في مشهد مؤلم يتكرر كل أيام معدودة، شهدت قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا حالة من الحزن الشديد بعد تكرار حوادث وفاة لأطفال من أسرة واحدة، ما أثار قلق الأهالي وتساؤلاتهم حول السبب الحقيقي وراء هذه الكارثة الإنسانية التي أودت بحياة 6 أطفال في أقل من أسبوعين.
وقد أكد الأهالي أن القبر ذاته فُتح 6 مرات خلال 14 يومًا لدفن الأطفال تباعًا، في مشهد تقشعر له الأبدان، خاصة أن الضحايا جميعهم من أسرة واحدة، ما أثار حالة من الفزع والخوف من وجود سبب مجهول أو خطر يهدد أطفال القرية.
وفقًا لشهادات الأهالي، بدأت القصة بوفاة أحد أطفال الأسرة نتيجة ارتفاع شديد في درجة الحرارة وإعياء مفاجئ، تلاه وفاة طفل آخر بعد يومين فقط، ثم توالى سقوط الأطفال بنفس الأعراض.
فور تكرار حالات الوفاة، تحركت الجهات المعنية في محافظة المنيا، وعلى رأسها مديرية الصحة، حيث تم تشكيل لجنة من الطب الوقائي لفحص الحالة الوبائية بالقرية، وأُخذت عينات من المياه والأطعمة والهواء داخل منزل الأسرة.
كما تم التحفظ على الجثامين الأخيرة وإخضاعها للتشريح الكامل بمعرفة الطب الشرعي، وتم إرسال عينات إلى معامل وزارة الصحة بالقاهرة، في انتظار تقارير دقيقة تحدد الأسباب الطبية المؤكدة.
وطالب الأهالي بتدخل فوري من الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة، لكشف ملابسات ما يحدث، وتوفير التوعية الطبية العاجلة، خوفًا من أن تتكرر الكارثة مع أطفال آخرين في القرية.
رغم عدم إعلان نتيجة التحاليل النهائية حتى الآن، فإن بعض السيناريوهات التي يطرحها المتخصصون تشمل:
تسمم غذائي جماعي نتيجة تناول طعام أو شراب ملوث.
مياه غير صالحة للاستهلاك نتيجة تلوث شبكات المياه داخل المنزل أو في المنطقة.
عدوى فيروسية أو بكتيرية تنتقل بين الأطفال داخل الأسرة فقط.
عامل وراثي أو بيئي مشترك، مثل التسمم بعنصر كيميائي أو مادة سامة.
كل هذه الاحتمالات مطروحة، ولكن لن يتم الحسم إلا بعد ظهور نتائج التحاليل الرسمية.
السلطات المحلية طالبت الأهالي بعدم الانسياق وراء الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل، وأكدت أن التحقيقات جارية، وأن أي نتائج ستُعلن بشفافية كاملة فور صدورها.
كما تم توزيع نشرات توعية على أهالي القرية حول الإجراءات الصحية الواجب اتباعها، ومنها:
غلي المياه قبل الشرب.
التأكد من نظافة الطعام وتخزينه بشكل آمن.
غسل اليدين باستمرار.
مراقبة أي أعراض غير معتادة لدى الأطفال.
دور الإعلام حيوي في نقل الصورة الحقيقية دون تهويل، كما أن الأسرة عليها دور أساسي في مراقبة الأطفال، وتجنب أي مصدر محتمل للعدوى أو التلوث داخل المنزل.
وتشير بعض الجهات إلى أهمية إجراء فحص بيئي شامل للمنزل ومحيطه، إلى جانب فحص الخزانات ومصدر المياه، ومتابعة حالة الأطفال الناجين أو من لم تظهر عليهم الأعراض بعد.
لا تزال أسرة الأطفال الستة في قرية دلجا تعيش واحدة من أصعب اللحظات التي قد تمر على أي عائلة، ففقدان طفل واحد أمر جلل، فما بالك بسقوط 6 أرواح بريئة في أيام معدودة دون معرفة السبب.
القضية لم تُغلق بعد، والتحقيقات ما زالت مستمرة، والتحاليل التي تجريها الجهات الطبية قد تكشف الحقيقة خلال الأيام المقبلة، وهي وحدها الكفيلة بطمأنة قرية بأكملها.
ما حدث في دلجا جرس إنذار مهم يدعو إلى تعزيز الرقابة الصحية في القرى، وتكثيف التوعية، وتسريع التدخل عند ظهور حالات غير مألوفة بين الأطفال. فالحفاظ على حياة الأبرياء يجب أن يكون أولوية قصوى لكل الجهات.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt