاطف الشعبي، خاصة في الأوساط الكروية، قد يُعيد له بعض الزخم إذا ما تبين لاحقًا أن الأمر لا يتجاوز حدود الخلاف اللفظي، أو إذا ثبت أن الاتهامات الموجهة له غير دقيقة أو قابلة للتصالح.
الاهتمام الإعلامي الكبير بالقضية قد يدفع جهات رياضية أو إعلامية إلى إعادة تقييم التعامل مع الشخصيات المثيرة للجدل، خصوصًا تلك التي تستخدم منابرها في التعبير العلني بألفاظ قد تثير الأزمات القانونية أو المجتمعية.
وقد تطالب بعض الأصوات بإعادة ضبط ظهور الشخصيات الجماهيرية على السوشيال ميديا، وربط ذلك بسلوك منضبط ينسجم مع قوانين النشر والتشهير المعمول بها في البلاد.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt