تناول 3 أكواب من القهوة يوميًا يقلل خطر الوفاة بسبب أمراض الكبد إلى النصف

في السنوات الأخيرة، تصاعد الاهتمام العالمي بدور القهوة ليس فقط كمشروب تقليدي يومي ولكن كعامل مؤثر على الصحة العامة. بعيدًا عن النظرة القديمة التي كانت تعتبر القهوة مجرد مشروب منبه أو عادة مرتبطة بالجلسات الاجتماعية، جاءت دراسات حديثة لتكشف أن القهوة تحمل في مكوناتها الطبيعية فوائد صحية ملموسة، خاصة على صعيد حماية الكبد.
الكبد يُعد واحدًا من أهم أعضاء الجسم؛ هو المسؤول عن تنقية الدم من السموم، وإنتاج العصارة الصفراوية، وتنظيم مستويات السكر والدهون. ومع تزايد معدلات الإصابة بأمراض الكبد حول العالم بسبب العادات الغذائية السيئة، والسمنة، وتناول أدوية متعددة، بدأ الباحثون يبحثون عن وسائل طبيعية لحماية الكبد وتقليل مخاطر هذه الأمراض.
من بين هذه الوسائل، برزت القهوة كخيار بسيط ومتوفر للجميع. حيث أكدت دراسات طبية حديثة أن تناول نحو 3 أكواب من القهوة يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الوفاة الناتجة عن أمراض الكبد المزمنة بنسبة تصل إلى النصف، مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة على الإطلاق.

كيف تؤثر القهوة على صحة الكبد؟

الكبد يلعب دورًا رئيسيًا في تنقية الجسم من السموم، وتنظيم الدهون والسكريات، وهضم البروتينات. ومع التعرض المستمر لعوامل مثل التغذية غير الصحية، الدهون المتراكمة، والأدوية، يصبح الكبد عرضة للإصابة بأمراض مثل:

• التهاب الكبد المزمن

• الكبد الدهني غير الكحولي

• تليف الكبد

• أورام الكبد

لكن الدراسات أثبتت أن مكونات القهوة الطبيعية، مثل الكافيين ومضادات الأكسدة، تساهم في:

• تقليل التهابات الكبد

• خفض نسبة الدهون المتراكمة داخل خلايا الكبد

• تحفيز الإنزيمات المسؤولة عن حماية أنسجة الكبد من التلف

• إبطاء تطور التليف وتحسين وظائف الكبد بشكل عام

كمية القهوة المناسبة؟

أظهرت التحاليل الطبية أن تناول حوالي 3 أكواب من القهوة يوميًا هو الحد الأمثل للاستفادة الصحية دون التأثير السلبي على الجسم.

• أقل من كوبين يوميًا قد لا يمنح الفائدة الكاملة.

• أكثر من 4 أكواب يوميًا قد يؤدي إلى مشكلات في الجهاز العصبي أو النوم، خاصة لمن يعانون من حساسية الكافيين.

هل كل أنواع القهوة مفيدة للكبد؟

ليس كل مشروب قهوة يمنح نفس الفوائد. النصيحة الطبية توصي بـ:

• القهوة السوداء بدون سكر أو إضافات

• القهوة المفلترة أو القهوة التركية

• تجنب الإضافات الكثيفة مثل الكريمة والسكر الصناعي

القهوة الجاهزة أو المحلاة تفقد الكثير من فوائدها بسبب محتواها العالي من الدهون أو السكريات.

الأشخاص الأكثر استفادة من تناول القهوة

• من لديهم تاريخ عائلي بأمراض الكبد

• مرضى الكبد الدهني غير الكحولي

• من يعانون من زيادة طفيفة في إنزيمات الكبد

• الأشخاص الذين يعتمدون على أنظمة غذائية عالية الدهون

لكن في المقابل، هناك حالات يجب أن تستشير الطبيب قبل الاعتماد على القهوة بشكل يومي، مثل:

• مرضى ضغط الدم المرتفع

• من يعانون من مشكلات في المعدة مثل القرحة

• الحوامل أو المرضعات

متى يجب الانتباه وعدم الإفراط؟

رغم فوائد القهوة، إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى:

• زيادة معدل ضربات القلب

• القلق أو التوتر العصبي

• اضطرابات النوم

• مشكلات في المعدة

لذلك، يُفضل الالتزام بالكميات الموصى بها مع الحفاظ على شرب الماء بانتظام لتجنب الجفاف.

نصائح لتناول القهوة بشكل صحي

• شرب القهوة بعد الأكل وليس على معدة فارغة

• استخدام البن الطبيعي بدون إضافات

• الاعتدال في كمية السكر أو الاستغناء عنه

• اختيار القهوة المفلترة لتقليل المواد الدهنية الموجودة في البن

تناول 3 أكواب من القهوة يوميًا ليس مجرد عادة ممتعة، بل أصبح توصية طبية في العديد من الأبحاث الحديثة، خاصة لحماية الكبد من الأمراض المزمنة وتقليل خطر الوفاة المرتبط بها.

لكن مثل أي عادة غذائية، تبقى القاعدة الأهم هي الاعتدال، والمتابعة مع الطبيب خاصة لمن يعانون من مشكلات صحية أخرى.

صحة الكبد تبدأ من وعي بسيط وعادات يومية منتظمة، والقهوة واحدة من هذه العادات التي يمكن أن تكون مفيدة أكثر مما يعتقد البعض.