شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، ارتفاعًا ملحوظًا خلال التعاملات الصباحية، ما أثار حالة من الترقب في أوساط المستثمرين والمواطنين المهتمين بشراء الذهب سواء بغرض الاستثمار أو الادخار أو حتى للزينة. ويأتي هذا الارتفاع استكمالًا لموجة من التذبذبات السعرية التي يمر بها المعدن الأصفر منذ بداية العام الجاري، متأثرًا بعدة عوامل عالمية ومحلية.
وتعكس حركة أسعار الذهب الحالية مدى التأثير المباشر للمتغيرات الاقتصادية العالمية، وعلى رأسها سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، وأسعار الفائدة، والتوترات الجيوسياسية العالمية.
سجلت أسعار الذهب في محلات الصاغة اليوم ارتفاعًا يراوح بين 40 إلى 60 جنيهًا في الجرام الواحد مقارنةً بأسعار الأمس، لتأتي الأسعار كما يلي:
عيار 24: 4,150 جنيهًا للجرام
عيار 21 (الأكثر تداولًا): 3,630 جنيهًا للجرام
عيار 18: 3,110 جنيهًا للجرام
عيار 14: 2,420 جنيهًا للجرام
الجنيه الذهب (وزن 8 جرامات من عيار 21): 29,040 جنيهًا
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأسعار غير شاملة لقيمة المصنعية، والتي تختلف من محل إلى آخر ومن منطقة لأخرى.
يرتبط سعر الذهب بعدة عوامل متشابكة، وقد ساهمت مجموعة من المتغيرات خلال الأيام الماضية في دفع الأسعار نحو الصعود، وأبرزها:
ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري: حيث شهد السوق المصرفي تحركات جديدة في أسعار الصرف، ما انعكس مباشرة على أسعار الذهب.
زيادة الطلب المحلي: في ظل توقعات مستمرة بارتفاع الأسعار، أقبل المواطنون على شراء الذهب كملاذ آمن، ما زاد من حدة الطلب.
صعود الذهب عالميًا: إذ ارتفعت أسعار الذهب في البورصات العالمية إلى مستويات قياسية بلغت أكثر من 2,410 دولارًا للأوقية.
التحوط ضد التضخم: ارتفاع معدلات التضخم عالميًا جعل الذهب خيارًا مفضلًا لدى المستثمرين لتأمين أموالهم.
شهد الأسبوع الماضي استقرارًا نسبيًا في أسعار الذهب حتى يوم الأحد، ثم بدأ السعر في التحرك صعودًا مع بداية الأسبوع الجاري. ففي يوم الأحد 1 يونيو، كان سعر عيار 21 عند مستوى 3,580 جنيهًا، بينما قفز اليوم إلى 3,630 جنيهًا، أي بزيادة 50 جنيهًا في يومين فقط.
ويُتوقع أن تستمر هذه الوتيرة خلال الأسبوع الحالي، خاصة مع استمرار الضغط على الجنيه المصري وعدم استقرار الأسواق العالمية.
يشهد سوق الذهب المحلي حاليًا حالة من الركود الشرائي، نتيجة ارتفاع الأسعار التي أصبحت تشكّل عبئًا على كثير من الأسر التي ترغب في شراء الشبكة أو الهدايا الذهبية. كما أشار عدد من أصحاب محلات الصاغة إلى أن بعض الزبائن يكتفون بالسؤال عن الأسعار دون إتمام عمليات شراء فعلية.
ومن جهة أخرى، ينشط بعض المستثمرين في اقتناص الفرص رغم الارتفاع، باعتبار الذهب استثمارًا طويل الأجل، لا سيما بعد تخطيه حاجز 4,000 جنيه لعيار 24.
وفقًا لآراء خبراء اقتصاديين، فإن أسعار الذهب مرشحة لمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بعدة احتمالات:
استمرار تراجع الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية.
ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية مما قد يؤثر على توجهات الاستثمار العالمي.
ازدياد التوترات في الشرق الأوسط، ما يرفع من قيمة الذهب كملاذ آمن.
استمرار الطلب على المعدن في الأسواق العالمية خاصة في آسيا.
ويرى البعض أن سعر عيار 21 قد يصل إلى حاجز 3,700 جنيه خلال الأسابيع القليلة القادمة إذا استمرت الظروف الاقتصادية الحالية.
في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار، إليك بعض النصائح للمستهلكين قبل شراء الذهب:
تجنّب الشراء في أيام الذروة أو بعد ارتفاعات مفاجئة.
استفسر عن قيمة المصنعية بدقة قبل الشراء.
قارن الأسعار بين أكثر من محل.
إذا كان الهدف هو الاستثمار، فركّز على شراء السبائك أو الجنيهات الذهب.
احرص على الاحتفاظ بالفواتير وشهادات الضمان.
يخلط الكثيرون بين شراء الذهب بغرض التزين أو الهدايا، وبين شرائه كأداة استثمارية. وهنا يكمن الفرق:
الذهب للزينة غالبًا ما يكون من عيارات مرتفعة كـ 21 أو 18 ويُباع بمصنعية عالية.
الذهب الاستثماري مثل الجنيهات والسبائك لا يُضاف إليه مصنعية أو تكون قليلة جدًا، ويُفضّل لتجنب خسارة الفارق عند إعادة البيع.
لذا يُنصح من يرغب في الادخار أو الاستثمار في الذهب أن يختار المنتجات ذات القيمة الفعلية دون زينة.
لا يمكن فصل تحركات أسعار الذهب عن المشهد الاقتصادي العام في مصر، حيث يشكّل ارتفاع الذهب مؤشرًا على تراجع القدرة الشرائية وتذبذب العملة المحلية. ويعد الذهب أحد أهم أدوات قياس الثقة في الاقتصاد المحلي، لذا فإن مراقبة أسعاره تعطينا لمحة عن أداء السوق ودرجة استقرار النقد.
كما يلجأ بعض المستثمرين إلى شراء الذهب كبديل عن الودائع البنكية أو الشهادات، خاصة إذا كانت أسعار الفائدة غير مجزية أو تتأثر بالتضخم.
على الصعيد العالمي، تتأثر أسعار الذهب بشكل كبير بعدة عوامل، أهمها:
بيانات التضخم الأمريكية.
حركة الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.
مؤشرات سوق العمل في الولايات المتحدة.
الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقد أغلق سعر الأوقية عالميًا في تداولات أمس عند مستوى 2,410 دولار، ومن المتوقع أن يواصل الصعود إذا استمرت المخاوف الاقتصادية عالميًا
يشهد سوق الذهب المصري حالة من الترقب والحذر في ظل الارتفاعات المتتالية التي يشهدها المعدن الأصفر. وبين من يراه فرصة استثمارية وبين من ينتظر التراجع، يبقى الذهب سلعة استراتيجية لا يمكن تجاهل تأثيرها على الاقتصاد والأسواق. ومع استمرار المتغيرات الاقتصادية في الداخل والخارج، ستظل أسعار الذهب مرآة حساسة تعكس حجم الضغوط التي يواجهها السوق المصري.
إذا كنت تنوي الشراء أو البيع، فتابع حركة الأسعار بشكل يومي، وفكّر جيدًا قبل اتخاذ أي قرار استثماري في هذا الوقت الحرج.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
