ظاهرة جوية تسيطر على البلاد بعد عاصفة الإسكندرية.. «الأرصاد» توضح تفاصيلها

بعد أيام من الطقس المتقلب والعاصفة القوية التي ضربت مدينة الإسكندرية وعدد من المحافظات الساحلية، بدأت ظاهرة جوية جديدة تفرض نفسها على مختلف أنحاء البلاد، وسط تحذيرات من الهيئة العامة للأرصاد الجوية، التي أكدت أن تلك الظاهرة ستستمر خلال الأيام المقبلة، وستؤثر على مناطق متعددة من الجمهورية.

في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل هذه الظاهرة الجوية، وتأثيراتها المحتملة، ونصائح الأرصاد للمواطنين، إلى جانب رصد حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة خلال الأسبوع الحالي.

عاصفة الإسكندرية.. بداية التحولات الجوية

شهدت الإسكندرية قبل يومين عاصفة هوائية شديدة محملة بالأتربة والرمال، تسببت في انخفاض مدى الرؤية، وتكدس مروري بعدة شوارع رئيسية، كما أدت لتطاير بعض اللافتات والأغراض من أسطح المباني بفعل قوة الرياح.

وأكدت غرفة عمليات محافظة الإسكندرية حينها أن سرعة الرياح تخطت 60 كم/س، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات عاجلة للمواطنين بضرورة البقاء في المنازل وعدم التواجد في الأماكن المفتوحة.

وبعد انقضاء هذه العاصفة، كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن البلاد ليست بصدد العودة إلى الاستقرار بعد، بل تستعد لاستقبال ظاهرة جوية أخرى أكثر تأثيرًا واتساعًا.

ظاهرة جوية جديدة.. الأرصاد تكشف التفاصيل

أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في بيان رسمي أن البلاد تتعرض حاليًا لما يُعرف بـ"المنخفض الخماسي المصحوب برياح شمالية غربية نشطة"، وهي ظاهرة مناخية تتكرر في فترات ما بين نهاية الربيع وبداية الصيف.

هذا المنخفض يؤدي إلى:

• ارتفاع مؤقت في درجات الحرارة، خاصة في جنوب البلاد.

• انخفاض ملحوظ في الرؤية الأفقية بسبب نشاط الرياح المحملة بالأتربة.

• اضطرابات في حركة الملاحة البحرية، خاصة على السواحل الشمالية والبحر الأحمر.

وأكدت الأرصاد أن هذه الظاهرة ستستمر حتى نهاية الأسبوع، على أن تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي بداية من يوم الجمعة المقبل.

المحافظات الأكثر تأثرًا بالظاهرة الجوية

أوضحت الهيئة العامة للأرصاد أن الظاهرة الجوية ستطال مناطق متعددة من الجمهورية، وتُعد المحافظات التالية من بين الأكثر تأثرًا:

• القاهرة الكبرى: نشاط ملحوظ في الرياح مع ارتفاع درجات الحرارة.

• الوجه البحري: أجواء مغبرة مع فرص لسقوط أمطار خفيفة في بعض المناطق.

• شمال الصعيد: حرارة مرتفعة ورياح مثيرة للرمال.

• جنوب سيناء: اضطرابات بحرية محتملة ورياح قوية.

• السواحل الشمالية: استمرار اضطراب البحر، مع ارتفاع في نسب الرطوبة.

تأثير الظاهرة على الحياة اليومية

مع سيطرة الظاهرة الجوية الجديدة، أوصت الأرصاد بضرورة توخي الحذر، خاصة لفئات معينة من المواطنين. ويمتد تأثير الظاهرة ليشمل:

• المصابين بأمراض الجهاز التنفسي: يُنصح بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، وارتداء الكمامات عند الخروج.

• السائقين: تقليل السرعة أثناء القيادة وتجنب استخدام الهاتف المحمول لتفادي الحوادث بسبب تدني الرؤية.

• العاملين في الأماكن المكشوفة: تجنب التواجد في أماكن بها رياح قوية أو أتربة.

• الصيادين والرحلات البحرية: تأجيل أي نشاط بحري لحين استقرار الأحوال الجوية.

درجات الحرارة المتوقعة خلال أيام الظاهرة

وفيما يلي توقعات درجات الحرارة في بعض المحافظات الرئيسية خلال فترة الظاهرة الجوية:

تشير البيانات إلى وجود ارتفاع نسبي في الحرارة بداية الأسبوع، يعقبه انخفاض تدريجي مع انتهاء الظاهرة الجوية.

الأرصاد توضح الفرق بين العاصفة والتراب العالق

أثناء التحذيرات، قد يختلط على البعض الفرق بين "العاصفة الترابية" و"الأتربة العالقة". وأوضحت الأرصاد أن:

• العاصفة الترابية: تُصاحبها رياح قوية تؤدي إلى تطاير الرمال وتدني الرؤية بشكل كبير.

• الأتربة العالقة: تنتشر في الجو دون وجود رياح نشطة، وتؤثر على التنفس وجودة الهواء لكنها لا تُسبب انخفاضًا حادًا في الرؤية.

وأشارت الهيئة إلى أن الظاهرة الحالية تتراوح بين الحالتين في بعض المناطق، لذا يجب الاستعداد لكل الاحتمالات.

الأرصاد تحذر من هذه السلوكيات

ناشدت الهيئة المواطنين تجنب بعض السلوكيات الخاطئة أثناء الظواهر الجوية مثل:

• قيادة السيارات بسرعة عالية.

• الخروج مع الأطفال وكبار السن في أوقات الذروة.

• تشغيل أجهزة التكييف على درجات منخفضة جدًا مما قد يسبب صدمة حرارية عند الخروج.

• تجاهل التعليمات الرسمية بشأن الطقس والملاحة.

توقعات مستقبلية: هل تستقر الأحوال الجوية قريبًا؟

بحسب التوقعات الصادرة عن مركز التحاليل الرئيسي بهيئة الأرصاد، فإن الأحوال الجوية ستبدأ في التحسن النسبي اعتبارًا من مساء الجمعة، حيث:

• تقل سرعة الرياح تدريجيًا.

• تنخفض درجات الحرارة بشكل واضح في شمال البلاد.

• تبدأ الأجواء المعتدلة في السيطرة مع أولى أيام الأسبوع المقبل.

مع ذلك، حذرت الهيئة من احتمال عودة موجات عدم الاستقرار خلال شهر يونيو، لا سيما في ظل التغيرات المناخية العالمية التي أصبحت تؤثر على أنماط الطقس في مصر بشكل غير تقليدي.

تعيش مصر حاليًا تحت تأثير ظاهرة جوية مميزة بعد عاصفة الإسكندرية الأخيرة، ويستوجب الأمر الحذر والالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية. ويُتوقع أن تستمر هذه الظاهرة لأيام قليلة، لكن التأهب هو المفتاح لتفادي أي أضرار صحية أو ميدانية.

الهيئة العامة للأرصاد الجوية تتابع تطورات الأحوال على مدار الساعة، وتدعو المواطنين إلى متابعة بياناتها اليومية للحصول على آخر المستجدات الجوية بدقة.