في خبر أحدث ضجة كبيرة داخل الأوساط الرياضية، أعلن الإعلامي خالد الغندور عبر برنامجه الرسمي أن اللاعب الكونغولي فابريس ماييلي قرر الرحيل عن نادي بيراميدز بنهاية الموسم الحالي، بعد فترة قضاها داخل صفوف الفريق الأول لكرة القدم أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات. وقال الغندور إن قيمة عقد اللاعب بلغت 200 مليون جنيه في الموسم الواحد، الأمر الذي فجر جدلًا واسعًا بشأن جدوى الصفقات الضخمة في الكرة المصرية.
وجاء الإعلان ليضع حدًا لتكهنات استمرت طوال الأسابيع الماضية حول مستقبل ماييلي مع بيراميدز، خصوصًا بعد غيابه عن عدد من المباريات المهمة ومشاركة بديلة في عدة مواجهات.
أوضح خالد الغندور أن ماييلي يُعد من أعلى اللاعبين أجرًا في الدوري المصري، حيث وصل عقده إلى 200 مليون جنيه سنويًا، موزعة على الراتب الأساسي والمكافآت والحوافز الإضافية. هذا الرقم القياسي دفع جماهير الكرة المصرية للتساؤل عن العائد الفني الحقيقي من وراء الصفقة، لا سيما أن أداء اللاعب شهد تفاوتًا خلال المباريات.
وأضاف الغندور أن اللاعب تلقى عدة عروض خارجية من دوريات خليجية وأوروبية، وقد يكون أحد هذه العروض هو السبب الرئيسي وراء قرار الرحيل، إلى جانب شعور اللاعب بعدم الاستقرار داخل الفريق خلال الفترة الأخيرة.
منذ انضمامه إلى بيراميدز، شارك فابريس ماييلي في عدد محدود من المباريات الرسمية، وتم الاعتماد عليه في مراكز مختلفة داخل الملعب، وهو ما جعل البعض يصفه بـ"اللاعب الجوكر"، بينما رأى آخرون أن عدم الاستقرار في مركزه أفقده التركيز والتألق.
ووفقًا لإحصائيات الدوري المحلي، فقد سجل اللاعب 5 أهداف وصنع 3 آخرين خلال الموسم، وهي أرقام متواضعة مقارنة بقيمته المالية الكبيرة، مما دفع بعض المحللين لوصف التجربة بـ"غير الموفقة"، رغم امتلاكه مهارات فردية عالية.
حتى الآن، لم يصدر بيان رسمي من نادي بيراميدز يؤكد أو ينفي تصريحات خالد الغندور بشأن رحيل اللاعب، لكن مصادر مقربة من إدارة الفريق أكدت وجود توجه لإعادة النظر في ملف التعاقدات الباهظة التي لم تحقق مردودًا كرويًا يتناسب مع الإنفاق الكبير.
وذكرت المصادر أن الإدارة ستقوم بتقييم شامل لملف المحترفين الأجانب بنهاية الموسم، ومن المتوقع أن يشهد الفريق "غربلة" في قائمته الأساسية، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة في الدوري والبطولات القارية.
تفاعلت جماهير بيراميدز عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر رحيل ماييلي، وجاءت الآراء منقسمة بين مؤيد يرى أن النادي بحاجة للتجديد والتخلي عن أصحاب الرواتب المرتفعة، وبين معارض يعتقد أن اللاعب لم يحصل على فرصته كاملة داخل الفريق.
أحد المشجعين كتب: "200 مليون جنيه و5 أهداف؟ النادي محتاج لاعيبة بتعرق مش بتتصور!"، بينما علّق آخر: "اللاعب كان ممكن ينجح لو الجهاز الفني استخدمه صح".
رحيل ماييلي يفتح باب المقارنات مع عدد من الصفقات التي أبرمتها الأندية المصرية في المواسم الأخيرة، حيث لجأت عدة فرق إلى الإنفاق بسخاء على لاعبين أجانب على أمل تحقيق نتائج سريعة، ولكن التجربة لم تنجح دومًا، مما يطرح تساؤلات حول سياسات التعاقد.
فقد شهدنا رحيل لاعبين مثل "جون إيبوكا" و"رزاق سيسيه" بعد موسم واحد فقط، بسبب تراجع الأداء وعدم التأقلم، وهو ما يدفع بعض المحللين للمطالبة بإعادة النظر في اختيار اللاعبين بناءً على معايير فنية واضحة، وليس فقط السمعة أو السعر.
في تصريحاته، أشار خالد الغندور إلى أن اللاعب لديه رغبة قوية في الانتقال إلى دوري أكثر استقرارًا، وقد تكون الوجهة القادمة في الدوري السعودي أو الإماراتي، حيث تلقى عدة عروض خلال الفترة الأخيرة. وأضاف: "ماييلي حسم موقفه، والإدارة لم تعترض كثيرًا، لأنها تعلم أن بقاءه بهذا الراتب بات عبئًا على الفريق".
وأشار الغندور أيضًا إلى أن هناك لاعبًا أجنبيًا آخر على رادار النادي لتعويض ماييلي، لكنه لم يفصح عن اسمه، مؤكدًا أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولية.
علّق عدد من النقاد الرياضيين على الخبر مؤكدين أن ملف التعاقدات في الكرة المصرية بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها الأندية، والتي تتطلب ترشيد النفقات وتحقيق أعلى فائدة فنية من كل صفقة.
وقال أحد المحللين: "صفقة ماييلي درس كبير لأي إدارة تفكر في التعاقد مع لاعب بمبالغ فلكية دون دراسة دقيقة، الكرة لا تُدار بالأموال فقط".
رحيل فابريس ماييلي يُعد بداية لتحول استراتيجي في سياسة بيراميدز التعاقدية، حيث تسعى الإدارة لتكوين فريق تنافسي بأقل تكلفة ممكنة، والتركيز على عناصر محلية شابة يمكن تطويرها، بدلًا من الرهان على أسماء لامعة برواتب ضخمة.
وقد أشار المدير الفني للفريق في تصريحات سابقة إلى أن "الاستقرار الفني أهم من الأسماء"، مؤكدًا أن الفريق يحتاج للتركيز على الروح الجماعية أكثر من الفرديات.
رحيل ماييلي عن بيراميدز بعد موسم واحد فقط وراتب ضخم يصل إلى 200 مليون جنيه يعكس خللًا في تقييم بعض الصفقات داخل الكرة المصرية. وبينما يرى البعض أن التجربة كانت فاشلة، يرى آخرون أن اللاعب لم يحصل على فرصته الكاملة. ومع استمرار التغيرات داخل الفرق الكبرى، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الإنفاق والنتائج، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة محليًا وقاريًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
