تعد قروح الفم من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، والتي يعاني منها العديد من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم. بالرغم من أن القروح الفموية قد تبدو مشكلة بسيطة ومؤقتة.
إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى ارتباطها ببعض الحالات الصحية الخطيرة. أظهرت بعض الأبحاث أن المصابون بقروح الفم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ ارتفاع ضغط الدم بمعدل يصل إلى ضعفين مقارنة
بمن لا يعانون من هذه القروح. في هذه المقالة، سنتناول العلاقة بين قروح الفم وارتفاع ضغط الدم، ونوضح الأسباب و الأعراض و طرق العلاج والوقاية من هذه الحالات.
قروح الفم هي آفات مؤلمة تظهر عادة في داخل الفم على اللسان أو اللثة أو داخل الخدين. يمكن أن تكون هذه القروح صغيرة ولكنها تتسبب في الكثير من الإزعاج بسبب الألم الذي تسببه أثناء التحدث أو الأكل. عادةً ما تكون قروح الفم غير معدية وتشفى من تلقاء نفسها بعد فترة تتراوح بين 7 إلى 14 يومًا.
هناك نوعان رئيسيان من قروح الفم:
القروح غير المؤلمة: وتكون أصغر حجمًا وتختفي عادةً بسرعة.
القروح المؤلمة: وتكون أكبر وأكثر حدة، وقد تستمر لفترة أطول وتسبب ألمًا شديدًا.
الإصابات الطفيفة: مثل العض في الخد أو اللسان.
الإجهاد النفسي: يعتبر التوتر والقلق من العوامل المساهمة في ظهور القروح.
نقص الفيتامينات: مثل فيتامين B12 و الزنك.
التغيرات الهرمونية: مثل تلك التي تحدث خلال فترة الحمل أو الدورة الشهرية.
أظهرت دراسات حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من قروح الفم المتكررة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ ارتفاع ضغط الدم. وفقًا لإحدى الدراسات الطبية، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من هذه القروح لديهم خطر مضاعف في الإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون منها.
يعزو العلماء هذه العلاقة إلى عدة عوامل:
التوتر والإجهاد: يُعتقد أن التوتر الناتج عن القلق المستمر بسبب قروح الفم قد يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمونات مثل الكورتيزول، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى ارتفاع ضغط الدم.
الالتهابات: يعتبر الالتهاب المزمن في الجسم أحد العوامل المساهمة في ارتفاع ضغط الدم. عندما يعاني الشخص من قروح في الفم، قد يشهد الجسم مستوى من الالتهابات يمكن أن يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، مما يزيد من ضغط الدم.
ضعف جهاز المناعة: الأشخاص الذين يعانون من قروح الفم المتكررة قد يكون لديهم جهاز مناعي ضعيف، مما يعزز من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
القروح الفموية تعتبر علامة على وجود التهاب في الجسم، وقد تسهم في زيادة مستويات الالتهابات الأخرى. هذا الالتهاب المستمر يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، مما يزيد من مقاومة تدفق الدم وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.
التوتر هو أحد الأسباب الشائعة لظهور قروح الفم. الإجهاد النفسي الذي يشعر به الشخص بسبب القروح المؤلمة يمكن أن يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين و الكورتيزول، وهذه الهرمونات يمكن أن تؤدي إلى زيادة ضغط الدم.
العديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص الفيتامينات مثل فيتامين B12 و الزنك قد يكونون عرضة لكل من قروح الفم و ارتفاع ضغط الدم. من المعروف أن نقص الفيتامينات يؤثر على صحة الأوعية الدموية ويعزز من تطور ارتفاع ضغط الدم.
صداع شديد.
دوخة أو دوار.
ضيق التنفس.
ألم في الصدر أو شعور بعدم الراحة.
خفقان القلب.
رؤية ضبابية.
من المهم إجراء فحوصات ضغط الدم بشكل دوري خاصة إذا كنت تعاني من قروح الفم المتكررة أو التوتر النفسي. التشخيص المبكر يساعد في تجنب المضاعفات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم مثل السكتة الدماغية و أمراض القلب.
يمكنك تقليل فرصة الإصابة بـ قروح الفم و ارتفاع ضغط الدم عن طريق تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، التمارين الرياضية، و تقنيات التنفس العميق.
تناول غذاء متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن اللازمة مثل فيتامين B12 و الزنك يعزز من صحة الفم ويقلل من التهابات الجسم. كما يساعد تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز و السبانخ في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي.
إذا كنت تعاني من قروح فموية متكررة أو ارتفاع ضغط الدم، يجب استشارة الطبيب. قد يوصي الطبيب بـ العلاج الطبي الذي يشمل مراهم مضادة للبكتيريا أو مضادات حيوية لعلاج القروح، بالإضافة إلى أدوية خافضة للضغط في حالة وجود ارتفاع في ضغط الدم.
شرب الماء بانتظام يساعد في الوقاية من القروح التي قد تحدث بسبب جفاف الفم. كما أن الحفاظ على الرطوبة يمكن أن يساعد في تقليل التوتر الناتج عن الشعور بالجفاف.
قروح الفم قد تكون أكثر من مجرد مشكلة مؤقتة. دراسة العلاقة بين قروح الفم و ارتفاع ضغط الدم تشير إلى أن المصابين بتلك القروح قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم. من المهم أن نكون على دراية بالأعراض والعوامل المسببة ونلتزم بنمط حياة صحي يتضمن التغذية الجيدة و التحكم في التوتر و العلاج المبكر إذا لزم الأمر. إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، يُفضل استشارة الطبيب للحفاظ على صحتك العامة وتجنب المضاعفات الصحية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt