)
في ظل التوترات الاقتصادية العالمية، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، حول فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات الدول التي تسعى للتخلي عن الدولار الأمريكي، جدلاً واسعًا. تأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه دول مجموعة "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا) إلى تقليل اعتمادها على الدولار في تعاملاتها التجارية. في هذا السياق، نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية مقالاً يتناول تأثير هذه التهديدات على الاقتصاد العالمي ومكانة الدولار كعملة احتياطية.
خلال تجمع حاشد في ولاية ويسكونسن، صرّح ترامب بأنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 100% على واردات الدول التي تسعى للتخلي عن الدولار الأمريكي في تعاملاتها التجارية. وأشار إلى أن محاولات دول "بريكس" لإنشاء عملة بديلة تهدد هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التحركات، مهددًا باتخاذ إجراءات صارمة لحماية مكانة الدولار.
تسعى دول "بريكس" منذ فترة إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي في تعاملاتها التجارية، وذلك من خلال تعزيز استخدام عملاتها المحلية وتطوير أنظمة دفع بديلة. يأتي ذلك في إطار جهود هذه الدول للحد من تأثير العقوبات الأمريكية وتعزيز سيادتها الاقتصادية. وقد أثارت تهديدات ترامب مخاوف من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وهذه الدول.
في مقال نُشر بتاريخ 8 ديسمبر 2024، تناولت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تأثير تهديدات ترامب على الاقتصاد العالمي. أشارت الصحيفة إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية قد تؤدي إلى تفاقم التوترات التجارية وزيادة عدم الاستقرار في الأسواق المالية. كما حذرت من أن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات دول "بريكس" قد يدفع هذه الدول إلى تسريع جهودها لإيجاد بدائل للدولار، مما يضعف هيمنة العملة الأمريكية على النظام المالي العالمي.
أدت تصريحات ترامب إلى تقلبات في الأسواق المالية، حيث شهد الدولار ارتفاعًا مؤقتًا مقابل العملات الرئيسية، في حين تراجعت عملات دول "بريكس". كما شهدت أسعار الذهب انخفاضًا نتيجة ارتفاع الدولار، حيث تراجع الذهب في مصر بمقدار 20 جنيهًا.
أعرب خبراء اقتصاديون عن قلقهم من تأثير سياسات ترامب على الاقتصاد العالمي. وأشار الباحث الاقتصادي والسياسي، محمد موسى، إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تصعيد التوترات مع دول "بريكس"، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.
تأتي تهديدات ترامب في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة. قد تؤدي هذه السياسات إلى تصاعد التوترات التجارية وزيادة عدم الاستقرار في الأسواق المالية. من المهم أن تعمل الدول على تعزيز الحوار والتعاون لتجنب تفاقم الأزمات الاقتصادية وحماية النظام المالي العالمي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt