في خبر صادم أصاب الوسط الفني والجمهور المصري بالحزن، توفي الفنان الكوميدي سليمان عيد بشكل مفاجئ، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود من الزمن رسم فيها البسمة على وجوه المصريين. الإعلان عن الوفاة كان بمثابة صدمة لكثير من زملائه ومحبيه، خاصةً مع عدم الحديث مسبقًا عن معاناته مع أي أمراض مزمنة أو تدهور صحي ظاهر.
وبينما لا تزال أجواء الحزن تسيطر على محبيه، خرج الدكتور جمال شعبان، أستاذ أمراض القلب، ليوضح السبب الطبي الحقيقي للوفاة، مؤكدًا أن ما حدث يُعد من الحالات المفاجئة التي قد تصيب أي إنسان دون إنذار سابق.
وقعت الوفاة في ساعات الصباح الأولى داخل منزل الفنان بمنطقة المهندسين بالقاهرة، حيث شعرت أسرته بتعرضه لحالة إعياء مفاجئة، فتم استدعاء طبيب الطوارئ، لكن القدر كان أسرع، وتوفي الفنان قبل وصول سيارة الإسعاف.
وبحسب أفراد من عائلته، فإن سليمان عيد لم يشتك من أي أمراض في الأيام الأخيرة، وكان يقضي وقته في المنزل بشكل طبيعي، حيث تحدث معهم مساء اليوم السابق بشكل طبيعي، ولم يبد عليه أي أعراض مقلقة.
في منشور عبر صفحته الرسمية، أوضح الدكتور جمال شعبان أن الوفاة جاءت نتيجة توقف مفاجئ في عضلة القلب، دون وجود أعراض سابقة واضحة.
وأشار إلى أن هذا النوع من الوفاة يُعرف علميًا بـ"السكتة القلبية المفاجئة"، وهي حالة تحدث عندما يتوقف القلب عن ضخ الدم بشكل مفاجئ بسبب خلل في النظام الكهربائي للقلب، مما يؤدي إلى فقدان الوعي والوفاة في دقائق معدودة إن لم يتم التدخل بسرعة.
وأكد جمال شعبان أن ما حدث للفنان سليمان عيد يُعد من الحالات الشائعة التي قد تحدث للأشخاص الأصحاء ظاهريًا، دون أي مؤشرات مسبقة، وهو ما يُعرف طبيًا بـ"الموت القلبي المفاجئ".
الموت القلبي المفاجئ هو توقف مفاجئ وغير متوقع لعضلة القلب، يُؤدي إلى فقدان الوعي ثم الوفاة إذا لم يتم التدخل خلال دقائق.
ويتميز هذا النوع من السكتات بأنه لا يمنح الجسم فرصة للتعامل معه، ويحدث في صمت، بعكس الأزمات القلبية العادية التي تصحبها أعراض واضحة مثل ألم الصدر والنهجان.
أبرز أسبابه:
اختلال كهربائي مفاجئ في القلب
اضطرابات في نظم القلب (الرجفان البطيني)
أمراض قلبية غير مكتشفة
تاريخ عائلي لحالات مماثلة
إجهاد بدني أو نفسي شديد
وُلد الفنان سليمان عيد في محافظة القاهرة عام 1968، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل. بدأت مسيرته الفنية في أوائل التسعينيات، وشارك في عشرات الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية، ليصبح من أبرز الوجوه الكوميدية المحبوبة في مصر.
من أبرز أعماله:
الناظر
صاحبة السعادة
حمادة يلعب
رمضان مبروك أبو العلمين حمودة
كبارية
كلمني شكرًا
مسلسل الكبير أوي
سلسال الدم
وتميز سليمان عيد بخفة ظل فطرية، وحضور بسيط جعل له مكانة مميزة في قلوب الجماهير.
جاءت ردود الأفعال سريعة من زملائه في الوسط الفني، حيث عبر العديد منهم عن صدمتهم وحزنهم العميق لوفاته المفاجئة.
شُيّعت جنازة الفنان الراحل عصر اليوم من مسجد الحصري في مدينة السادس من أكتوبر، بحضور عدد كبير من الفنانين والمواطنين الذين حرصوا على وداعه الأخير، وسط حالة من البكاء والدعاء له بالرحمة.
وحمل الجثمان في سيارة الإسعاف إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة، بينما خيم الصمت والحزن على كل الحضور، في مشهد أكد مكانة الراحل في قلوب الجميع.
على مواقع التواصل، تحولت صفحات محبي سليمان عيد إلى دفتر عزاء افتراضي، امتلأ بالكلمات التي تعبر عن حزن الناس لفقدان الفنان، الذي وصفه الجميع بأنه "الوجه البشوش والقلب الطيب".
اختتم الدكتور جمال شعبان تعليقه بالتنبيه إلى أهمية الكشف الدوري على القلب، حتى لمن لا يعانون من أعراض، مؤكدًا أن الوقاية والكشف المبكر هما السلاح الوحيد لتقليل فرص الموت المفاجئ.
ونصح بضرورة الانتباه لأي علامات غير معتادة مثل:
خفقان سريع أو غير منتظم
ضيق تنفس مفاجئ
ألم في الصدر
فقدان الوعي المؤقت
وأوضح أن مثل هذه الأعراض لا يجب تجاهلها، ويجب استشارة طبيب قلب فورًا عند حدوثها.
رحيل الفنان سليمان عيد المفاجئ لم يكن مجرد خبر وفاة، بل صدمة إنسانية وفنية، لأن الفقد جاء دون سابق إنذار، ولم يكن أحد يتوقعه، وهو ما يفتح باب الحديث مجددًا عن أهمية الاهتمام بالصحة القلبية، حتى في غياب أي مؤشرات.
سليمان عيد لم يكن مجرد ممثل يؤدي أدوارًا مضحكة، بل كان رمزًا للبساطة والتلقائية، وواحدًا من أولئك الذين يضحكون الناس في صمت، ويرحلون في هدوء.
ويبقى أثره حاضرًا في ذاكرة جمهوره، ليس فقط بأعماله، بل بضحكته، وكلماته العفوية، وروحه الطيبة، التي ستبقى في قلوب محبيه حتى بعد الرحيل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt