أعلنت الشركة الشرقية للدخان، إحدى أكبر شركات التبغ في مصر والشرق الأوسط، عن قرب تطبيق زيادة جديدة في أسعار السجائر، لتدخل حيّز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة. يأتي ذلك في إطار مراجعة الشركة الدورية للأسعار بالتوازي مع التكاليف التشغيلية وارتفاع أسعار المواد الخام عالميًا ومحليًا.
وتعد هذه الزيادة المرتقبة جزءًا من سلسلة تحركات شهدها قطاع التبغ خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن ارتفعت أسعار السجائر في أكثر من مناسبة، سواء على مستوى السجائر المحلية أو المستوردة.
أوضحت مصادر بالشركة أن الزيادة ستشمل عددًا من المنتجات الأشهر في السوق المصري، وعلى رأسها:
سجائر كليوباترا (جميع الأنواع): متوقع أن تزيد ما بين 2 إلى 4 جنيهات للعلبة.
سجائر سوبر وسوفت: زيادات طفيفة في حدود 1 إلى 2 جنيه.
بعض الأصناف المستوردة أو الشراكات الأجنبية: قد تشهد زيادة تصل إلى 5 جنيهات للعلبة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار الجديدة سيتم الإعلان عنها رسميًا خلال الأسبوع الأول من يوليو 2025، على أن تطبق في جميع المنافذ بالتزامن مع صدور القرار.
تعاني شركة الشرقية للدخان من ارتفاعات متواصلة في أسعار التبغ الخام والمواد الداخلة في التعبئة والتغليف، فضلًا عن تكاليف الشحن الدولي والنقل المحلي.
تأتي هذه الزيادة أيضًا كاستجابة لتغيرات تشريعية وضريبية، تشمل رفع بعض الرسوم على منتجات التبغ كجزء من السياسة العامة لزيادة الإيرادات وتقليل الاستهلاك.
تأثرت صناعة السجائر بتغيرات الدولار أمام الجنيه، ما أدى إلى زيادة كلفة استيراد المكونات غير المتوفرة محليًا.
أكدت الشركة أنها تحرص دائمًا على تحقيق توازن بين توفير منتجاتها للمستهلكين بأسعار مناسبة، وبين الحفاظ على استدامة عملياتها الإنتاجية في ظل الظروف الاقتصادية العالمية.
وأشارت إلى أن زيادة الأسعار تهدف إلى استيعاب التكاليف دون الإضرار بالجودة أو تقليل حجم المعروض في السوق.
يشهد الشارع المصري حالة من التذمر عقب إعلان الشركة عن نيتها رفع الأسعار مرة أخرى. فهذه الخطوة تأتي بعد زيادات سابقة لم تمر عليها سوى شهور قليلة، مما أثقل كاهل المدخنين.
بينما اعتبر آخرون أن هذا قد يكون دافعًا للإقلاع عن التدخين أو تقليل الاستهلاك.
من المتوقع أن تؤدي الزيادة الجديدة إلى:
نشاط أكبر للسوق السوداء: من خلال بيع السجائر قبل تسعيرها الجديد بأسعار أعلى.
زيادة في تهريب بعض الأصناف: خاصة المستوردة منها، لتعويض الفرق في السعر.
تنافس غير نزيه بين التجار، ما قد يؤدي لاحتكار بعض الأنواع ورفع سعرها بشكل غير رسمي.
رغم أن السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ البديلة لم تتأثر رسميًا بالزيادة، فإن بعضها قد يشهد تحركات سعرية غير مباشرة نتيجة:
زيادة الضرائب على استيراد مكوناتها
ارتفاع تكاليف الشحن الدولي
محاولة بعض الموزعين رفع هامش الربح لتعويض الركود في مبيعات السجائر التقليدية
بحسب خبراء الاقتصاد، فإن احتمالية حدوث زيادات إضافية خلال عام 2025 ليست مستبعدة، خاصة إذا استمرت الضغوط التضخمية أو تم فرض رسوم ضريبية جديدة على منتجات التبغ.
وأشاروا إلى أن وتيرة الزيادة مرتبطة بالسياسات الاقتصادية العامة، وتوجه الدولة نحو تقليل استهلاك التبغ وزيادة إيراداتها من هذا القطاع.
في ظل هذه الظروف، يُنصح المدخنون بما يلي:
التفكير جديًا في تقليل الاستهلاك أو الإقلاع عن التدخين.
تجنب الشراء من السوق السوداء لتفادي الغش أو المنتجات المقلدة.
متابعة الأسعار الرسمية وعدم الانسياق وراء المبالغات التي قد يفرضها بعض التجار.
التوجه إلى منافذ البيع المعتمدة لضمان الحصول على منتج سليم وسعر عادل.
قرار الشرقية للدخان بزيادة أسعار السجائر خلال أيام يعكس ضغوطًا متراكمة على قطاع التبغ، سواء بسبب التكاليف التشغيلية أو التغيرات الضريبية. وبينما يراها البعض ضرورية، فإن تأثيرها على المستهلكين واضح، وقد تكون محفزًا لتغيير السلوك الاستهلاكي تجاه التدخين.
ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى أي مدى يستطيع السوق تحمل المزيد من هذه الزيادات، وما هو سقف التحمل لدى المستهلك؟ الإجابة تتوقف على السياسات القادمة وسلوك المدخنين خلال الفترة المقبلة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt