في خطوة مفاجئة أحدثت ضجة واسعة داخل الأوساط الكروية العالمية، قدم نادي الهلال السعودي عرضًا رسميًا لنادي نابولي الإيطالي لضم المهاجم النيجيري المتألق فيكتور أوسيمين مقابل 75 مليون يورو. يأتي هذا التحرك في إطار سعي الهلال لتعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الحالية، واستكمال مشروعه الطموح الذي يسعى من خلاله لبناء فريق ينافس على البطولات المحلية والقارية والدولية.
الاهتمام بالصفقة لم يكن سعوديًا فقط، بل شمل أيضًا اهتمام الإعلام الرياضي الأوروبي الذي سلط الضوء على العرض المغري المقدم من أحد أقوى الأندية في الشرق الأوسط للاعب يُعتبر من أغلى المهاجمين في العالم.
يُعد فيكتور أوسيمين واحدًا من أبرز المهاجمين في الدوري الإيطالي خلال المواسم الأخيرة، حيث تألق بقوة مع فريق نابولي وساهم بشكل كبير في فوزه بلقب الدوري موسم 2022-2023 بعد غياب طويل. يمتاز اللاعب بقوة بدنية هائلة، وقدرة تهديفية عالية، فضلًا عن تحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء وسرعته في الاختراق والتمركز.
سجل أوسيمين أرقامًا مميزة جعلته هدفًا لعدد من الأندية الأوروبية الكبرى، كما ارتفعت قيمته السوقية لتتجاوز الـ100 مليون يورو في ذروتها، ما يجعل عرض الهلال محل تحليل واسع وتساؤل حول إمكانية إتمامه.
بحسب ما تم تسريبه من مصادر مقربة من الناديين، فإن عرض الهلال يتضمن:
مبلغ مالي قدره 75 مليون يورو.
عقد يمتد لأربع سنوات قابلة للتمديد.
راتب سنوي مغرٍ يتجاوز 20 مليون يورو للاعب.
امتيازات إضافية تشمل السكن، الطيران الخاص، ورعاية تسويقية ضخمة للاعب.
الهلال يعرض صفقة متكاملة تهدف لإقناع اللاعب من جهة، وإغراء نابولي بالعرض المالي المغري من جهة أخرى، خاصة في ظل رغبة الفريق الإيطالي في إعادة هيكلة صفوفه بعد تراجع نتائجه الموسم الماضي.
منذ انطلاق مشروع استقطاب النجوم العالميين إلى الدوري السعودي، كان الهلال في صدارة الأندية الأكثر نشاطًا، حيث سبق له التعاقد مع لاعبين كبار مثل نيمار، مالكوم، كوليبالي، وسافيتش. الهدف من هذه الصفقات كان واضحًا: رفع مستوى المنافسة محليًا، وتحقيق حضور قوي في البطولات القارية، وترويج الدوري السعودي عالميًا.
ضم لاعب بمكانة أوسيمين سيكون بمثابة إضافة نوعية للهلال، خاصة مع حاجته لمهاجم قناص قادر على إنهاء الهجمات وتحقيق الفارق في المباريات الكبيرة.
حتى الآن، لم يصدر بيان رسمي من نادي نابولي بخصوص العرض، لكن التقارير تشير إلى وجود انقسام داخل الإدارة. فبينما يرى البعض أن العرض يمثل فرصة جيدة لبيع اللاعب بمقابل مرتفع وإعادة استثمار المبلغ في تدعيم الفريق، يرفض آخرون التفريط في نجم الفريق بسهولة، خصوصًا أن نابولي لا يمتلك بديلًا مباشرًا لأوسيمين بنفس الجودة.
ومن المعروف أن رئيس النادي أوريليو دي لورينتيس يتمسك دائمًا بمطالبه المالية العالية في صفقاته، ولا يتنازل عن قيمة اللاعبين بسهولة، وهو ما قد يعرقل مسار الصفقة ما لم يتم رفع العرض المالي أو تقديم امتيازات إضافية.
رغم أن اللاعب لم يُدلِ بأي تصريحات علنية حتى الآن، إلا أن بعض المصادر المقربة تشير إلى أن أوسيمين لا يمانع فكرة الانتقال إلى الهلال، خصوصًا في ظل العرض المالي الضخم. كما أن المشروع الرياضي في الهلال بات جاذبًا للعديد من النجوم، ويعكس جدية في بناء فريق عالمي قادر على التتويج بدوري أبطال آسيا والمنافسة على البطولة العالمية.
ومع ذلك، تبقى رغبة اللاعب في الاستمرار في أوروبا واللعب في دوري الأبطال عاملًا حاسمًا قد يؤثر على قراره النهائي.
انقسمت آراء جماهير الهلال ونابولي بخصوص الصفقة، حيث عبر جمهور الهلال عن حماسه الشديد لاحتمالية انضمام مهاجم بحجم أوسيمين، مؤكدين أن الصفقة ستكون الأقوى في تاريخ النادي.
أما جماهير نابولي، فكانت أكثر تحفظًا، حيث يرون أن بيع أوسيمين سيؤثر على الفريق سلبيًا، ما لم يتم التعاقد مع بديل مناسب. وهناك مخاوف من أن يكون الدافع المالي هو المحرك الأساسي لإدارة نابولي بدلًا من التركيز على الجانب الفني.
عرض الهلال يعكس تحولًا واضحًا في خريطة سوق الانتقالات، حيث أصبحت الأندية السعودية قادرة على منافسة الأندية الأوروبية الكبرى في استقطاب اللاعبين من الصف الأول. الفوارق المالية، والحوافز الضخمة، والبنية التحتية المتطورة في الأندية السعودية، كلها عوامل جعلت الدوري السعودي محطة جذابة للعديد من النجوم.
وإذا تمت صفقة أوسيمين، فستكون تأكيدًا جديدًا على قدرة الأندية السعودية على اجتذاب أبرز الأسماء، وتغيير موازين القوى في السوق الكروية العالمية.
من الناحية الفنية، فإن التعاقد مع فيكتور أوسيمين سيمنح الهلال دفعة هجومية هائلة، خصوصًا أنه يملك جميع مقومات المهاجم العصري: قوة، سرعة، دقة في الإنهاء، وقدرة على اللعب تحت الضغط.
كما أنه سيتكامل مع بقية النجوم في الفريق، مثل نيمار وسافيتش، وسيخلق حلولًا هجومية متنوعة أمام الفرق المنافسة، لا سيما في دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية.
هناك عدة عوامل قد تحدد مصير الصفقة:
موافقة اللاعب: رغبة أوسيمين في اللعب خارج أوروبا ستلعب دورًا حاسمًا.
قرار نابولي: مدى استعداد النادي الإيطالي للتخلي عن نجمه مقابل هذا العرض.
مدة المفاوضات: مدى سرعة الهلال في حسم الأمور قبل دخول أطراف أخرى على الخط.
البديل المحتمل: هل يملك نابولي بديلًا جاهزًا لأوسيمين في حال قرر بيعه؟
كل هذه الأمور ستُحسم خلال الأيام القادمة، وسط ترقب جماهيري وإعلامي كبير.
يبقى السؤال الأبرز الآن: هل ينجح الهلال في ضم فيكتور أوسيمين ويصنع واحدة من أكبر صفقات الموسم؟ أم أن اللاعب سيقرر مواصلة مسيرته في أوروبا، وينتظر عرضًا من نادٍ ينافس في دوري الأبطال؟
الإجابة ستتضح قريبًا، لكن المؤكد أن الهلال دخل سوق الانتقالات بقوة، وأصبح رقمًا صعبًا في المفاوضات، ولا يُستهان بقدرته على قلب الطاولة لصالحه في أي صفقة يضع عينه عليها.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt