في مفاجأة طبية جديدة، كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة وثيقة بين درجة حرارة اليدين وحالة الجهاز الهضمي، وتحديدًا صحة المعدة.
وأوضحت الدراسة أن بعض التغيرات الملحوظة في حرارة أطراف اليد قد تكون مؤشرًا مبكرًا لمشاكل هضمية يعاني منها الشخص دون أن يلاحظ.
وبينما كنا نعتقد أن الحرارة المنخفضة أو المرتفعة في اليدين ترجع فقط لعوامل خارجية مثل الطقس فإن نتائج الدراسة تشير إلى أن هذه التغيرات قد تكون مرتبطة بخلل في عمل المعدة.
أو اضطراب في وظائف الجهاز الهضمي. في هذه المقالة، نستعرض تفاصيل الدراسة، ونوضح العلامات المرتبطة بحرارة اليدين، وكيفية تفسيرها وربطها بصحة المعدة.
يعتمد الجسم في تواصله الداخلي على الجهاز العصبي المركزي والذاتي، وهو ما يربط بين أعضاء الجسم المختلفة. المعدة واليدين يشتركان في التفاعل من خلال الأعصاب الحسية واللا إرادية، ما يعني أن أي اضطراب في المعدة قد ينعكس بشكل غير مباشر على الأطراف.
تُعتبر اليدين من أكثر مناطق الجسم حساسية لتغيرات الدورة الدموية، وأي خلل في الجهاز الهضمي، مثل عسر الهضم أو التهاب المعدة، يمكن أن يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية، خاصة في الأطراف، مما يؤثر على حرارة اليدين.
أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من برد دائم في اليدين، حتى في الأجواء المعتدلة، قد يكونون أكثر عرضة لمشاكل مثل:
بطء الهضم.
انخفاض إفراز العصارات المعدية.
ضعف امتصاص العناصر الغذائية.
في المقابل، لاحظ الباحثون أن بعض من يعانون من حرارة مرتفعة في اليدين دون وجود نشاط بدني أو حرارة خارجية، قد يكون ذلك دلالة على:
التهاب في المعدة.
زيادة حموضة المعدة.
تهيج في الغشاء المخاطي للمعدة.
اللافت في الدراسة أن الفرق بين حرارة اليد اليمنى واليسرى في بعض الحالات، يُمكن أن يكون مؤشرًا على عدم توازن في وظائف الجهاز الهضمي أو الإصابة باضطرابات معوية خفيفة.
يتحكم الجهاز العصبي الذاتي في وظائف المعدة وتنظيم تدفق الدم إلى الأطراف. عند حدوث توتر في المعدة، مثل التهابات أو قرحة، يُرسل المخ إشارات تؤثر على توسيع أو تضييق الشعيرات الدموية في اليدين، ما يُغير درجة حرارتها.
يعتقد البعض في الطب الصيني القديم وممارسي الطب البديل أن المعدة تُعد مركزًا أساسيًا للطاقة، وأي اختلال فيها قد يُسبب خللًا في توزيع الطاقة الحرارية بالجسم، ويظهر ذلك جليًا في الأطراف.
إذا لاحظت أن أطراف أصابعك باردة على الدوام، فهذا قد يشير إلى:
ضعف تدفق الدم بسبب عسر الهضم.
نقص العناصر الغذائية المرتبطة بامتصاص الطعام، مثل الحديد والماغنيسيوم.
ارتفاع حرارة باطن الكف دون سبب خارجي قد يكون مؤشرًا على:
زيادة نشاط المعدة بشكل مفرط.
زيادة الأحماض أو وجود التهاب داخلي.
التعرق الزائد في اليدين قد يكون مرتبطًا بـ:
حالة من القلق المرتبط بمشاكل الهضم.
رد فعل عصبي لا إرادي ناتج عن اضطرابات في الجهاز الهضمي.
استخدم ميزان حرارة رقمي بسيط لقياس حرارة اليدين في أوقات مختلفة من اليوم، ودوّن التغيرات مع ربطها بما تأكله أو تشعر به بعد الوجبات.
الأطعمة الحارة والدهنية قد تؤدي إلى التهاب المعدة، وبالتالي تؤثر على حرارة اليدين.
احرص على تناول الخضروات الورقية، الزبادي، الشوفان لتحسين الهضم وتثبيت حرارة الجسم.
شرب الماء بانتظام يُساعد على:
تنشيط الدورة الدموية.
تنظيم حرارة الجسم بما في ذلك اليدين.
الضغوط النفسية تؤثر على المعدة وبالتالي على اليدين. مارس:
تمارين تنفس عميق.
اليوجا أو المشي الخفيف بعد الأكل.
إذا لاحظت أن درجة حرارة يديك غير طبيعية باستمرار، سواء برودة أو سخونة، مصحوبة بـ:
ألم في المعدة أو شعور بالحرقان.
انتفاخ دائم بعد الأكل.
تغيرات في الشهية أو الوزن.
فمن الضروري استشارة طبيب مختص بالجهاز الهضمي لإجراء الفحوصات اللازمة، مثل:
تنظير المعدة.
تحليل الدم.
اختبار جرثومة المعدة.
اليد ليست بديلاً عن التشخيص الطبي، لكنها قد تكون:
أداة تحذير مبكر تساعد على ملاحظة التغيرات.
جزءًا من مؤشرات الجسم غير المباشرة التي تستحق المتابعة.
التعرف على إشارات الجسم ومتابعة التغيرات مثل درجة الحرارة، لون الجلد، أو التعرق يمكن أن يساعدك في الكشف المبكر عن مشكلات لا تكون واضحة في بدايتها.
توضح الدراسة الأخيرة أن درجة حرارة اليدين قد تكون مرآة لصحة المعدة، وأن التغيرات الحرارية في اليدين ليست دائمًا بسبب الطقس، بل قد ترتبط بمشاكل هضمية مثل عسر الهضم، الحموضة، أو التهابات المعدة. من خلال ملاحظة الجسم بعناية، واعتماد نمط حياة صحي، يمكنك التعرف على الإشارات المبكرة لأي خلل داخلي. وإذا كنت تشعر بأن حرارة يديك لا تتناسب مع حالتك العامة، فقد يكون الوقت قد حان لفحص معدتك عن قرب.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt