يبدأ الكثيرون رحلة الدايت بأمل كبير لتحقيق نتائج سريعة، لكنهم يصطدمون بواقع مختلف، حيث تتفاوت فترات فقدان الوزن من شخص لآخر. فالبعض يفقد الوزن خلال أسابيع، بينما يحتاج آخرون لأشهر طويلة. فما السبب في هذا التفاوت؟ وما العوامل التي تؤثر فعليًا في سرعة فقدان الوزن؟ وهل هناك نظام غذائي مثالي للجميع؟
الإجابة لا. رغم أن السعرات الحرارية تلعب دورًا أساسيًا، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تحدد سرعة استجابة الجسم للدايت، مثل الهرمونات، ونوع الجسم، والنشاط البدني، ونمط النوم، وحتى الحالة النفسية.
كل شخص لديه معدل حرق مختلف في حالة الراحة، ويُعرف باسم معدل الأيض الأساسي. هذا المعدل يعتمد على:
العمر: كلما تقدم العمر، انخفض معدل الحرق.
الجنس: الرجال عادةً لديهم معدل حرق أعلى من النساء.
نسبة العضلات إلى الدهون: كلما زادت الكتلة العضلية، زاد معدل الحرق.
بالتالي، شخص يملك عضلات أكثر سيخسر وزنًا أسرع حتى دون مجهود كبير.
ليست كل الأنظمة الغذائية متساوية في الفعالية. ومن أشهر الأنظمة:
الكيتو دايت: يعتمد على تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون.
الصيام المتقطع: تنظيم مواعيد الأكل وليس كمية الطعام.
دايت السعرات: تقليل إجمالي السعرات اليومية دون منع عناصر معينة.
الدايت النباتي: تقليل أو منع مصادر البروتين الحيواني.
كل نظام له تأثير مختلف، وقد يكون فعالًا لشخص وغير مناسب لآخر.
الرياضة تحفّز الجسم على استخدام الطاقة، لكن نوع التمرين يحدد طبيعة الحرق:
الكارديو (مثل المشي، الجري): يزيد الحرق أثناء التمرين فقط.
المقاومة (رفع الأوزان): يزيد الكتلة العضلية، مما يرفع معدل الحرق على مدار اليوم.
من الأفضل الدمج بين النوعين للحصول على نتائج متوازنة وسريعة.
النوم العميق والمريح لا يقل أهمية عن الدايت والرياضة. حيث:
يؤدي قلة النوم إلى اختلال الهرمونات (خصوصًا اللبتين والجريلين) المسؤولة عن الجوع والشبع.
الأرق يزيد من فرص تناول الطعام في أوقات متأخرة.
النوم الجيد يعزز من كفاءة عملية التمثيل الغذائي.
إذا كنت تلتزم بنظام غذائي وتمارين ولكن لا تنام جيدًا، قد يتأخر فقدان الوزن.
الضغوط النفسية تزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يؤدي إلى:
بطء عملية الحرق
زيادة في دهون البطن
الميل للأكل العاطفي أو التهام الحلويات
لهذا السبب، يُنصح بالاهتمام بالصحة النفسية خلال الدايت مثل الاهتمام بالتأمل، وتقليل مصادر القلق.
بعض الاضطرابات الهرمونية، خصوصًا في الغدة الدرقية أو الأنسولين، قد تؤدي إلى صعوبة في إنقاص الوزن. من العلامات التي تشير إلى ذلك:
بطء الحرق رغم الالتزام الكامل
تعب مستمر
احتباس السوائل
تغيرات في المزاج أو الدورة الشهرية لدى النساء
في هذه الحالة، يُفضل استشارة طبيب وتحليل مستوى الهرمونات قبل الاستمرار في الدايت.
بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، الكورتيزون، أو أدوية الضغط قد تؤثر سلبًا على الحرق أو تسبب زيادة في الشهية. إذا لاحظت بطئًا مفاجئًا في فقدان الوزن بعد استخدام دواء معين، استشر الطبيب فورًا.
الجفاف يبطئ عملية الأيض، ويزيد من الشهية الكاذبة. شرب الماء بكميات كافية يساعد على:
دعم وظائف الكلى والكبد
تقليل احتباس السوائل
تحسين عملية الهضم
ينصح بشرب 2.5 إلى 3 لترات يوميًا على الأقل.
لا يوجد نظام واحد يناسب الجميع. لكن الأفضل هو:
أن يكون النظام متوازنًا وغير قاسٍ
يحتوي على كميات كافية من البروتين، الخضروات، الدهون الصحية، والكربوهيدرات المعقدة
يسمح بالمرونة (وجود وجبة مفتوحة أسبوعيًا)
يُراعي أسلوب حياة الفرد وقدرته على الاستمرار
الاستمرارية أهم من السرعة. أي نظام تفشل في مواصلته لن يعطي نتائج دائمة.
ابدأ بتحليل جسمك لمعرفة احتياجاتك الحقيقية.
سجل تقدمك بصور أو مقاسات وليس فقط الوزن.
لا تقارن نفسك بالآخرين، فلكل جسم طبيعته.
تجنب الميزان اليومي لأنه قد يسبب إحباطًا.
ركز على العادات وليس فقط النتائج.
في العادة، تظهر النتائج الأولية خلال أول أسبوعين، خاصةً عند تقليل الصوديوم والكربوهيدرات، بسبب فقدان الماء. لكن فقدان الدهون الفعلي يبدأ من الأسبوع الثالث حتى السادس، ويستمر تدريجيًا حسب التزامك.
رحلة فقدان الوزن تختلف من شخص لآخر، لكن الأساس الثابت هو الفهم الجيد لجسمك، والتحكم في العوامل المؤثرة، والبحث عن نظام يناسبك على المدى الطويل. احرص على تحسين عاداتك اليومية، وابتعد عن الأنظمة القاسية أو الحلول السريعة، فهي تؤدي غالبًا إلى نتائج مؤقتة. جسمك يحتاج إلى الصبر، والدعم، والتوازن.. لا الحصار.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
