أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للأندية 2025 القائمة الرسمية للحكام المشاركين في إدارة مباريات البطولة المنتظرة، والتي ستُقام لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية بنظامها الجديد الموسع بمشاركة 32 ناديًا. وبينما خطفت بعض الأسماء العالمية الأنظار من حيث القوة والخبرة، كان للحكام العرب حضور لافت، وإن كان متفاوتًا بين دولة وأخرى.
وشهدت القائمة حضورًا عربيًا بـ13 حكمًا من مختلف التخصصات، ما بين حكام ساحة، ومساعدين، وحكام فيديو، في مشاركة تُعد من أكبر المشاركات العربية في تاريخ المونديال. وكان لقطر والجزائر النصيب الأكبر، بينما جاء تمثيل مصر عبر الحكم محمود عاشور فقط، ما اعتبره البعض تمثيلًا ضعيفًا مقارنة بتاريخ التحكيم المصري العريق.
في هذا التقرير، نستعرض القائمة الكاملة للحكام العرب، ونحلل دلالات توزيع التمثيل، ونرصد أبرز الأسماء والخبرات المشاركة، إلى جانب قراءة متعمقة في دلالات الحضور العربي في هذا الحدث العالمي الكبير.
ضمت القائمة العربية 13 حكمًا توزعوا على عدد من الدول على النحو التالي:
قطر: 4 حكام
الجزائر: 3 حكام
الإمارات: 3 حكام
مصر: حكم واحد
ليبيا: حكم واحد
موريتانيا: حكم واحد
المغرب: حكم واحد
ورغم أن التوزيع يبدو عادلًا من حيث عدد الدول، إلا أن الكم والنوع يميلان بوضوح لصالح قطر والجزائر، وهو ما طرح تساؤلات كثيرة في الشارع الكروي العربي.
تم اختيار خمسة حكام ساحة عرب لإدارة مباريات البطولة، من بينهم:
سلمان فلاحي – قطر
مصطفى غربال – الجزائر
عمر آل علي – الإمارات
معتز الشلماني – ليبيا
دحان بيدا – موريتانيا
ويُعد مصطفى غربال من أبرز الأسماء التحكيمية في إفريقيا، وسبق له إدارة نهائي دوري أبطال إفريقيا أكثر من مرة، بينما يُمثل سلمان فلاحي جيل التحكيم القطري الصاعد بثقة منذ كأس العالم 2022.
في فئة الحكام المساعدين، تم اختيار أربعة أسماء بارزة:
رمزان النعيمي – قطر
ماجد الشمري – قطر
مقران غوراري – الجزائر
عباس زرهوني – الجزائر
ويتوقع أن يكون لهؤلاء الحكام دور مهم في مباريات المجموعة الأولى والثانية، نظرًا لحسن تمركزهم وتقديرهم للحالات الصعبة في منطقة التسلل.
في تقنية الفيديو (VAR)، جاء التمثيل العربي عبر أربعة حكام:
محمود عاشور – مصر
خميس المري – قطر
حمزة الفارق – المغرب
محمد عبيد خادم – الإمارات
ورغم أهمية وجود ممثل مصري في هذه القائمة، إلا أن اقتصار التمثيل المصري على عاشور فقط أثار انتقادات واسعة، خاصة أن مصر تملك أسماء تحكيمية لامعة لها سجل دولي بارز.
تصدرت قطر قائمة الحكام العرب بأربعة مشاركين، ما يعكس:
استثمارًا ضخمًا في تطوير منظومة التحكيم منذ عام 2018.
استفادة مباشرة من استضافة كأس العالم 2022، حيث حصل حكام قطر على تدريبات دولية مكثفة.
ثقة واضحة من الاتحاد الدولي في حسن إدارة المباريات من الجانب القطري.
ويرى محللون أن الحكام القطريين باتوا ضمن النخبة آسيويًا، بعد نجاحهم في إدارة مباريات حساسة في كأس آسيا ودوري أبطال آسيا.
الحضور الجزائري القوي بثلاثة حكام (حكم ساحة + مساعدين) يعكس مدى التقدير الذي يحظى به التحكيم الجزائري دوليًا.
ويأتي مصطفى غربال في مقدمة هذا التمثيل، حيث أثبت كفاءة كبيرة في البطولات الإفريقية، كما شارك في كأس العالم السابقة بتميز لافت. ويمتاز المساعدون الجزائريون بالدقة العالية والتركيز، وهو ما أهّلهم لهذا التواجد.
وجود 3 حكام إماراتيين (حكم ساحة + فيديو + مساعد) يدل على تطور واضح في مستوى التحكيم الإماراتي، الذي تلقى دعمًا مؤسسيًا كبيرًا من الاتحاد المحلي لكرة القدم.
عمر آل علي، الذي سيمثل الإمارات في ساحة الملعب، معروف بصرامته وانضباطه، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا لمباريات ذات طابع حماسي. أما محمد عبيد في غرفة الفيديو، فقد نال إشادة كبيرة خلال إدارة مباريات كأس الخليج.
رغم تاريخ مصر الكبير في التحكيم القاري والعالمي، جاء تمثيلها هذه المرة محدودًا في اسم واحد فقط، هو الحكم محمود عاشور كحكم فيديو. ويُعد عاشور من الأسماء الجدلية التي أثارت كثيرًا من الجدل في الدوري المصري خلال السنوات الأخيرة.
ورغم الجدل، إلا أن اختياره يُعد إنقاذًا معنويًا للتحكيم المصري الذي كان مهددًا بالغياب الكامل عن البطولة.
يمثل مشاركة المغرب من خلال حكم الفيديو حمزة الفارق، وليبيا عبر معتز الشلماني، وموريتانيا من خلال دحان بيدا، نوعًا من التوازن الجغرافي من قبل اللجنة المنظمة، لكنه يُعطي رسالة قوية مفادها أن التحكيم العربي يتطور في أكثر من دولة، ولا يقتصر على الأسماء التقليدية فقط.
الوجود العربي القوي في مونديال الأندية يؤكد:
الاعتراف الدولي بكفاءة الحكام العرب.
نتائج برامج تطوير التحكيم في المنطقة.
أن التحكيم لم يعد حكرًا على أوروبا وأمريكا الجنوبية.
لكن في الوقت نفسه، فإن ضعف التمثيل المصري، وعدم وجود حكام من تونس أو السعودية مثلًا، يُطرح كتساؤل مشروع عن آلية الاختيار والمعايير الدقيقة وراء ذلك.
تباينت ردود الفعل في الأوساط الكروية العربية، حيث رأى البعض أن التمثيل جيد نسبيًا، بينما انتقد آخرون الغياب غير المبرر لبعض الدول الكبرى.
قال أحد المحللين: "وجود 13 حكمًا عربيًا شيء إيجابي، لكن تمثيل مصر الضعيف غير مفهوم"، فيما أشار مدرب سابق إلى أن "قطر والجزائر تحصدان ثمار سنوات من الاستثمار والتحكيم المصري يحتاج لإعادة هيكلة".
والمطلوب من الحكام العرب بشكل عام أن يكونوا على قدر الحدث، وأن يُثبتوا للعالم أن الكفاءة التحكيمية العربية ليست أقل من نظيرتها الأوروبية أو الأمريكية.
جاءت قائمة الحكام العرب في مونديال الأندية 2025 بتمثيل قوي من قطر والجزائر، بينما حضرت مصر بشكل باهت عبر عاشور فقط. ورغم مشاركة 13 حكمًا من عدة دول عربية، إلا أن توزيعهم أثار جدلًا حول التوازن، والكفاءة، والمعايير.
لكن تبقى المشاركة خطوة مهمة في طريق التحكيم العربي نحو العالمية، بشرط أن يُقدّم هؤلاء الحكام أداءً يُشرف الكرة العربية، ويُثبت أنهم ليسوا مجرد أرقام، بل أصحاب تأثير في أهم البطولات العالمية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
