في خبر يُبشّر بتحول كبير في علاج مرض السكري من النوع الأول، أعلنت فرق طبية عن نتائج واعدة لدواء جديد يعتمد على الخلايا الجذعية، قد يُغني المصابين عن الحاجة اليومية لحقن الأنسولين، وهو ما يمثل انفراجة صحية كبرى بعد سنوات من الاعتماد على الأدوية التقليدية.
الدواء الجديد، الذي ما يزال قيد التجارب السريرية النهائية، يقدم مقاربة ثورية لعلاج السكري من الجذور، بدلاً من الاكتفاء بإدارة الأعراض فقط.
يُصيب هذا النوع عادةً الأطفال والشباب، لكنه قد يظهر أيضًا في مراحل عمرية متقدمة.
الدواء الجديد يعتمد على تقنية الخلايا الجذعية المتمايزة، حيث يتم تحويل خلايا جذعية إلى خلايا بيتا قادرة على إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي عند الحاجة، تمامًا كما في الأشخاص الأصحاء.
ويتم زراعة هذه الخلايا في جسم المريض باستخدام كبسولات خاصة، تحمي الخلايا من جهاز المناعة، وتسمح لها بإفراز الأنسولين استجابةً لمستويات السكر.
هذا الابتكار يحمل عددًا من الفوائد التي قد تُحدث ثورة في عالم السكري، ومنها:
توفير تحكم ذاتي بمستويات السكر دون الاعتماد على الحقن اليومية
الحد من نوبات انخفاض السكر الحادة وغير المتوقعة
تحسين جودة الحياة من خلال الاستقلال عن العلاج الدوائي المستمر
الحماية من مضاعفات السكري على المدى البعيد مثل مشاكل العين والكلى والأعصاب
خضع الدواء لتجارب على مجموعات مختلفة من المرضى في مراكز بحثية كبرى، وقد أظهرت النتائج:
انخفاض ملحوظ في احتياج المرضى للأنسولين بعد شهرين من زراعة الخلايا
استقرار مستويات السكر في الدم دون تقلبات حادة
عدم ظهور أعراض لرفض الجسم للخلايا المزروعة
تحسن في المؤشرات الحيوية مثل الهيموغلوبين السكري (HbA1c)
إلا أن الخبراء يشددون على أن نجاح العلاج يرتبط بالمتابعة الدورية، واحتمال الحاجة إلى إعادة زراعة الخلايا بعد سنوات.
حتى الآن، لا يزال العلاج في المرحلة الثالثة من التجارب، وهي المرحلة الأخيرة قبل طرحه للاستخدام الطبي العام.
وقد بدأت جهات دوائية كبرى التحضير للحصول على تراخيص رسمية، وسط توقعات بطرحه تجاريًا خلال العامين المقبلين إذا استمر النجاح السريري.
رغم الأمل الكبير الذي يحمله هذا الدواء، إلا أن هناك بعض التحديات المتوقع أن تواجه المرضى في بداية الطرح:
ارتفاع تكلفة العلاج في المراحل الأولى قبل الانتشار الواسع
الحاجة لمراكز طبية متخصصة في زراعة الخلايا ومتابعتها
تأمين الدعم الطبي والتوعوي للمرضى لفهم طبيعة العلاج الجديد
إقناع الأطباء والجهات الصحية بتغييره كبديل طويل الأمد للأنسولين
لكن بمرور الوقت، ومع تطور التكنولوجيا وتعدد الشركات المنتجة، من المتوقع انخفاض التكلفة تدريجيًا لتصبح في متناول أوسع شريحة ممكنة.
علق أطباء متخصصون في أمراض السكري والغدد الصماء على الدواء بقولهم:
"العلاج يقدم أملاً كبيرًا، لكننا بحاجة للمزيد من الدراسات حول تأثيره على المدى الطويل".
"نجاح هذه التقنية قد يغير مستقبل السكري جذريًا، ويفتح المجال أمام علاجات لأمراض مناعية أخرى".
"من المهم متابعة كل مريض عن قرب للتأكد من كفاءة الخلايا الجذعية المزروعة".
وفقًا للبيانات الحالية، لم تظهر أعراض جانبية خطيرة على المشاركين في التجارب، باستثناء:
ألم طفيف في موضع الزراعة
شعور عام بالإرهاق في الأسبوع الأول
زيادة في الشهية نتيجة تحسن تنظيم السكر
وقد ساعدت الكبسولات التي تحتوي الخلايا الجذعية على حماية الجسم من ردود الفعل المناعية دون الحاجة لاستخدام أدوية تثبيط المناعة.
العلاج الجديد يُعد مناسبًا في المقام الأول لمرضى السكري من النوع الأول، خاصةً:
الأطفال والمراهقين الذين يعانون من تذبذب حاد في السكر
المرضى الذين لا يستجيبون جيدًا للأنسولين
الأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة لانخفاض السكر
لكن من غير المرجح استخدامه لمرضى السكري من النوع الثاني، لأنهم لا يعانون عادةً من نقص حاد في خلايا بيتا.
يأمل العلماء أن يمثل هذا العلاج خطوة أولى نحو:
القضاء على الحاجة للأنسولين الخارجي
خفض معدلات مضاعفات السكري في العالم
تطوير علاجات مماثلة باستخدام تقنيات أخرى مثل التعديل الجيني
كما يتم العمل حاليًا على تحسين تركيبة الكبسولات لتدوم لفترات أطول وتقلل الحاجة لإعادة الزراعة.
ورغم أن الطريق ما زال يحتاج لمزيد من التجارب والتراخيص، فإن النتائج الأولية تدعو للتفاؤل، وقد تغير وجه الطب في المستقبل القريب.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt